عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 05 Jul 2012, 10:35 AM
عبد العزيز بوفلجة عبد العزيز بوفلجة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 227
افتراضي

لكن في قولك :تعترض علي ؛ نظر (ابتسامة)، فأنا هنا سائل وعلامة(؟) في آخر كلامي تدل على ذلك

معذرة أخي الحبيب, عجلت بالفهم عليك, فلا تؤاخذني.

نحن متفقون أن باب الإخبار أوسع، لكن في ما ذكرت سؤال لو يجيبني أخي : هل من باب الإخبار وصف الله بالناطق ، فهي بمعنى المتكلم؟
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا


أخي الفاضل هاهنا قاعدة نافعة في باب الإخبار نستفيدها من كلام الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

يقول شيخ الإسلام: (ويفرق بين دعائه والإخبار عنه؛ فلا يدعى إلا بالأسماء الحسنى, وأما الإخبار عنه: فلا يكون باسم سيء, لكن قد يكون باسم حسن, أو باسم ليس بسيء, وإن لم يحكم بحسنه, مثل اسم: (شيء), و(ذات), و(موجود)؛ إذا أريد به الثابت, وأما إذا أريد به (الموحود عند الشدائد) فهو من الأسماء الحسنى, وكذلك المريد والمتكلم؛ فإن الإرادة والكلام تنقسم إلى محمود ومذموم, فليس ذلك من الأسماء الحسنى, بخلاف الحكيم, والرحيم, والصادق, ونحو ذلك, فإن ذلك لا يكون إلا محمودا) مجموع الفتاوى(6/142)

ويقول أيضا: (...وأمَّا الإخبار عنه فهو بحسب الحاجة, فإذا احتيج في تفهيم الغير المراد إلى أن يُترجم أسماؤه بغير العربية, أو يعبر عنه باسم له معنى صحيح لم يكن ذلك محرما) الجواب الصحيح(5/7).

ويقول أيضاً: (ومن الناس من يفصل بين الأسماء التي يدعى بها, وبين ما يخبر به عنه للحاجة, فهو سبحانه إنما يدعى بالأسماء كما قال: (ولل الأسماء الحسنى فادعوه بها).
وأما إذا احتيج إلى الإخبار عنه بمثل أن يقال: ليس هو بقديم, ولا موجود, ولا ذات قائمة بنفسها, ونحو ذلك, فقيل في تحقيق الإثبات: بل هو سبحانه «قديم» «موجود» وهو «ذات قائمة بنفسها», وقيل ليس بشيء, فقيل: بل هو «شيء» فهذا سائغ, وإن كان لا يدعى بمثل هذه الأسماء التي ليس فيها ما يدل على المدح, كقول القائل: «يا شيء»؛ إذ كان هذا لفظا يعم كل موجود, وكذلك لفظ «ذات وموجود» ونحو ذلك؛ إلا إذا سمى بالموجود الذي يجده الذي يجده من طلبه كقوله:( ووجد الله عنده) فهذا أخص من الموجود الذي يعم الخالق والمخلوق) مجموع الفتاوى(9/300).

ويقول أيضا: (وقد يفرق بين اللفظ الذي يُدعى به الرب, فإنه لا يدعى إلاَّ بالأسماء الحسنى, وبين ما يُخبر عنه لإثبات حق أو نفي باطل) درء التعارض(1/297).

وقال أيضا: (والشارع يفرق بين ما يدعى به من الأسماء فلا يدعى إلا بالأسماء الحسنى, وبين ما يخبر بمضمونه عنه من الأسماء لإثبات معنى يستحقه نفاه عنه ناف لما يستحقه من الصفات, كما أنه من نازعك في قدمه أو وجوب وجوده قلت مخبرا عنه بما يستحقه: إنه قديم وواجب الوجود..) درء التعارض(4/140).

فمن مجموع كلامه رحمه الله تعالى يستفاد: أن باب الأخبار له شروط وضوابط:

أحدها: أن لا يخبر عنه بما لم يرد في الكتاب والسنة إلا عند الحاجة, لإثبات حق, أو نفي باطل, وإن لم تكن هناك حاجة فالواجب هو الاعتصام بما ورد به التوقيف.
الثاني: أن يخبر عنه باسم حسن, أو باسم ليس بسيء, وإن لم يحكم بحسنه.

فهذان شرطان لا بد من مراعاتهما في باب الإخبار, وعليه فالناطق يمكن الإخبار به عند الحاجة لمن نفى عنه النطق والتكلم؛ أو نفى عنه الحرف والصوت؛ لأن النطق لا يكون إلا بحرف وصوت, والناطق اسم حسن وليس بسيء, ولهذا نجد أبو نصر السجزي في رسالته إلى أهل زبيد(ص145) احتج على الأشاعر المنكرين للحرف والصوت بأن قال: (وحقيقة الكلام: هو النطق به المسموع لا غير..) إلى آخر ما احتج به عليهم, فالناطق هو المتكلم سواء بسواء, فلا يكون متكلما من لا يكون ناطقا؛ لأن ضد النطق الخرس.
والله أعلى وأعلم.

وقد حذفت ما نبهت عليه ولعلي أدرج ما ذكرته -إن شاء الله-[/quote]
زادك الله فقها وعلما وحلما.


التعديل الأخير تم بواسطة عبد العزيز بوفلجة ; 05 Jul 2012 الساعة 08:28 PM
رد مع اقتباس