عرض مشاركة واحدة
  #42  
قديم 29 Dec 2014, 10:43 AM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

مسألة خلود القاتل في النار
قال الله تعالى {و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه} [النساء 93]. فالله تعالى رتب الخلود في النار على القتل، و القتل ليس بكفر، و لا خلود في النار عند أهل السنة إلا بالكفر.
و الجواب عن هذه المسألة من ستة أوجه :
1 _ أن الآية في الكافر إذا قتل المؤمن، لكن الكافر جزاؤه جهنم خالدا فيها و إن لم يقتل، قال تعالى {إن الله أعد للكافرين سعيرا + خالدين فيها} [الأحزاب 64-65]؛ فهذا القول ليس بشيء.
2 _ أن الآية فيمن استحل القتل؛ لأن المستحل لدم المؤمن كافر. و لكن المستحل خالد في النار و إن لم يقتله. و هذا لا يستقيم أيضا.
3 _ أن هذه الجملة تقدير شرط، أي : جزاؤه جهنم خالدا فيها إن جازاه؛ لكن نقول : إن جازاه فجزاؤه الخلود في جهنم؛ فلم نخلص من المشكلة بعد.
4 _ أن الذي قتل مؤمنا متعمدا قد فعل سبب الخلود في النار، و قد يوجد المانع له من ذلك و هو الإيمان و قد لا يوجد، و ذلك لأن المؤمن لا يزال في فسحة ما لم يصب دما حرما، فإن أصاب دما حراما فقد يضيق به دينه حتى يخرج منه؛ فإن خرج منه فقد أتى بسبب الخلود و زال عنه المانع. فالوعيد في هذه الآية باعتبار المآل، فإن القتل سبب للكفر و الكفر سبب للخلود.
5 _ أن المراد بالخلود المكث الطويل، و ليس المرد به المكث الدائم، و هذا الذي عليه أكير العلماء، ففي اللغة يطلق الخلود و يراد المكث الطويل حيث يقال : فلان خالد في السجن، و السجن ليس بدائم. و ربنا لم يذكر الخلود الأبدي فيكون المراد أنه ماكث مكثا طويلا.
6 _ أن هذا من باب الوعيد الذي يجوز إخلافه؛ لأنه انتقال من العدل إلى الكرم و هذا من الكرم، فإذا توعد الله القاتل بهذا الوعيد ثم أخلفه فهو كرم منه. لكن نقول إن نفذ الوعيد فالإشكال باقٍ، و إن لم ينفذ فلا فائدة منه.
و أقرب الأوجه صحة من هذه الستة الوجه الخامس ثم الرابع.

رد مع اقتباس