عرض مشاركة واحدة
  #67  
قديم 29 Mar 2020, 04:31 PM
أبو الوليد بوعبد اللّه رومان أبو الوليد بوعبد اللّه رومان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 19
افتراضي

جزى اللّه خيرا مشايخ الإصلاح الفضلاء على هذا البيان الناصح المشفق، الذي ينضحُ بالتوجيه و التذكير لأهل السنة ببعض أصولهم العظيمة، كوجوب السمع و الطاعة لولاة الأمور في المنشط و المكره عموما، و في هذه الجائحة خصوصا، و من الطاعة الشرعية لزوم التدابير و الإجراءات الوقائية المنصوح بها، و التي بُنيَت على الاجتهاد الصحيح من ولي الأمر بما يوافق مقاصد الشريعة في حفظ الضروريات الخمس، و ترك السماع لأهل التشغيب و التشويش كائنا من كان، و تحت أي ذريعة كانت، كالإفتاء بصلاة الجمعة في البيوت أو الأبنية ، و هي فتاوى مخالفة و مصادمة لاجتهاد ولي الامر، و تفتقر إلى القاعدة الفقهية أو المنهجية الصحيحة. و في البيان أيضا التذكير بالأخلاق الإسلامية كالتآزر و التكافل و التعاون على البر و التقوى، و الحث على الأخذ بالأسباب الشرعية كالصبر و الاحتساب و الدعاء و التوكل على اللّه، مع الأخذ أيضا بالأسباب الحسية الوقائية. كما تضمن البيان في الختام الوصية و التذكير بحقوق أصحاب الحقوق علينا كمنتسبي قطاع الصحة و قطاع الأمن و الحماية المدنية.

فللّه درّ مشايخ الإصلاح و على اللّه أجرهم نصحوا للأمة و بينوا الحقّ، و أدّوا مايجب عليهم، فلا أجد وصفا لهم أفضل من وصف الشيخ ناصر السعدي رحمه الله لرجال الدين الصادقين حيث قال في رسالة وجوب التعاون بين المسلمين مانصه :
( قال تعالى:{ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا} [الأحزاب: 23].

هذا نعت رجال الدين: الصدق الكامل فيما عاهدوا الله عليه من القيام بدينه، وإنهاض أهله ونصره بكل ما يقدرون عليه، من مقال ومال وبدن وظاهر وباطن.

ومن وصفهم الثبات التام على الشجاعة والصبر، والمضي في كل وسيلة بها نصر الدين، فمنهم الباذل لنفسه، ومنهم الباذل لماله، ومنهم الحاث لإخوانه على القيام بكل مستطاع من شؤون الدين والساعي بينهم النصيحة والتأليف والاجتماع، ومنهم المنشط بقوله وجاهه، ومنهم الفذ الجامع لذلك كله...

وأما الآخرون وهم الجبناء المرجفون، فبعكس حال هؤلاء لا ترى منهم إعانة قولية ولا فعلية ولا جدية، قد ملكهم البخل والجبن واليأس، وفيهم الساعي بين المسلمين بإيقاع العداوات والفتن والتفرق، فهذه الطائفة أضر على المسلمين من العدو الظاهر المحارب بل هم سلاح الأعداء على الحقيقة.
قال تعالى فيهم وفي أشباههم: {لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا و لأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة، وفيكم سماعون لهم } [التوبة:47].

أي يستجيبون لهم تغريراً أو اغتراراً، فعلى المسلمين الحذر من هؤلاء المفسدين، فإن ضررهم كبير وشرهم خطير، وما أكثرهم في هذه الأوقات التي اضطر فيها المسلمون إلى التعلق بكل صلاح وإصلاح وإلى من يعينهم وينشطهم) اهـ.

رد مع اقتباس