عرض مشاركة واحدة
  #49  
قديم 01 Feb 2015, 03:50 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

صفةُ اليدينِ
يثبتُ أهلُ السنةِ صفةَ اليدين للهِ تعالى إثباتا يليقُ به جل و علا، بدليلِ الكتابِ و السنة و الإجماع.
1 _ الكتاب : قال اللهُ تعالى {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص 75]، و قال {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} [المائدة 64].
2 _ السنة : روى البخاريُ عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : "يد الله ملأى لا يغيضها نفقةٌ، سحاءُ الليلَ و النهار، و قال : أرأيتم ما أنفقَ منذُ خلق السمواتِ والأرض، فإنه لم يَغِضْ ما في يده، وقال : عرشُه على الماء، وبيده الأخرى الميزان، يخفض ويرفع".
3 _ الإجماع : أجمعَ السلفُ على إثباتِ صفة اليدين للهِ تعالى إثباتا يليق به.
أمرُ الله إبليسَ بالسجودِ لآدم باعتبارِ أن اللهَ خلقَه بيديه
قال اللهُ تعالى {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص 75]، أمرَ الله تعالى إبليسَ و الملائكةَ بالسجودِ لآدم باعتبار وصفِه الذي لم يشاركْهُ فيه أحدٌ، و هو خلقُ اللهِ إياه بيديه، لا باعتبار شخصِه؛ لأنه عبرَ عنه بِـ "ما"، و إذا عُبر بهذه عما يَعْقِل، فإنه يرادُ معنى الصفة لا معنى العين و الشخص.
عقابُ اللهِ لليهودِ بعدَ قولهم { يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ}
لما وصفَ اليهودُ اللهَ تعالى بهذا الوصفِ، عاقبهم الله بسببِ ما قالوا بأمرين :
1 _ بتحويلِ الوصفِ الذي عابوا به اللهَ إليهم، حيثُ قال { غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ}.
2 _ بإلزامِهم بمقتضى قولِهم، بإبعادِهم عن رحمةِ الله، حتى لا يجدُوا جُودَ الله و فضَله، حيثُ قال {وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا}.
فائدةٌ لطيفة
قالَ الله تعالى {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} [المائدة 64]، قالت اليهودُ {يَدُ} بالإفراد؛ لأن اليدَ الواحدةَ أقلُّ عطاءً من اليدين، فجاءَ الردُّ و الجواب بقوله تعالى {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} أي : بالتثنيةِ و البسطِ، فيدا اللهِ مبسوطتانِ واسعتَا العطاءِ.

رد مع اقتباس