عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 08 Dec 2013, 06:32 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

سورة الفاتحة (من الآية: 1 إلى الآية:7):
1- سميت الأم أما لأنها أصل النسل،والأرض أما في قول أمية بن أبي الصلت:
فالأرض معقلنا وكانت أمَّنا *** فيها مقابرنا وفيها نولد
2- وأصل أم: أمَّهة، وتجمع على أمهات،÷ وعلى أمَّات قال الشاعر:
إذا الأمهات قبحن الوجوه *** فرَجت الظلام بأمَّاتـــكا

3- وفي بيان المثاني (وأنها الفاتحة)، والطوال، قال أعشى همدان:
فلِجوا المسجد وادعوا ربكم *** وادرُسوا هذي المثاني والطول
4- وفي آمين لغتان: المد على وزن فاعيل، كياسين، والقصر على وزن فعيل كيمين، قال مجنون ليلى وهو قيس بن الملوح في المد:
يا رب لا تسلبنِّي حبها أبدا *** ويرحم الله عبدا قال: آمينا

وقال آخر:
آمين آمين لا أرضى بواحدة *** حتى أبلغها ألفين آمينا

وقال الشاعر في القصر:
تباعد مني فِطحل إذ سألته *** أمين فزاد الله ما بيننا بعدا
وتشديد الميم خطأ.
5- وقد جُمع لفظ الحمد جمع قلة في قول الشاعر:
وأبلج محمود الثناء خصصته *** بأفضل أقوالي وأفضل أحمُدي
والمحمَّد الذي كثرت خصاله المحمودة، قال الأعشى ميمون بن قيس:
إليك أبيت اللعن كان كَلالُها *** إلى الماجد القرْم الجواد المحمَّد
وبذلك سمي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال حسان رضي الله عنه:
فشق له من اسمه ليجله *** فذو العرش محمود وهذا محمَّد
والمحمَدة خلاف المذمَّة.
6- حمد الله نفسه لأنه لا يحصي أحدٌ عليه ثناء كما أثنى هو سبحانه على نفسه قال أبو نواس:
إذا نحن أثنينا عليك بصالح *** فأنت كما نثني وفوق الذي نثني
7- من أساليب العرب في كلامهم حذف ما يدل ظاهر الكلام عليه، قال بعض بني عامر:
وأعلم أنني سأكون رمسا *** إذا سار النواعج لا يسير
وقال السائلون: لمن حفرتم؟ *** فقال القائلون: لهم وزير
المعنى: المحفور له وزير.
8- وطلب التجانس في اللفظ كثير في كلام العرب، قال الشاعر:
*** اضربِ الساقينِ إِمُّك هابل ***
بكسر الهمزة لأجل كسر النون، أو بضم النون لأجل ضم الهمزة.
وقال آخر:
ويلِمِّها في هواء الجو طالبة *** ولا كهذا الذي في الأرض مطلوب
الأصل: ويلٌ لأُمِّها، فحذفت اللام الأولى، واستثقل ضم الهمزة بعد الكسرة، فنقلها للام، ثم أتبع اللام الميم.
9- والرب: الملك، قال الحارث بن حلزة:
وهو الرب والشهيد على يو *** م الحيارَين والبلاء بلاء
والرب: المعبود، قال العباس بن مرداس:
أربٌّ يبول الثعلبان برأسه *** لقد هان من بالت عليه الثعالب
10- والعالَم يأتي مهموزا ، قال رؤبة بن العجاج:
مُبارك للأنبياء خأتم *** فخِندف هامة هذا العألم
11- ويأتي العالمون بمعنى: الناس، قال جرير الخطفي:
تنصَّفُه البرية وهو سامٍ *** ويضحي العالمون له عيالا
12- ولا يقال للبهائم عالَم في قول بعضهم، قال لبيد بن ربيعة:
ما إن رأيت ولا سمعــ *** ـتُ بمثلهم في العالمينا
والصحيح أن العالَم: هم كل من سوى الله تعالى من المخلوقات، والله أعلم.
13- وفي مالك: أربع لغات: مالك، ملِك، مَلْك، ومليك، قال عمرو بن كلثوم:
وأيامٍ لنا غرٍّ طوال *** عصينا المَلْك فيها أن ندينا
وقال لبيد بن ربيعة:
فاقنع بما قسم المليك فإنما *** قسم الخلائق بيننا علَّامها
الخلائق: الطبائع التي جبل الإنسان عليها.
14- وجمع يوم أيام، وأصله أيوام، فأدغم، وربما عبروا عن الشدة باليوم، فقالوا: يوم أيوم، وليلة ليلاء، قال الراجز أبو الأخزر الحمَّاني:
نعم أخو الهيجاء في اليوم اليمي *** ليوم روع أو فعالِ مكرم

وهو مقلوب منه، أخَّر الواو، وقدَّم الميم، وقلبت الواو ياء حيث صارت طرفا.
15- والدين معناه: الجزاء، قال لبيد بن ربيعة:
حصادك يوما ما زرعت وإنما *** يدان الفتى يوما كما هو دائن
وقال كعب بن جُعيل التغلبي:
إذا ما رمونا رميناهم *** ودِنّاهم مثل ما يقرضونا
وقال يزيد بن الصعق الكلابي:
واعلم يقينا بأن ملكك زائل *** واعلم بأن كما "تدين تدان"
ومن الدين: القضاء، قال طرفة:
لعمرك ما كانت حمولة معبد *** على جُدِّها حربا لدينك من مضر
ومن الدين: الطاعة، قال عمرو:
وأيام لنا غر طوال *** عصينا الملك فيها أن ندينا
ومن الدين: العادة والشأن، قال امرؤ القيس:
كدينك من أم الحويرث قبلها *** وجارتها أم الرباب بمأسل
ويروى: كدأبك...
وقال المثقب العبدي:
تقول إذا درَأْت لها وضيني: *** أهذا دينه أبدا وديني؟
الوضين: بطان عريض يشد به الرَّحل على البعير.
ومن الدين: سيرة الملك، قال زهير:
لئن حللت بخوٍ في بني أسد *** في دين عمرو وحالت بيننا فدَك
دين عمرو: طاعته، وخوٍّ - وقيل: جوٍّ- : واد.
ومن الدين: الدَّاء، قال الشاعر:
*** يا دِينَ قلبك من سلمى وقد دينا ***
16- شأن العرب تقديم الأهم، ومن ذلك تقديم المفعول على الفعل، في قوله تعالى:" إيَّاك نعبد وإيَّاك نستعين"،قال العجاج:
إياك أدعوا فتقبل مَلَقي *** واغفر خطاياي وكثِّر ورقي
ويروى: وثمِّر...، ومعنى: "ورقي" بكسر الراء: الدراهم، وبفتحها: المال.
وأما قول حميد الأرقط:
أتتك عنس تقطع الأراكا *** إليك حتى بلغت إياكا
فشاذ لا يقاس عليه.
17- من قرأ: إياك بدون تشديد، فالمعنى: ضوء شمسك نعبد، لأن: الإيا - بكسر الهمزة- : ضوء الشمس وكذلك بفتحها، قال طرفة:
سقته إياة الشمس إلا لثاته *** أسِفَّ فلم يكدم عليه بإثمد
18- وفي: "إيّاك" لغات: "أيّاك" بكسر الهمزة وفتحها، و"هيّاك" بفتح الهاء وكسرها، وفي "هيّاك" قال مضرِّس أو طفيل:
فهيّاك الأمر الذي إن توسعت *** موارده ضاقت عليك مصادره
19- أصل الصراط في كلام العرب: الطريق، قال عامر بن الطفيل:
شحنا أرضهم بالخيل حتى *** تركناهم أذل من الصراط
وذكره الطبري في تفسيره بلفظ:
صبحنا أرضهم بالخيل حتى *** تركناها أدقَّ من الصراط
ونسبه لأبي ذؤيب الهذلي.
وقال جرير:
أمير المؤمنين على صراط *** إذا اعوجَّ المواردُ مستقيمِ
وقال آخر:
*** فصدَّ عن نهج الصراط القاصد ***
20- الضَّلال في كلام العرب: الذهاب عن سَنَن القصد، وطريق الحق، قال الشاعر:
ألم تسأل فتخبرك الديار *** عن الحي المضلَّل أين ساروا؟
21- والغضبة: صخرة في جبل مخالفةٌ لونه، قال الشاعر:
*** وغضبة في هضبة ما أمنعا ***
وتروى: ما أرفعا.... والله أعلم.

رد مع اقتباس