عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 19 Nov 2007, 10:58 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

آمين ؛ و بارك الله فيك


ومن أهم فضائل العلم ما يلي:


1- أنه إرث الأنبياء ؛ فالأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – لم يورثوا درهماًَ ولا ديناراً وإنما ورثوا العلم ؛ فمنْ أخذ بالعلم , فقد أخذ بحظ وافر من إرث الأنبياء ؛ فأنت الآن في القرن الخامس عشر إذا كنت من أهل العلم ترث محمداً -صلى الله عليه وسلم- وهذا من أكثر الفضائل.

2- أنه يبقى والمالي يفنى ؛ فهذا أبو هريرة - رضي الله عنه – من فقراء الصحابة حتى إنه يسقط من الجوع كالمغمي عليه ؛ وأسألكم بالله , هل يجري لأبي هريرة ذكر بين الناس في عصرنا أم لا ؟ نعم يجري كثيرا فيكون لأبي هريرة أجر من انتفع بأحاديثه ؛ إذ العلم يبقى والمال يفنى ؛ فعليك يا طالب العلم أن تستمسك بالعلم ؛ فقد ثبت في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (( إذا مات الإنسان، انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له )) (1)

3- أنه لا يتعب صاحبه في الحراسة ؛ لأنه إذا رزقك الله علماً فمحله في القلب لا يحتاج إلى صناديق أو مفاتيح أو غيرها، هو في القلب محروس، وفي النفس محروس، وفي الوقت نفسه هو حارس لك ؛ لأنه يحميك من الخطر بإذن الله – عز وجل – فالعلم يحرسك ؛ ولكن المال أنت تحرسه تجعله في صناديق وراء الإغلاق، ومع ذلك تكون غير مطمئن عليه.

4- أن الإنسان يتوصل به إلى أن يكون من الشهداء على الحق ؛ والدليل قوله تعالي: ) شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ ((آل عمران: الآية18). فهل قال: (( أولو المال))؟ لا، بل قال : (( وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ (( فيكفيك فخراً يا طالب العلم أن تكون ممن شهد لله أنه لا إله إلا هو مع الملائكة الذين يشهدون بوحدانية الله – عز وجل –

5- أن أهل العلم هو أحد صنفي ولاة الأمر الذين أمر الله بطاعتهم في قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (( (النساء:الآية59). فإن ولاة الأمور هنا تشمل ولاة الأمور من الأمراء والحكام، والعلماء وطلبة العلم ؛ فولاية أهل العلم في بيان شريعة الله ودعوة الناس إليها وولاية الأمراء في تنفيذ شريعة الله وإلزام الناس بها.

6- أن أهل العلم هو القائمون على أمر الله –تعالى- حتى تقوم الساعة ؛ ويستدل لذلك بحديث معاوية – رضى الله عنه – يقول: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ؛ وإنما أنا قاسم والله يعطي ؛ ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله )) (2) . وقد قال الإمام أحمد عن هذه الطائفة: " إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم ". وقال القاضي عياض – رحمه الله - : " أراد أحمد أهل السنة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث ".

7- أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- لم يرغب أحداً أن يغبط أحداً على شيء من النعم التي أنعم الله بها إلا على نعمتين هما: أ- طلب العلم والعمل به. ب- التاجر الذي جعل ماله خدمة للإسلام. فعن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (( لا حسد إلا في اثنتين: رجل أتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمةً فهو يقضي بها ويعلمها)) (3)

8- ما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً فكان منها طائفة طيبة، قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعُشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ؛ وأصاب طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تُمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقُُه في دين الله ونفعهُ ما بعثني الله به ؛ فعلم وعلم ؛ ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ، ولم يقبل هُدى الله الذي أرسلتُ به)) (4) .

9- أنه طريق الجنة كما دل على ذلك حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال: (( ومن سلك طريقا يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة. )) (5) .

10- ما جاء في حديث معاوية – رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من يرد الله به خيراً يُفقهه في الدين )) (6). أي يجعله فقيهاً في دين الله – عز وجل - ؛ والفقه في الدين ليس المقصود به فقه الأحكام العملية المخصوصة عند أهل العلم بعلم الفقه فقط ؛ ولكن المقصود به هو: علم التوحيد، وأصول الدين، وما يتعلق بشريعة الله – عز وجل - ؛ ولو لم يكن من نصوص الكتاب والسنة إلا هذا الحديث في فضل العلم لكان كاملاً في الحثً على طلب علم الشريعة والفقه فيها. 11- أن العلم نور يستضيء به العبد ؛ فيعرف كيف يعبد ربه، وكيف يعامل عباده، فتكون مسيرته في ذلك على علم وبصيرة.

12- أن العالم نور يهتدي به الناس في أمور دينهم ودنياهم ؛ ولا يخفى على كثير منّا قصة الرجل الذي من بني إسرائيل قتل تسعا ًوتسعين نفساً، فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عابد فسأله هل له من توبة فكان العابد استعظم الأمر فقال: لا . فقتله فأتم به المائة ؛ ثم ذهب إلى عالم فسأله فأخبره أن له توبة وأنه لاشيء يحول بينه وبين التوبة ؛ ثم دله على بلد أهله صالحون ليخرج إليها ؛ فخرج فأتاه الموت في أثناء الطريق.والقصة مشهورة(7). فانظر الفرق بين العالم والجاهل.

13- أن الله يرفع أهل العلم في الآخرة وفي الدنيا . أما في الآخرة فإن الله يرفعهم درجات بحسب ما قاموا به من الدعوة إلى الله – عز وجل – والعمل بما علمـوا ؛ وفي الدنيا يرفعهم الله بين عبـاده بحسب ما قاموا به؛ قال الله تعالى: (( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )) (المجادلة: الآية11).


-------------------------------

(1) أخرجه مسلم، كتاب الوصية ، باب : ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته.

(2) البخاري، كتاب العلم، باب: من يرد الله به خيراً ومسلم، كتاب الزكاة، باب: النهي عن المسألة.

(3) أخرجه البخاري، كتاب العلم، باب الاغتباط في العلم والحكمة، ومسلم ، كتاب الصلاة ، باب: فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه.

(4)
أخرجه البخاري ، كتاب العلم، باب: فضل من علم وعمل ، ومسلم، كتاب الفضائل ، باب: مثل مابعث به النبي صلى الله عليه وسلم من الهدى والعلم.

(5)
أخرجه مسلم ، كتاب الدعوات ، باب : فضل الاجتماع على تلاوة القرآن.

(6)
تقدم تخريجه.

(7)
أخرجها البخاري، كتاب الأنبياء، باب ما ذكر من بني إسرائيل ، ومسلم، كتاب التوبة، باب: قبول توبة القاتل


التعديل الأخير تم بواسطة أبو نعيم إحسان ; 19 Nov 2007 الساعة 11:28 PM
رد مع اقتباس