عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 08 Jun 2018, 03:27 AM
أبو عبد الرحمن محمد الجزائري أبو عبد الرحمن محمد الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: May 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 241
افتراضي

الحلقة الثالثة و العشرون : تحري ليلة القدر في العشر الأواخر

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها قالت، قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- :« تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ . »

• رواه البخاري

فوائد الحديث :
1) ‍‌‌‌‌‍‍‌‍‌‌‌‌‍‍‌‌‌‌‌فيه إثبات لليلة القدر و الرد على من قال بأنها رفعت أصلا ورأسا ، حكاه المتولي في التتمة عن الروافض والفاكهاني في شرح العمدة عن الحنفية ، وكأنه خطأ منه . أو من قال بفرضية أنها توافق جميع أيام السنة ، بناءا على دوران الزمان لنقصان الأهلة . وهو قول مشهور عند الحنفية أيضا حكاه قاضي خان وأبو بكر الرازي منهم . إلا أن جميع هذه الأقوال فاسدة ؛
2) فيه الحض على التماس ليلة القدر وطلبها في أوتار العشر آكد. قال ابن حجر في الفتح: قول الإمام البخاري [ ‏باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر] : فيه إشارة إلى رجحان كون ليلة القدر منحصرة في رمضان ، ثم في العشر الأخير منه ، ثم في أوتاره ، لا في ليلة منه بعينها ، وهذا هو الذي يدل عليه مجموع الأخبار الواردة فيها ‏." إهـ ؛
3) فيه دليل على إخفاء ليلة القدر ؛ لأن الشيء البيِّن لا يحتاج إلى إلتماس وتَحَرٍّ. قال ابن حجر رحمه الله في الفتح : " الحكمة من إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في إلتماسها بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها ، كما تقدم نحوه في ساعة الجمعة " إهـ ؛
4) فيه رد على من يقول :الرسول علمُهُ يشمل ما في اللوح المحفوظ كله ويزيد عليه ، فيُرَدُّ عليه . لو كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ــ يعلم ليلة القدر على وجه اليقين لدل عليها أحب الخلق إليه.

فصل :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - :
" لكن الوتر يكون باعتبار الماضي فتطلب ليلة إحدى وعشرين ، وليلة ثلاث وعشرين ، وليلة سبع وعشرين ، وليلة تسع وعشرين ، ويكون باعتبار ما بقي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لتاسعة تبقى ، لسابعة تبقى ، لخامسة تبقى ، لثالثة تبقى ) فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليالي الأشفاع وتكون الاثنان والعشرون تاسعة تبقى ، وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى ، وهكذا فسره أبو سعيد الخدري في الحديث الصحيح ، وهكذا أقام النبي صلى الله عليه وسلم في الشهر ، وإذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعه "إهـ.

يتبع ، إن شاء الله تعالى ...

رد مع اقتباس