عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20 Nov 2007, 01:01 AM
بشير ابو عبد الرحمن بشير ابو عبد الرحمن غير متواجد حالياً
bachir-dellys.blogspot
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 600
إرسال رسالة عبر MSN إلى بشير ابو عبد الرحمن
افتراضي أخلصوا حتى تنصروا !!


بسم الله الرحمن الرحيم

أحب أن أنقل لكم كلاما نفيسا من كتاب (السبيل إلى العز والتمكين) صــ26ـــ27ــ28ــــ ، للشيخ عبدالمالك رمضاني :

((أعظم شيء يُعده المؤمنون ليتقوَّوا به على عدوِّهم هو أن يتصلوا بالله عبودية ، ومحبة ، ورجاء ، وخوفا ، وإنابة ، وخشوعا ، وتوكلا ، ووقوفا عند بابه وقوف الفقير المنقطع ، واستغناء عما سواه فقد بيَّن الله تعالى في كتابه أن المستحقين للإستخلاف في أرضه هم الذين استقرَّ في قلوبهم الخوفُ من مقامه والخوفُ من وعيده ، فقال : "وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد" .

وهؤلاء هم أهل التوحيد الخالص الذين وعدهم الله بالنصر والتمكين والأمن والإستخلاف ، فقال "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون" .

فهل انتبه المسلمون لهذا الشرط العظيم "يعبدونني لا يشركون بي شيئا" ؟

وهل يُرشَّح للنصر من يسجد عند قبر ؟!

وهل يُرشح للنصر من يعلِّق أمله بحجر ؟!

وهل يُرشَّح للنصر من يستغيثُ بميِّتٍ من البشر ؟!

وهل يرشَّح للنصر من يطوف بمشهد رجل صالح ؟!

وهل يرشح للنصر من يجعل سره وعلانيته بيد ولي ؟! أو يُقسِم بنبي ؟!

كل هؤلاء لا يرشحون للنصر ، وكل هؤلاء فينا منهم الكثير ، بل هم اليوم أكثر هذه الأمة !!


لقد روى الإمام أحمد بسند صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قال :
"بشِّر هذه الأمة بالسناء والدين والرفعة والنصر والتمكين في الأرض ، فمن عَمِلَ منهم عَمَلَ الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب" .

فالتبشير صادق ، والوعد محقق لا ريب فيه ، لكن تأملوا شرط الإخلاص في قوله:
"فمن عَمِل منهم عَمَل الآخرة للدنيا" ، أي : هو في صفة عمله عمل حسن ، لكنه أراد به هذه الدنيا ومتاعها الرخيص ، فلذلك لا يُنصر ، فكيف بمن كان كذلك وكان عمله غير عمل الآخرة ، أي بغير طاعة الله ولا هو على السنَّة ؟! ولو حصل له امتحان بنصر أو تمكين ، فماذا يفعل بالنصر والتمكين من لا نصيب له في الآخرة ؟! ))
أ.هـ.

رد مع اقتباس