عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14 Aug 2013, 03:04 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي جامع الشواهد اللغوية من تفسير القرطبي

جامع الشواهد اللغوية من تفسير القرطبي رحمه الله
الاستعاذة:
1- قال تعالى : {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل : 98] أي إذا أردت أن تقرأ ؛ فأوقع الماضي موقع المستقبل كما قال الشاعر( هو الطِّرِمَّاح بن حكيم) :
وإني لآتيكم لذكرِى الذي مضى *** من الودِّ واستئناف ما كان في غد
أراد ما يكون في غد ؛ وقيل : في الكلام تقديم وتأخير ، وأن كل فعلين تقاربا في المعنى جاز تقديم أيهما شئت ؛ كما قال تعالى : {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} [النجم : 8] المعنى فتدلى ثم دنا ؛ ومثله : {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر : 1] وهو كثير.
2- معنى الاستعاذة في كلام العرب : الاستجارة والتحيز إلى الشيء ، على معنى الامتناع به من المكروه ؛ يقال : عذت بفلان واستعذت به ؛ أي لجأت إليه. وهو عياذي ، أي ملجئي. وأعذت غيري به وعوذته بمعنى. ويقال : أعوذ بالله منك ؛ أي أعوذ بالله منك ؛ قال الراجز( هو الحطيئة) :
قالت -وفيها حيدة وذعر-:*** عــــوْذ بربي منكم وحُجـْـــر

والعرب تقول عند الأمر تنكره : حجراً له "بالضم" أي دفعاً ، وهو استعاذة من الأمر. والعوذة والمعاذة والتعويذ كله بمعنى. وأصـل أعوذ : أعْوُذ نقلت الضمة إلى العين لاستثقالها على الــواو سكنت.
3- الشيطان واحد الشياطين ؛ على التكسير والنون أصلية ، لأنه من شطن إذا بعد عن الخير. وشطنت داره أي بعدت ؛ قال الشاعر( هو النابغة الذبياني) :
نأت بسعاد عنك نوىً شطون *** فبانت والفؤاد بها رهين
وبئر شطون أي بعيدة القعر. والشطن : الحبل ؛ سمي لبعد طرفيه وامتداده. ووصف أعرابي فرساً فقال : كأنه شيطان في أشطان.
وسمي الشيطان شيطاناً لبعده عن الحق وتمرده ؛ وذلك أن كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب شيطان ؛ قال جرير :
أيام يدعونني الشيطانَ من غزلي *** وهن يهوينني إذ كنت شيطاناً
وقيل : إن شيطانا مأخوذ من شاط يشيط إذا هلك ، فالنون زائدة. وشاط إذا احترق. وشيطت اللحم إذا دخنتَه ولم تنضجه. واشتاط الرجل إذا احتدَّ غضباً. وناقة مِشياط التي يطير فيها السِّمَنُ. واشتاط إذا هلك ؛ قال الأعشى :
قد نطعن العير من مكنون فائله *** وقد يشيط على أرماحنا البطل
أي: يهلك.
ويرد على هذه الفرقة أن سيبويه حكى أن العرب تقول : تشيطن فلان إذا فعل أفعال الشياطين ، فهذا بين أنه تفعيل من شطن ، ولو كان من شاط لقالوا : تشيَّط ، ويرد عليهم أيضاً بيت أمية بن أبي الصلت :
أيما شاطن عصاه عكاه *** ورماه في السجن والأغلال
فهذا شاطن من شطن لا شك فيه.

يــــــــتـــــــــــــــــــــــبــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

رد مع اقتباس