عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23 Jan 2016, 10:13 AM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي مسألة التساهل في الإسناد في فضائل الأعمال




مسألة التساهل في الإسناد في فضائل الأعمال

الحمد لله رب العالمين، و صلى الله على نبينا الأمين، و على آله الطاهرين، و صحبه الأبرار الصادقين.أما بعد،

فمن المسائل التي اختلف فيها أئمة الحديث، مسألة : التساهل في أحاديث فضائل الأعمال و الترغيب و الترهيب، و قد تطفلت على بعض الكتب المصنفة في المصطلح قصد الانتفاع و التفقه في هذه المسألة، و قد جمعت ما تيسر جمعه في ورقات، و تقصدت الاختصار فيه، ثم رأيت تعميم الفائدة، و زيادة الاستفادة من إخواني الأفاضل أعضاء هذا المنتدى الطيب المبارك.
أئمة الحديث قد اختلفوا في مسألة التساهل في أسانيد أحاديث فضائل الأعمال على ثلاثة أقوال :
1 _ من منع مطلقا.
2 _ من أجاز مطلقا.
3 _ من أجاز بشروط.
القول الأول : و هو قول من منع مطلقا، و به قال :
_ ابن العربي المالكي.
_ محمد بن إسماعيل البخاري.
_ مسلم بن الحجاج.
_ يحي ابن معين.
_ أبو زرعة الرازي.
_ أبو حاتم الرازي.
_ ابن أبي حاتم.
_ شيخ الإسلام ابن تيمية.
_ أبو سليمان الخطابي.
_ أبو محمد ابن حزم.
_ الإمام الشوكاني.
_ صديق حسن خان.
_ الإمام الألباني.
_ العلامة بن عثيمين.
_ العلامة مقبل الوادعي.
أدلة أصحاب هذا القول :
1 _ أن هذا الحديث لم يثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم، و إسناد العمل إليه يوهم ثبوته.
2 _ أن هذا يؤدي إلى ظن من لا معرفة له بالحديث أنه صحيح.
3 _ قول النبي صلى الله عليه و سلم : "من قال عني فليقل حقا أو صدقا، و من تقول علي ما لم أقله فليتبوأ مقعده من النار" رواه ابن ماجه و حسنه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجه (35).
4 _ أنه لا دليل على هذا التفصيل.
5 _ أن من العلماء من يستنبط الأحكام الشرعية من الأحاديث المروية في الترغيب و الترهيب.
6 _ أن هذا من أكبر الأسباب التي حملت الناس على الابتداع في الدين.
القول الثاني : و هو قول من أجاز مطلقا، أي : يعمل به في الحلال و الحرام، و الفضائل، و غيرها، و هو قول :
_ أبي داود.
_ أبي حنيفة.
_ مالك بن أنس.
_ محمد ابن إدريس الشافعي.
و يشترطون شرطين :
1 _ أن يكون الضعف فيه غير شديد؛ لأن ما كان ضعفه شديدا فهو متروك عند كافة العالماء.
2 _ ألا يوجد في الباب غيره، و ألا يوجد ما يعارضه.
القول الثالث : و هو قول من أجازه في فضائل الأعمال بشروط، و به قال :
_ أحمد بن حنبل.
_ سفيان الثوري.
_ سفيان ابن عيينة.
_ أبو زكريا العنبري.
- عبد الرحمن بن مهدي.
_ ابن المبارك.
_ ابن عبد البر.
_ نقل النووي الإجماع على هذا في الجزء الذي جمعه في جواز القيام.
شروطهم :
1 _ ألا يشتد ضعف الحديث، و هذا الشرط نقل العلائي الاتفاق عليه.
2 _ أن يندرج تحت أصل معمول به يشهد له أو قاعدة كلية.
3 _ ألا يعتقد ثبوته.
4 _ ألا يشهر بين الناس.
5 _ ألا يتعلق بالحلال و الحرام أو العقائد.
6 _ ألا يعارض دليلا صحيحا.
7 _ ألا يعتقد سنية ما يدل عليه.
تنبيه مهم : من العلماء من قال أن المراد من قول هؤلاء هو الضعيف في اصطلاح المتقدمين، و هو الحسن في اصطلاح المتأخرين.
و هذا القول فيه نظر؛ فإن الحسن يحتج به مطلقا في العقائد، و الأحكام، و الفضائل، و غيرها.
مصادر و مراجع المسألة :
_ الكفاية للخطيب (ص 151).
_ النكت للزركشي (ص 245).
_ مقدمة ابن الصلاح (ص 210).
_ جامع بيان العلم لابن عبد البر (ص 37).
_ تدريب الراوي للسيوطي (1/503-504).
_ الأربعون النووية (ص 15).
_ التقييد و الإيضاح للعراقي (1/549).
_ محاسن الاصطلاح للبلقيني (ص 234).
_ شرح ألفية السيوطي محمد آدم الإثيوبي (1/380).
_ شرح اختصار علوم الحديث للوادعي (ص 175-176).
_ الحديث الضعيف و حكم الاحتجاج به لعبد الكريم الخضير (ص 249).
_ المحرر في مصطلح الحديث لحمد العثمان (ص 117).
_ الباعث الحثيث لأحمد شاكر (1/276).
_ صحيح الترغيب و الترهيب للإمام الألباني (1/47).
_ صحيح و ضعيف الجامع للإمام الألباني (1/50).
رحم الله الأموات منهم و غفر لهم، و حفظ الأحياء و سددهم.
نفعنا الله بما علمنا و علمنا ما ينفعنا، و زادنا علما.
و صلى الله و سلم على نبينا محمد، و على آله و صحبه أجمعين.
كتبه : يوسف صفصاف.


التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر ; 22 Jan 2018 الساعة 11:42 AM
رد مع اقتباس