عرض مشاركة واحدة
  #67  
قديم 03 May 2015, 03:55 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

صفةُ العفوِ
يثبت أهل السنة و الجماعة صفة العفو لله تعالى على الوجه الذي يليق به، كما دل عليه النصوص الشرعية.
1 _ أدلة الكتاب :
_ قال الله تعالى {إِن تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء 149].
_ و قال تعالى {ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة 52].
_ و قال تعالى {فَأُولَٰئِكَ عَسَى اللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء 99].
2 _ أدلة السنة :
_ روى ابن حبان و غيره عن عائشة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول : "الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، فأرشد الله الأئمة، وعفا عن المؤذنين" صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (2787).
_ روى الحاكم في المستدرك عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال : قولي : "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني" صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (4423).
معنَى العفوِ
العفوُ : هو التجاوزُ عن العقوبةِ.
الحكمةُ من الجمعِ بينَ صفتَي العفوِ و القدرةِ
جمعَ اللهُ تعالى بينَ صفتي العفوِ و القدرةِ في الآيةِ لبيانِ أنه عفوٌّ مع قدرتِه على الانتقامِ من المذنبِ، و هذا من كمالِ العفوِ : أن يكون عن قدرةٍ.
أما العفوُ الذي يكون عن عجزٍ فهذا لا يمدحُ فاعله؛ لأن صاحبَه عاجزٌ عن الأخذِ بالثأر.
و أما العفوُ الذي لا يكون مع قدرةٍ فقد يمدحُ، لمكنه ليس عفوًا كاملًا.
الفرقُ بينَ العفوِ و المغفرةِ
الغالبُ أن يكونَ العفُو عن تركِ الواجباتِ، و المغفرةُُ عن تركِ المحرماتِ.
و منهم من قال : العفوُ عدمُ المؤاخذةِ بالدنب، و المغفرةُ سترُ الذنبِ أو أثرِ الذنب.
و منهم من قال [ابنُ حبانَ في صحيحه] : العفوُ قد يكونُ من الرب لمن استوجبَ النارَ، قبل تعذيبِه إياهم، وقد يكونُ ذلك بعد تعذيبه إياهم الشيءَ اليسيرَ، ثم يتفضل عليهم بالعفوِ، إما من حيثُ يريد أن يتفضلَ، وإما بشفاعةِ شافعٍ. والغفرانُ هو الرضا نفسُه، ولا يكون الغفرانُ منه جل وعلا لمن استوجبَ النيرانَ بفضلِه، إلا وهو يتفضلُ عليهم بأن لا يدخلََهم إياها بحيله".
صفةُ المغفرةِ
يثبُ أهلُ السنةِ و الجماعةِ صفةَ المغفرة لله تعالى على الوجهِ الذي يليقُ به، و دليلُُ هذه الصفة الكتابُ و السنةُ.
1 _ أدلةُ الكتابِ :
_ قال الله تعالى {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور 22].
_ و قال {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ} [طه 82].
_ و قال {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر 53].
2 _ أدلةُُ السنةِ :
_ روى مسلم عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله فيغفر لهم".
_ روى البخاري في صحيحه و غيره عن شداد بن أوس رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم : "سيد الاستغفار أن تقول : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".
معنَى المغفرةِ
المغفرةُ : هي سترُ الذنبِ، فلا يفضحُ اللهُ عبدهُ بذنوبِه، بل يسترُه و يغفرُ له.
الحكمةُ من جمعِ اللهِ بينَ صفتَي المفغرةِ وَ الرحمةِ
قرنَ اللهُ بينَ صفتَي المغفرةِ و الرحمةِ؛ لأن معناهمَا متشابهٌ، ففي المغفرةِ زوالُ الكروبِ و آثار الذنبِ، و في الرحمةِ حصولُ المطلوبِ.

رد مع اقتباس