عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01 Mar 2013, 05:37 PM
أبوخولة سفيان صحراوي أبوخولة سفيان صحراوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 229
افتراضي وصية مختصرة في منهج طلب العلم

بسم الله الرحمن الرحيم
وصية مختصرة في منهج طلب العلم
ألقاها فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى في منزله مع
مجموعة من طلبة العلم من دولة الكويت بتأريخ 16 ربيع الأخر لعام 1434ه
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه سلم
أما بعد: فيما يتعلق بالوصية في هذا الباب والذي أوصي به نفسي وأخواني وأبنائي
أولاً: الحرص على الوقت فإن الوقت هو عمر الإنسان وعمره نفيس عنده فلا يذهب هذا النفيس إلا في النفيس الذي يستحقه وأغلى ما يُستحق أن ينفق في هذا النفيس وأعز ما ينبغي أن يُذهب في هذا النفيس وينفق هو العلم ولاشك أن طلب العلم قد تيسر كثيرا ولله الحمد في هذه الآونة والكلام فيه كثير ولكن الذي يظهر ومناسبتها لهذا الوقت هو الوصية بعدة أمور:
1-أن يعتني الإنسان بالحفظ فإن الحفظ هو الذي يبقى وينتفع به صاحبه في أي مكان فهو مثل المال الذي يكون في الجيب للنفقة متى احتجت تأخذ منه ولهذا قالوا( إ جعل محفوظك بمنزلة المال الذي في جيبك للنفقة ) والذي في الكتب كالمال الذي في الخزائن ترجع إليه إذا احتجت إلى المال الكثير والذي في الكتب يرجع إليه عند الحاجة إلى نقل النصوص بحروفها وعند تثبيت الحفظ وضبط ما نقله الإنسان يخشى أن يكون قد زل في عبارة أخطأ في حف أو نحو ذلك في النقل فيريد أن يوثقه ونقله عما قاله نقلا دقيقا فهذا يرجع فيه إلى هذه الخزائن إلى ما في الخزائن والمراد هنا المكتبات أما الأصل هو معه الذي للنفقة دائما وأبدا فهو محفوظة فلا بد من أن يعتني بالحفظ والله جلى وعلى قد مدح هذه الأمة به قال جلى وعلى مخبرا في كتابه:(بل هو آيات بينات في صدور الذين آمنوا)العنكبوت 49 فمدحهم بحفظهم للكتاب وأنه في صدورهم والنبي صلى الله عليه وسلم دعى أيضا لأصحاب الحفظ قال:(نضر الله أمرأً سمع منا حديثا فحفظه فبلغه كما سمعه فربَ حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه فهذا الحديث فيه دعاء من بالنضارة وهي البهاء والحسن في الوجوه حفاظ السنة سنة النبي صلى الله عليه وسلم فتوافق الكتاب والسنة على الإشارة بمن يحفظ هذين الأصلين الكتب والسنة إذهما منبع الأحكام.
وبعد إن العلم خير مقتنى000والفقه أولى ما به العبد أعتنى
حض عليه الله والرسول000في جمل شروحها تطول
فدونه لايمكن إتباع يعني الفقه 000أمرٍ ولا بلعضة إنتفاع
من لم يكن يفقه كيف يعمل0000بمجب الشرع الذي لايعقل
هذا الفقه يحتاج إلى الضبط والحفظ .
أدلة الشرع الشريف أربعة0000محكم آيٍ سنة متبعة
الثالث الإجماع حيث ينجلي0000 والرابع القياس واخصص الجلي
لا رأي في الدين ولا إستحسانا0000فلله قد أكمله بيانا
شرك في التشريع منه ينفجر0000شرك في العباد بالإله المقتدر
فهذه الأدلة لابد لها من حفظ من كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والإجماع ينقل ويعتمد عن لأئمة المدققين الحافظين المتقنين الذين لا يعرفون بالتساهل.
والقياس إنما يكون بناءً على هذا الأصل مع كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والسنة حفظها يحتاج الإنسان إلى وقت وذلك لأنه ليست كالقرآن في نقلها إلينا فقد دخل فيها الضعيف ودخل فيها الموضوع الكذب الكذابين لكن الله حفظها بما هيأ لها من أئمة الهدى بين الثابت المقبول من الضعيف المعلول المردود إذا كان كذلك فلا بد من يعتني الإنسان بحفظ هذين الأصلين فإن الحفظ يرفع صاحبه كما قال الرحابي في:(أصحاب الفروض والثلثان هما التمام فاحفظ فكل حافظ إمام).
وأنتم ترون تراجم أئمة الهدى يقولون الإمام الحافظ يمدحونه بالحفظ فلابد من الحفظ وإذا كان كذلك فلابد من الأمر الثالث

الأمرالثالث: ألا وهو إختيار الكتاب الذي يعول عليه في كل فن فلا يحفظ إلا المتون المعتبرة المعتبرة والمعتمدة عند أهل الفن لا يشتغل بالمتون التي لم يعتمدها العلماء فيما أراد أن يقرأ فيها يقرأ للزيادة والتوسع لكن الإعتماد يكون على المعتبر المعتمد عند العلماء وذلك أنه إذا فاته شئ من شيخه إذا شرح له لا يفوت إن شاء الله وجوده في الكتب والشروح التي أعتنت بهذا فيوفر عليه الوقت والإنسان محتاج إلى توفير الوقت لأن العمر قصير والعلم كثير فعلى طالب العلم أن يعتني بالمشهور المعتبر المعتمد عند العلماء وأن يبتعد عن المغمور الذي لا لم يعول عليه أهل العلم إذا أراد أن ينتفع كما قلنا أن ينتفع له في التوسع فلابد من هذا الأمر الرابع
الأمر الرابع: إختيار بعد أن يختار المتن إختيار من يقرأ عليه هذا المتن وإن شئت عكست القضية كله صحيح إذا عكست القضية يعني أختار من يقرأعليه يكون مؤمونا فهو الذي سيرشدك غلى المتن الذي تنتفع به وهذا أحسن فلا تختار من عندك وإنما عليك أن تختار الموثوق بعلمه ودينه الذي يفيدك إن سألته ويفيدك إن شرح لك ويبتدئك إن رآك محتاجا وإن لم تسأله
فما حوى الغاية في ألف سنة شخص 0000وخذ كل فن أحسنه
بحفظ متن جامع للراجح0000تأخذه على مفيد
فلابد أن يكون المأخوذ عنه مفيدا يفيدك ناصح يبتدئك وإن لم تسأله إذا رأى حاجتك بل يوجهك قبل أن يوجهك من لا يحسن فتضيع فلابد من إختيار الشيخ لابد أن يكون الشيخ كما قلت هكذا مفيدا إذا جلست إليه تستفد منه متمكن في فنه في العلم متمكن فيه مأمون في دين الله تبارك وتعالى مستقيما على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا الذي يجب أن يؤخذ عليه لأن المعلم أبوالروح المعلم أبو الروح والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:(إنما أنالكم بمنزلة الوالد أعلمكم) والعلماء هم ورثة الأنبياء فقاموا مقام النبي صلى الله عليه وسلم فهذا الباب أنا أوصي به والوقت يضيق لعلنا نكتفي بهذا القدر والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبدك ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
المصدر:http://ar.miraath.net/audio/5513

رد مع اقتباس