عرض مشاركة واحدة
  #71  
قديم 15 Nov 2015, 09:51 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

إثباتُ العلوِّ للهِ تعَالى علَى مخلوقاتِه
أقسامُ علو اللهِ تعالى
علوُّ الله تعالى على قسمينِ :
1 _ علوٌّ معنويٌّ : أي علو غلبةٍ و قهر و قدر، و هذا يثبته أهلُ القبلة كلهم.
2 _ علوٌّ ذاتي : و هذا يثبه أهلُ السنةِ فقط.
فمذهبُ أهلِ السنةِ و الجماعَةِ أنَّ اللهَ سبحانه و تعالى عالٍ بذاتِه، و أنَ علوَّه منَ الصفاتِ الذاتيةِ الأزليةِ الأبديةٍ، و أدلتُهم في ذلكَ :
1 ـ الكتابُ : تنوعت أدلةُ العلوِّ في كتابِ اللهِ منها :
1 ـ التصريحُ بالعلو : قالَ تعالى {وَ هُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ} [البقرة 255]، و قال {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى 1].
2 _ التصريح بالفوقيةِ :قالَ {يخَافُونَ رَبَّهُم مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل 50]، وقال {وَ هُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام 18].
3 ـ صعودُ الأشياءِ و رفعها إليه : قالَ تعالى {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّلِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر 10]، وقال {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَ الرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج 4]، وقال {بَل رَّفَعَهُ إِلَيْهِ} [النساء 158] و قال {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران 55].
4 ـ نزولُها منْه : قالَ تعالى {تَنْزِيلٌ مِنْ رَّبِّ العَالَمِينَ} [الواقعة 80]، وقال {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر 9].
5 _ بكونِه في السماءِ : {أَأَمِنْتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَّخْسِفَ بِكُمُ الْأرْضَ} [الملك 16].
2 ـ السُّنةُ : تنوعتْ دلالتُها، و اتفقت السنةُ بأصنافِها الثلاثةِ على علوِّه :
أ ـ القوليةُ :
_ روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : "ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء".
_ و كقوله صلى الله عليه و سلمَ :"و العرشُ فوقَ ذلكَ، و اللهُ فوقَ العرشِ" الذي روى ابن خزيمة في كتابِ التوحيد و اللالكائيُّ في أصول اعتقاد أهل السنة و غيرهما عن عبد الله بن مسعود و صححه الألباني رحمه الله في مختصر العلو (48).
ب ـ الفعليةُ : كرفعِه صلى الله عليهِ و سلمَ يديْه إلى السماءِ في الدعاءِ، كذلكَ في حجةِ الوداعِ فإنه كانَ يشيرُ إلى السماءِ و يقول :" اللهمَّ اشهدْ ..." رواه مسلم عن جابر بن عبد الله.
جـ ـ التقريريةُ : كإقرارِه الجاريةَ لما سألها : "أينَ اللهُ؟" قالتْ : " في السماءِ"، فأقرَّها على ذلك، رواه مسلم عن معاويةَ بنِ الحكم السلمي.
3 ـ الإجماعُ : فقدْ أجمعَ المسلمونَ قبلَ ظهورِ هذه الطوائفِ المبتدعةِ على أنَّ اللهَ تعالى مستوٍ على عرشِه و فوقَ خلقِه.
4 ـ العقلُ : فصفةُ العلوِّ صفةُ كمالِ، و إذا كانتْ صفةَ كمالِ، فإنَّه يجبُ إثباتُها للهِ عزَّ و جل، لأنَّ اللهَ متصفٌ بصفاتِ الكمالِ.
5 ـ الفطرةُ : ما منْ إنسانٍ يقولُ : يا ربِّ، إلا وجدَ في قلبِه ضرورةً بطلبِ العلوِّ.
6 _ أنه عقيدةُ الأنبياءِ من قبلُ : قال الله تعالى {يَا هَامَانُ ابْنِي لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَ إِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا (37)} [غافر]. فلما أخبرَ موسى عليه السلام فرعونَ أن ربه في السماءِ موه فرعونُ على قومه هذا التمويهَ ليرقى ثم يقولَ : لم أجد أحدًا، و إلا فإنه يعلمُ أن موسى صادقٌ.
معنَى قولِه تعالَى {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ}
للعلماءِ في تفسيرها ثلاثةُ أقوال :
1 _ أي : قابضُك، و منه قولهم : توفى حقَّه أي : قبضَه.
2 _ منيمك؛ لأن النومَ وفاةٌ قال تعالى {هُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ} [الأنعام 60].
و هذان القولان يمكنُ الجمعُ بينهما فيكونُ الله قبضه حالَ نومه.
3 _ مميتك، و منه قوله تعالى {اللَّهُ يَتَوفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} [الزمر 42]، و هذا بعيدٌ؛ لأن عيسَى عليه السلامُ لم يمتْ و سينزل في آخرِ الزمان.

رد مع اقتباس