10 Mar 2019, 08:14 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
المشاركات: 234
|
|
🔘 كلَامٌ يُكْتَبُ بِمَاءِ الذَّهَبِ لِلْعَلَّامَةِ المُحَدِّثِ رَبِيع بنِ هَادِي المَدْخَلِي -أَلْبَسَهُ اللَّهُ لِبَاسَ الصِّحَةِ وَالعَافِيَّةِ-.
قَـ✍🏻ـالَ –حَفِظَهُ اللَّهُ-:
وَاِعْلَمُوا أَنْ الَّذِينَ جُنِّدُوا لِحَرْبِ الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّةِ صِنْفَانِ مِنَ النَّاسِ:
◉ صِنْفٌ يُمَيِّعُ هَذَا الدِّينَ؛ فَتَرَاهُ يُمَاشِي الخُرَافِيَّيْنَ وَأَهَّلَ البِدَعِ وَالأَحْزَابَ وَالعَلْمَانِيِّيْنَ وَغَيْرَهُمْ وَيُرِيدُكَ أَنْ تَغُضَّ الطَّرَفَ عَنِ البِدَعِ وَالضَّلَالَاتِ.
◉ وَصِنْفٌ آخَرُ مُتَشَدِّدٌ مُتَعَنِّتٌ وَمُتَزَمِّتٌ.
وَكُلُّهُمْ كَذَّابُونَ، وَلَا يُرِيدُونَ إِلَّا الإِضْرَارَ بِالدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّةِ وَأَهْلِهَا، فَعَلَيْكُمْ بِالوَسَطِ وَالاِعْتِدَالِ، وَالجِدِّ فِي تَحْصِيلِ العِلْمِ، وَالجَدِّ وَالاسْتِمَاتَةِ فِي نَشْرِ هَذِهِ الدَّعْوَةِ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعَظَةِ الحَسَنَةِ وَالأَخْلَاقِ العَالِيَةِ.
فَالرَّسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بُعِثَ مُتَمِّمًا لِمَكَارِمِ الأَخْلَاقِ، وَاللَّهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- أَثْنَى عَلَيْهِ، فَقَالَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فِي شَأْنِهِ:﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القَلَم: ٤]
وَكَمَا وَصَفَتْ عَائِشَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : «وَكَانَ خُلُقُهُ القُرْآنُ»، فَهُوَ –عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- فِي القِمَّةِ فِي تَطْبِيقِ هَذَا القُرْآنِ أَخْلَاقًا وَدَعْوَةً وَحِكْمَةً ...إلخ.
وَكَانَ يُوصِي أَصْحَابَهُ الَّذِينَ يَبْعَثُهُمِ إِلَى الكُفَّارِ فَيَقُولُ: «يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا».
فَالتَّيْسِيرُ وَالتَّبْشِيرُ أَمْرَانِ مَطْلُوبَانِ، وَأَمَّا التَيْئِيسُ وَالتَّقْنِيطُ وَالحَمَاقَاتُ وَالسَّفَاهَاتُ مَرْفُوضَةٌ، فَهَذَا القُرْآنُ أُنْزِلَ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ، لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ، لِقَوْمٍ يَتَدَبَّرُونَ، فَاعْقِلُوا وَتَدَبَّرُوا وَتَفَكَّرُوا وَاهْتَمُّوا بِنَشْرِ هَذِهِ الدَّعْوَةَ بِهَذِهِ العُقُولِ الوَاعِيَّةِ.
وَعَلَى الإِنْسَانِ أَنْ يَعْرِفَ كَيْفَ يَتَصَرَّفُ وَكَيْفَ يَتَكَلَّمُ وَكَيْفَ يَكْتُبُ وَكَيْفَ يَدْعُو وَكَيْفَ يَنْشُرُ هَذِهِ الدَّعْوَةَ، وَكَيْفَ يُوَاجِهُ الخُصُومَ وَبِأَيِّ أُسْلُوبٍ، كَالحِكْمَةِ وَالصَّبْرِ وَاللُّطْفِ وَغَيْرِهَا، فَالمَنْهَجُ الأَسَاسِيُّ فِي هَذِهِ الدَّعْوَةِ هُوَ الحِكْمَةُ وَالمَوْعِظَةُ الحَسَنَةُ وَالجِدَالُ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فِي الإِبْتِدَاءِ.
قَالَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: ﴿فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فُصِّلَت: ٣٤]
هَذَا العَدُوُّ تَكْسِبُهُ وَيُصْبِحُ صَدِيقًا حَمِيمًا وَأَقْرْبَ القَرِيبِينَ إِلَيْكَ وَيَقْبَلُ مِنْكَ الحَقَّ.
وَفَقَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ لِمَا يُحِبُّ وَيَرْضَى.
📘 اللُّبَابُ مِنْ مَجْمُوعِ نَصَائِحِ وَتَوْجِيهَاتِ الشَّيْخِ رَبِيعٍ لِلْشَّبَابِ، ص: (١٣٣، ١٣٤).
|