عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06 Jan 2017, 04:25 PM
أبو الرميصاء مصطفى قلي أبو الرميصاء مصطفى قلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
المشاركات: 56
افتراضي [جديد]- نصيحة الشيخ الوالد أزهر سنيقرة بخصوص الفتن والقلاقل التي تجري في الجزائر -حرسها الله-


الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتَّبع هداه. أمَّا بعدُ:
فهذا تفريغ لنصيحة قدمها شيخنا الوالد أزهر سنيقرة - حفظه الله و رعاه - عبر - إذاعة التصفية والتربية - المباركة والتي كانت بخصوص الفتن والقلاقل التي تجري في الجزائر - حرسها الله -

[تفريغ المادة]:

ونحن نعيش هذه الأيام بعض القلاقل والفتنة في مدينة من مدننا التي نسأل الله - جل وعلا - أن يحفظها جميعًا وأن يحفظ بلاد الإسلام والمسلمين ويجعلها بلدًا آمنًا مطمئنَّ وهذا رجاء كل مصلح لنفسه وإخوانه يحب الخير لبلده ولسائر بلاد الإسلام لأن هذا الطريق طريق معلومةٌ نتائجه هذا الطريق الذي يبدأ بالإضراب والضرب واللهب والسلب والفساد والإحراق هذا لا يكون منه خير البتة ولا يأتي بخير البتة ولا شك ولا ريب أن من يدعوا لمثل هذه الأمور ويحرك مثل هذه الفتن بإشعال فتيلها وتأجيج نارها لا شك ولا ريب أنه ليس من المصلحين ولا يحب الخير لنفسه ولا لإخوانه وأهله وبلده وقد أشرت لمثل هذه الأمور في خطبة الجمعة الماضية تحذيرًا لإخواني وأبنائي من مغبة مثل هذه الفتن التي كنا قد سمعنا أن بعض الأطراف المجهولة هي مجهولة ومشبوهة كذلك قد دعت لمثل هذا الإضراب وادعوا أنه سلمي ولكن أنتم تعلمون مثل هذه الأمور التي تبدأ بالفوضى تنتهي بالفوضى كذلك ولا يأتي منها خير البتة الله - جل وعلا - أمرنا بفعل الخيرات وترك المنكرات الله - جل وعلا - أراد منا أن نكون مفاتيح خير مغاليق شر ومفاتيح الخير يدعون الناس إلى الخير ويحثونهم عليه ويحذرونهم من الشر ويحذرونهم من كل سببٍ من أسبابه وطريقٍ يؤدي إليه فالواجب على المسلمين جميعًا أن يجتمعوا وأن تتآلف قلوبهم أن يجتمعوا على علمائهم وأئمتهم وهؤلاء الحكام وإن صدر منهم ما قد لا يرضيهم فالواجب عليهم أن يصبروا لأن في هذا الصبر خير عظيم لهم ولمن حولهم بخلاف إن ثاروا عليهم وأرادوا إزاحة فسادهم فإن هذا سيؤدي إلى فسادٍ أعظم منه ومعلوم القاعدة الشرعية في هذا الباب تقول - أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح - وما يصيبنا في الحقيقة هو - بما كسبت أيدينا - وهذه حقيقة دلت عليها نصوص الشرع إذا ارتفعت الأسعار عندنا وغلت البضائع والمبيعات فهذا - نراجع فيه أنفسنا - لأنه بسبب كسب أيدينا قد نكون منعنا زكاة أموالنا قد نكون ضيعنا حقًا من حقوق ربنا فإذا أصلحنا ما بيننا وبين الله - جل وعلا - ما بيننا وبين رازقِنا وخالِقنا - تبارك وتعالى - فإن الله - جل وعلا - بيده الأمر كله سيغير حالنا مصداقًا لقوله - تبارك وتعالى - ﴿إِنّ اللّه لا يغيِّر ما بِقوْمٍ حتّىٰ يغيِّروا ما بِأنْفسِهِمْ﴾[ الرعد:١١]، فلا بد لهذا التغيير أن يبدأ منا وأن يبدأ بنا فإذا تحقق هذا وصار الناس فيه على الطريقة المرضية ووصلوا به إلى النتيجة الربانية فإن الله - تبارك وتعالى - بعد ذلك سيغير أحوال الناس ويبدل أمورهم وشؤونهم يرفع عنهم الظلم والبلاء ويرفع عنهم الغلاء وهذا كله لا يعجزه - جل وعلا - .

ولهذا نصيحتي لإخواني وأبنائي جميعًا في مثل هذه المناطق التي ربما نزغ الشيطان في بعض شبابها وأبنائها ﴿إِنّ الّذِين اتّقوْا إِذا مسّهمْ طائِفٌ مِن الشّيْطانِ تذكّروا فإِذا همْ مبْصِرون﴾[ الأعراف:٢٠١]، الواجب عليهم أن يتبصروا وأن يرجعوا وأن يتوبوا وأن يستغفروا الله - جل وعلا - من قبيح هذه الأفعال لأنها والله الذي لا إله غيره لا ترضي إلا أعدائنا وهي في حقيقتها تسخط ربنا - تبارك وتعالى - وتزيد من بلائنا وتعظم من أوزارنا عند ربنا - جل في علاه -.

فالواجب علينا أن نرجع إلى الله - عز و جل - أولا ونصلح ما بيننا وبينه - تبارك وتعالى - ونتعامل فيما بيننا بما يرضيه - جل وعلا - ونطلب حقوقنا بالطريقة المرضية والطريقة التي دلنا عليه نبينا - عليه الصلاة والسلام - فإن فيها الخير كله.

نسأل الله - جل وعلا - أن يصلح أمرنا وأن يهدي شبابنا وأن يدفع عنا الفتن والبلاء إنه سميع مجيب والله - تبارك وتعالى - أعلم.


_______________
فرغ المادة/أبو الرميصاء مصطفى قلي

رد مع اقتباس