عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 28 Dec 2019, 10:44 PM
يوسف شعيبي يوسف شعيبي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2017
المشاركات: 107
افتراضي

جزاك الله خيرًا أبا معاذ على هذه القاصمة القاسمة لظهور الكذبة، الدامغة لبهت المفرِّقة، ولو أوتوا رشدًا ما طرقوا هذا الموضوع أصلًا؛ فإنهم تكلموا فيما لا يحسنون، ففتحوا على شيوخهم ما لا قبل لهم به، وفضحوهم وهم لا يشعرون!
وأزيد هنا على ما ذكرته -على سبيل التمثيل- من العلماء الذين أخذوا كتب غيرهم فاختصروا، أو زادوا عليها شيئًا ونقصوا وقدَّموا وأخَّروا، ولم يذكروا شيئًا عن صاحب الكتاب الأول:
شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي الحنبلي (ت 744)، فإنه جمع المحرر في أحاديث الأحكام، وكان قد سبقه إلى ذلك ابن دقيق العيد (ت 702) وغيره، ويرى الحافظ ابن حجر أن ابن عبد الهادي اختصر كتابه من "الإلمام" لابن دقيق العيد، فقال مادحًا له في "الدرر الكامنة" (5 /62): "اخْتَصَرَهُ من الْإِلْمَام فجوَّده جدًّا"، فمع أن ابن عبد الهادي لم يُشر في كتابه إلى كتاب ابن دقيق العيد أصلًا، إلا أنه لم يمنع ابن حجر من الثناء عليه، بله الطعن عليه وتخوينه وإسقاط عدالته!
القاضي أبو بكر ابن العربي المالكي (ت 543)، فإنه ضمَّن كتابه "المسالك في شرح موطأ مالك" كثيرًا من كلام ابن عبد البر والباجي، ولم يُسمِّهما في كثير من المواضع، إلاَّ تنبيهًا في ديباجة كتابه على علوِّ محلِّ كتابَيهما، ولم ينسبه أحدٌ إلى السرقة العلمية، بلهَ تخوينه وإسقاط عدالته.
الإمام ابن قيم الجوزية (ت 751)، فإنه ضمن كتابه "بدائع الفوائد" كلامًا كثيرًا من "نتائج الأفكار" للسهيلي، ولم ينسبه له، ولم نجد أحدًا من أهل العلم خوَّن ابن القيم أو أسقط عدالته.
هذا من جهة.
ومن جهة أخرى؛ فإن الشيخ عبد الخالق -حفظه الله- لو كان سارقًا متلهِّفًا لجمع المال -كما يزعم هؤلاء المرضى- لطبع كتابه أوَّل ما كتبه، ولم ينتظر به عشرين سنة أو أكثر، ثمَّ يطبعه مرَّةً واحدة، ثم لا يأخذ من مستحقَّاته شيئًا، كما أخبر بذلك!
فيا أيُّها المتعصِّبون إن تنصفوا خصومكم، يكن خيرًا لكم ولشيوخكم، وإلاَّ تفعلوا يعُد وبال ذلك عليكم وعلى شيوخكم.

رد مع اقتباس