عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 27 Aug 2014, 02:26 PM
عامر مداني عامر مداني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 110
افتراضي

جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد الغزيرة.

قال السكاكي في مقدمة القسم الثالث من كتاب " المفتاح " : وفيما ذكرنا ما ينبه على أن الواقف على تمام مراد الحكيم - تعالى وتقدس من كلامه - مفتقر إلى هذين العلمين - المعاني والبيان - كل الافتقار ، فالويل كل الويل لمن تعاطى التفسير ، وهو فيهما راجل ، قال السيد الجرجاني في شرحه : ولا شك أن خواص نظم القرآن أكثر من غيرها فلا بد لمن أراد الوقوف عليها ، إن لم يكن بليغا سليقة ، من هذين العلمين
أمّاعلم البلاغة فبه يحصل انكشاف بعض المعاني واطمئنان النفس لها ، وبه يترجح أحد الاحتمالين على الآخر في معاني القرآن ؛ ألا ترى أنه لو اطلع أحد على تفسير قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء ، وعرض لديه احتمال أن يكون عطف قوله " ولا نساء " على قوله " قوم " عطفا مباينا ، أو عطف خاص على عام ، فاستشهد المفسر في ذلك بقول زهير :

[ ص: 22 ]
وما أدري وسوف إخال أدري أقوم آل حصن أم نساء
كيف تطمئن نفسه لاحتمال عطف المباين دون عطف الخاص على العام ، وكذلك إذا رأى تفسير قوله تعالى وامسحوا برءوسكم وتردد عنده احتمال أن الباء فيه للتأكيد أو أنها للتبعيض أو للآلة وكانت نفسه غير مطمئنة لاحتمال التأكيد إذ كان مدخول الباء مفعولا فإذا استشهد له على ذلك بقول النابغة :

لك الخير إن وارت بك الأرض واحدا وأصبح جد الناس يظلع عاثرا
وقول الأعشى :

فكلنا مغرم يهوى بصاحبه قاص ودان ومحبول ومحتبل

رجح عنده احتمال التأكيد وظهر له أن دخول الباء على المفعول للتأكيد طريقة مسلوكة في الاستعمال ..

إلى غير ذلك من العلوم ممّا ذكرته المعين على تفسير القرآن على أحسن وجه.

رد مع اقتباس