عرض مشاركة واحدة
  #72  
قديم 16 Nov 2015, 02:35 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

قولُ أهلِ التعطيلِ فِي العلوِّ و شبهُهم
أنكر أهلُ التعطيل علو اللهِ تعالى بذاته، مستدلين بشبهٍ منها :
1 _ أنه لو كانَ عالٍ بذاته كانَ في جهة.
2 _ و إذا كان في جهةٍ كان محدودًا.
3 _ و إذا كان في جهةٍ كان جسمًا.
الردُّ علَى هذهِ الشبهِ
1 _ إذا كان اللهُ تعالى أثبتَ العلو لنفسِه، فلا يجوزُ إبطال دلالةِ النصوص بمثل هذه التعليلات، ولو جازَ هذا لأمكنَ أي شخص أن يبطلَ نصا لا يرتضيه بمثلها.
2 _ أن نصوصَ العلو لو كانت تستلزمُ هذه المعاني الفاسدةَ لجاء بيانها في شرعنا؛ و لكنها لا تستلزمُها؛ لذلك لم يأتِ البيانُ.
3 _ إذا كان المرادُ بالحد أن اللهَ يحيط به شيءٌ من مخلوقاته فهو باطلٌ، و ليس لازما من إثباتِ العلو، أما إذا كان المرادُ به أن الله بائنٌ من خلقه منفصلٌ عنهم فهو حقٌّ من حيثُ المعنى، لكن لا نثبتُ اللفظَ لعدم الدليلِ.
4 _ إذا كان المرادُ بالجسم أنه مركبٌ من عظمٍ و لحم و شحم فهذا باطلٌ، و لا يلزم من إثباتِ العلو، أما إذا كان المرادُ الذاتُ الإلهية المتصفةُ بصفاتِ الجلال و الكمال، فهذا نثبته لله تعالى، و هو حقٌّ.
5 _ إذا كان المرادُ بالجهةِ أنها تحيطُ به فهذا باطلٌ، و غير لازمٍ من العلو، أما إذا أُرِيدَ به جهةَ علوٍّ لا تحيط به فهو حقٌّ.
معنى قولِه تعالى {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} [النساء 159]
اختلف المفسرون في معناها على قولين :
1 _ أن ذلك إذا نزل عيسى في آخر الزمان يؤمنون به قبل موته.
2 _ أن كل من حضرته الوفاة من أهل الكتاب فإنه يؤمن به، و هذا ضعيف.
معنَى قولِه تعالى {أَأَمِنْتُمْ مَّنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك 16]
يشكلُ من الآية قوله تعالى {مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك 16]، بحيث أن "في" تفيد الظرفية، و الظرف يحيط بالمظروف، فظاهره أن السماء محيطة بالله تعالى، و هذا ظاهر باطل غير مراد، و الجواب عن هذا من وجهين :
1 _ أن السماءَ بمعنى العلوِّ، كما قالَ تعالى {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} [الرعد 17]، و الماءُ ينزل من السحابِ، و السحابُ في العلوِّ قال تعالى {وَ السَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ} [البقرة 164]، فالمرادُ مِنْ {مَنْ فِي السَّمَاءِ} أي : العلو.
2 _ أن السماءَ هي السقفُ المحفوظ، و "في" بمعنى "على" كما قالَ تعالى {لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه 71]، فالمعنى : من على السماءِ.
إشكالٌ واردٌ على هذا الجوابِ و الردُّ عليه :
قد يقولُ قائلٌ فما قولكُم في قولِه تعالى {وَ هُوَ فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَ فِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف 83]، وقوله تعالى {وَ هُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَ فِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ} [الأنعام 3]؟
الجواب ُعن الإشكالِ : أن الظرفَ فيها للألوهيةِ، أي : أن ألوهيتُه ثابتة في السماءِ كما في الأرض، كما تقولُ فلان أميرٌ في المدينة و مكةَ، و هو في مكانٍ واحد.
أما أن نقولَ : تقرأُ {وَ هُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ} و تقف، ثم تقرأ {وَ فِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ} أي : هو نفسُه في السماءِ، و في الأرضِ يعلمُ سرَّكم و جهركم مع علوِّه، فهذا التوجيهُ فيه شيءٌ من الضعفِ لما فيه من تفكيكِ الآية و عدم ارتباطها ببعضٍ.

رد مع اقتباس