عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 17 Feb 2011, 08:57 PM
أم عبد الرحمن العاصمية أم عبد الرحمن العاصمية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 156
افتراضي

134- بابٌ المزاح من الصبي


الباب فيه تخصيص المزاح مع الصبي
المزاح فيه ما هو مأذون به و قد يكون محمودا شرعا كيف لا وقد فعله النبي صلى الله عليه و سلم و ثبت عنه قولا و فعلا
و المحمود هو الذي استجمع شروطه:
- أن لا يكون إلا بالحق أي لا يكون إلا صدقا
- أن لا يكون فيه مخالفة للشرع كالمخالفات التي يقع فيها الكثير من الناس بحجة أنهم يمزحون كالغناء و التعيير و السباب و الكذب و هذا فيه نص خاص:" ويل للذي يكذب ليضحك الناس ويل له ويل له"

- ألا يكثر المرء منه لأن الإكثار يؤدي إلى المبالغة و هذه تذهب عن الإنساء المروءة و الخشوع



هذا الباب أراد منه البخاري عليه رحمة الله تبيين حقيقة تواضع النبي صلى الله عليه و سلم و انبساطه لهم و ملاطفته و من أهم المنافع أنه يكسب قلب الصبي


269- حدثنا آدم قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا أبو التياح قال : سمعت أنس بن مالك يقول: كان النبي صلى الله عليه و سلم لَيُخالطنا، حتى يقول لأخ لي صغير " يا أبا عمَيْر! ما فعل النُّغَير"

هذا الحديث عظيم في بابه و إن كان ظهر لبعض الفقهاء أنه من الأحاديث التي ما كان لأهل الحديث أن يرووه عن النبي صلى الله عليه و سلم لأنه من الأمور العادية المتعلقة بمداعبة النبي صلى الله عليه و سلم لصبي صغير ،فمثل هذا لا تحتاج الأمة إليه و بزعمه أنها لا فائدة منها و استدلوا بحديث أنس رضي الله عنه المعروف بحديث أبي أميمة و نقل هذا الحافظ بن حجر رحمة الله عليه في رده على أحد فقهاء الشافعية المعروف بابن القاص و هو أبو العباس أحمد بن أبي أحمد الطبري الذي قال هذا الكلام فعاب أهل العلم من أجل رواية مثل هذه الأحاديث و هذه في الحقيقة جناية على أهل الحديث ، فنبينا في أقواله و معاملاته حكم و أحكام و آداب جمة

هذا الحديث على ما فيه من قصر جملته و على ما فيه من الأمر الذي ربما يظهر للكثيرين أنه أمر هين ذكر فيه أهل العلم فوائد كثيرة حتى أبلغها بعضهم إلى 60 فائدة
" كان النبي صلى الله عليه و سلم ليخالطنا " كان هنا تفيد المداومة كان النبي صلى الله عليه و سلم يداوم على هذا الأمر أو من عادته هذا الأمر، من عادة النبي صلى الله عليه و سلم أنه يخالطنا

" ليخالطنا" أي يخالط بعض الصبية إي إذا مر بهم أو إذا جلسوا عنده
" أخ لي صغير" أخوه من أمه كنيته : أبو عمير كان النبي صلى الله عليه و سلم يلاطفه و يمازحه فيقول له:
" يا أبا عمير ما فعل النغير" طائره الصغير مات فحزن لأجل ذلك أبو عمير فالنبي صلى الله عليه و سلم أراد أن يخفف من حزنه و يسليه بمثل هذه الكلمات
و هذا فيه دليل على جواز اقتناء مثل هذه الحيوانات يعني الطيور بشرط الاعتناء به و عدم تضييعه ، و غيره من الحيوانات الأليفة

الفوائد:
1- تواضع النبي صلى الله عليه و سلم و انبساطه للناس جميعا صغارا كانوا و كبارا
2- جواز تكنية الصبي بل جواز تكنية من ليس له ولد ، و هي سنة من السنن كانت من عادات العرب و حافظ عليها النبي صلى الله عليه و سلم
3- جواز المزاح و لأجل هذا استدل به البخاري عليه رحمة الله في هذا الباب
4- جواز تصغير بعض المسميات و ليس في هذا إهانة أو تحقير لأن النبي صلى الله عليه و سلم منزه عن هذه الأمور
5- جواز اقتناء العصفور للصبي أو لغيره
6- جواز السجع الغير متكلف
7- استحباب ملاطفة الصبيان و حسن معاشرتهم و الانبساط لهم و هذا فيه أدب عظيم متعلق بحسن التربية لهؤلاء ، و الأصل في النفوس تميل إلى من يلاطفها قال الله تعالى :" فبما رحمة من الله لن لهم و لو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك" الفض الغليظ لا تميل النفوس إليه
و كما قيل : الإنسان إذا أحسنت إليه كسبته


270- حدثنا ابن سلام قال: حدثنا وكيع، عن معاوية بن أبي مزود، عن أبيه ، عن أبي هريرة : أخذ النبي صلى الله عليه و سلم بيد الحسن- أو الحسين، رضي الله عنهما ثم وضع قدميه على قدميه، ثم قال:" تَرَقَّ"

الحديث مر علينا في باب الإنبساط إلى الناس

أورده البخاري ليبين أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يمازح الصبية و يلاطفهم قولا و فعلا، حتى و إن كان هذا الحديث ضعيف ففيه ما يغني عنه من ملاطفة النبي صلى الله عليه و سلم بفعله



ــــــــــــــــــــــــــــــ


(269) صحيح: البخاري في الأدب (6129)، و مسلم في الآداب (30/2150)، و ابن ماجة في الأدب(3720)

(270) ضعيف : الألباني- رحمه الله: قد صح دعاؤه صلى الله عليه و سلم المذكور في قصة أخرى بسياق آخر في الصحيحين، و ستأتي برقم ( 1152) انظر ضعيف الأدب المفرد (40)


التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الرحمن العاصمية ; 19 Jan 2012 الساعة 11:10 PM
رد مع اقتباس