عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06 Feb 2015, 09:07 PM
أبو أويس الشلفاوي أبو أويس الشلفاوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
المشاركات: 53
افتراضي

أين السعادة ... أفي بساطة الماضي أم تطوّر الحاضر ؟
قال أحمد أمين ( 1304 – 1373 هـ / 1886 – 1954 م ) في كتابه " حياتي " ( ص 21 / ط . العصرية ) : ... وبعد، فما أكثر ما فعل الزمان، لقد عشتُ حتى رأيتُ سلطة الآباء تنهار، وتحل محلها سلطة الأمهات والأبناء والبنات، وأصبح البيت برلماناً صغيراً، ولكنّه برلمانٌ غير منظّم ولا عادل، فلا تُؤخَذ فيه الأصوات ولا تتحكّم فيه الأغلبية، ولكن يتبادل فيه الاستبداد، فأحياناً تستبد الأم، وأحياناً تستبد البنت أو الابن، وقلَّما يستبد الأب، ، وكانت ميزانية البيت في صرّافٍ واحد فتلاعبت بها أيدي صرّافين، وكثرت مطالب الحياة لكل فرد وتنوّعت، ولم تجد رأياً واحداً يعدل بينها، ويوازن بين قيمتها، فتصادمت وتحاربت وتخاصمت، وكانت ضحيتها سعادة البيت وهدوءه وطمأنينته .
وغَزَت المدنية المادية البيت؛ فنورٌ كهربائي وراديو وتليفون، وأدوات للتسخين وأدوات للتبريد، وأشكال وألوان من الأثاث، ولكن هل زادت سعادة البيت بزيادتها ؟
وسَفَرَت المرأة، وكانت أمي وأخواتي محجّبات، لا يرين الناس ولا يراهنّ الناس إلا من وراء حجاب، وهكذا من أمور الانقلاب الخطير، ولو بُعِثَ جدّي من سُمُخراط ورأى ما كان عليه أهل زمنه وما نحن عليه اليوم لجنّ جنونه، ولكن خفّف مِن وَقعِها علينا أنها تأتي تدريجًا، ونألفها تدريجاً، ويفتُر عجبنا منها وإعجابنا بها على الزمان، ويتحوّل شيئاً فشيئاً من باب الغريب إلى باب المألوف .




كان العرب يكرهون الجمال البارع في المرأة
قال حسن سعيد الكرمي ( 1905 – 2007 م ) في كتابه " قول على قول " ( 8 / 143 / ط . دار لبنان ) : كان العرب يكرهون الجمال البارع في المرأة، وقد حُكِيَ أن رجلاً شاور حكيماً في التزوّج، فقال له : افْعل، وإيّاك والجمال البارع، فإنه مرعىً أنيق . فقال الرجل : وكيف ذلك ؟ فقال : أما سمعت بقول القائل :
ولن تُصَادِفَ مرعىً مُمرِعاً أبداً ........ إلّا وَجدتَ به آثارَ مُنْتَجِعِ
وكانوا يقولون لهذا السبب : ( المرء على دين زوجته )، لأنها تَفْتِنُه بجمالها فيُتابعها على كلِّ أمر، وفي هذا حكاية عن خالد بن يزيد بن معاوية، فقد كان يقول قبل أن يتزوّج رملة : كان أبغضَ خلقِ اللهِ إليَّ آلُ الزبير، حتى تزوّجت رملة فصاروا أحبَّ خلقِ اللهِ إليَّ .
وفي الحديث الشريف : " تُنكَح ( أي تُزَوَّج ) المرأة لأربعٍ : لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها، فعليك بذات الدين ... " .
وكان يُقال : مِن القواتل امرأةٌ إذا حضَرْتها سَبَتْكَ وإنْ غِبْتَ عنها لم تأمَنها .


قولهم عن الميت ( انتقل إلى مثواه الأخير ) ليس تعبيراً شرعيًّا
قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة ( 6 / 182 ) : أما قولهم في الإذاعات وغيرها : " .. مثواه الأخير " فكفر لفظي على الأقل ، وأنا أتعجب كل العجب من استعمال المذيعين المسلمين لهذه الكلمة،
فإنهم يعلمون أن القبر ليس هو المثوى الأخير، بل هو برزخ بين الدنيا و الآخرة، فهناك البعث و النشور ثم إلى المثوى الأخير، كما قال تعالى : { فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ } [7:الشورى]، وقال في الأخير : ( فالنار مثوى لهم )، وما ألقى هذه الكلمة بين الناس إلا كافر ملحد، ثم تقلدت من المسلمين في غفلة شديدة غريبة ! ( فهل من مدكر ) ؟

رد مع اقتباس