عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23 Nov 2017, 08:27 AM
أبو عبد الله بلال يونسي أبو عبد الله بلال يونسي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 283
افتراضي الحلقة الأولى : (علائق الآلاء فيما على الأبناء مع العلماء)


(علائق الآلاء فيما على الأبناء مع العلماء)
الحلقة الأولى :

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه كليمات مقتضبات حسب ما اقتضاه المقام وواجب النصح والبيان سميتها:

(علائق الآلاء فيما على الأبناء مع العلماء)

أولا: وجوب برهم ومعاملتهم معاملة الآباء ولذلك قبل الشروع وجب التنبيه إلى أن المنشور لا ينتفع به إلا طلاب العلم البررة الأوفياء أو قل الصالحون فهم فقط من يصدق عليهم وصف البنوة وأما خلاف ذلك فهم داخلون في عموم قوله تعالى (إنه ليس من أهلك) ولم كانوا كذلك ؟ اسمع إلى السبب (إنه عمل غير صالح) وألصق صفة تنافي صفة البنوة هي عقوق الآباء .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "إنما أنا لكم مثل الوالد لولده" وفي لفظ: "بمنزلة الوالد – أعلمكم" (حسنه الألباني في المشكاة)
قال النووي رحمه الله في (تهذيب الأسماء واللغات) : (إنهم أئمتنا وأسلافنا، كالوالدين لنا)
ثانيا: التأدب معهم ، ومنه خفض الصوت بحضرتهم وعدم التأفف على مطالبهم واجتناب ما يغضبهم أو يغيظهم والتحايل لإرضائهم وكسب محبتهم وقربهم فيما يرضي الله مع مجانبة التسخط والتضجر .
ثالثا: الصبر على جفوتهم وعدم مقابلتهم بنفس الجفوة فلكل عالم جفوته.
رابعا: طاعة أمرهم في المعروف وعدم الخروج عليهم.
خامسا: الصدور عن رأيهم وعدم التقدم بين أيديهم.
سادسا: خفض الجناح لهم ولين الجانب معهم وحسن التودد لنيل الخير منهم _أي العلم والسمت_ .
سابعا: النصح لهم بالحكمة والعلم .
ثامنا: توفيتهم حقوقهم من التوقير والتبجيل والاحترام .
تاسعا: خدمتهم والقيام على أمرهم قدر الاستطاعة .
عاشرا: الدعاء لهم شاهدا وغائبا ويتوكد بعد رحيلهم عن الدنيا وهو حقهم على كل من استفاد من علمهم
الحادي عشر: ترك الإلحاح عليهم في المسائل وعدم الاختلاف عليهم في كل شاردة وواردة وخصوصا في المسائل الظاهرة إذا بدى منهم عدم الميل والرغبة في الحديث فيها فلا يُحرجُون فيما سكتوا عنه لأنهم لم يروا أن وقت البيان حضر أو قدروا مصلحة في السكوت لا يفقهها الطالب في تلك المراحل والحالات، فلا يحسن أن يحرج أباه العالم بتوضيح ما أبهم وذكر ما أعرض عنه ، قال تعالى (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض)، وهذا باب عظيم من العلم غفل عنه كثير من الطلاب فلم يعرفوه فوقع بسببه خلط عظيم وشر وبيل حيث سولت لعققة الطلاب أنفسهم الاختلاف على علمائهم بالسؤال والإلزام بالجواب عن الدليل على كيت وكيت بل تطور الوضع ببعضهم إلى لوم العلماء لأنهم لم يخرجوا بيانا في كذا وكذا ولم يحذروا من ذا وكذا ... وهذا كله من الاختلاف عليهم وهو من العقوق وسوء الأدب فتنبه يا طالب العلم .
ملاحظة: معنى الاختلاف على العلماء ورثة الأنبياء هو كثرة التردد عليهم وسؤالهم في كل ما هب وذب مما يحسن ترك السؤال عنه.

يتبع بحول الله في الحلقة الثانية
وكتب بلال يونسي السكيكدي
صبيحة الخميس 05 ربيع الأول 1439 هجرية
2" نوفمبر 2017 إفرنجي


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله بلال يونسي ; 23 Nov 2017 الساعة 08:33 AM
رد مع اقتباس