عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 12 May 2010, 10:54 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

حكم صلاة المسافر مع الجماعة
السؤال: ما حكم الصلاة مع جماعة المقيمين للمسافر؟

الجواب:الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين أمّا بعد:
فحكم صلاة المسافر مع الجماعة فإنّ أكثر أهل العلم يرون أنّ المسافر إذا كان نازلا وقت إقامتها فلا جمعة عليه تلزمه، ولكنه يحرص على صلاة الجماعة في المسجد أو في غيره ولا يدعها لأنّ النبي صلى الله وسلم كان يسافر فلا يصلي الجمعة، فصلى الظهر والعصر جمع تقديم جماعة ولم يصل جمعة، وكذلك كان فعل الخلفاء وغيرهم من بعده، ولما رواه يزيد بن الأسود قال: صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم الفجر بمنى فجاء رجلان حتى وقفا على رواحلهما، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم فجيء بهما ترتعد فرائصهما فقال لهما: «ما منعكما أن تصليا مع الناس، ألستما مسلمين ؟»، قالا:بلى يا رسول الله إنا كنا قد صلينا في رحالنا، فقال لهما:« لا تفعلوا إذا صلى أحدكم في رحله ثمّ أدرك الإمام ولم يصل فليصل معه فإنّها له نافلة»(١) وفي لفظ:«إذا صليتما في رحالكما ثمّ أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم، فإنّها لكما نافلة»(٢) ولقوله صلى الله عليه وسلم:"إذا كنتما في السفر فأذنا وأقيما ويؤمكما أكبركما"(٣)، ولأن الله أمر بصلاة الجماعة في حال الخوف في قوله تعالى ﴿وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة...﴾ الآية[النساء:102] ففي حال الأمن أولى، لذلك تناول الخطاب الإلهي الجماعة في جميع الأحوال بالتوجيه والإرشاد في قوله تعالى: ﴿ياأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون﴾[الحج:77]، وقوله تعالى: ﴿وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين﴾[البقرة:43].
هذا وإذا اقتدى المسافر بمقيم يتم ولا يقصر لقوله صلى الله عليه وسلم:«إنّما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه»(٤) ولحديث قتادة عن موسى بن سلمة الهذلي قال:كنا مع ابن عباس فقلت: إذا كنّا معكم صلينا أربعا وإذا رجعنا إلى رحالنا صلينا ركعتين قال: "تلك سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم"(٥) وعلى هذا جرى عمل السلف، وبه قال الأئمة الأربعة وغيرهم من جماهير العلماء وقد صح عن ابن عمر رضي الله عنهما أنّه أقام بمكة عشر ليال يقصر الصلاة إلا أن يصليها مع الإمام فيصليها بصلاته(٦).
إمّا أن يدرك معه أقل من ركعة فإنّ عليه القصر، لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم جعل أقل ما تدرك به الصلاة هو الركعة وبهذا قال الزهري والنخعي ومالك رحمهم الله.
أمّا إذا أدرك معه الركعتين الأخيرتين أو أدرك ركعة واحدة فهو مخير بين الاقتصار على الركعتين أو يتمّ صلاته على ما يشهد لذلك بعض الآثار عن التابعين، وبهذا قال ابن حزم، غير أنّ التخيير لا يلزم منه التسوية لذلك كان الأحبّ عندي إتمامها أربعا موافقة للجمهور، وبه قال ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما.
والعلم عند الله تعالى وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلّ اللّهم على محمّـد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلّم تسليما.

١- أخرجه أبو داود في الصلاة:(575) وأحمد:(17940) من حديث يزيد بن الأسود العامري رضي الله عنه.

٢- الترمذي في الصلاة (219). والنسائي في الإمامة(858)، وأحمد(17937)، وصححه الألباني في المشكاة(1152).

٣- أخرجه البخاري في الأذان(630)، ومسلم في المساجد(1570)، من حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه.

٤- أخرجه البخاري في الأذان(722)، ومسلم في الصلاة(935)، وأحمد(8379)، والدارقطني(1259)، والبيهقي(2379)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

٥- أخرجه مسلم في صلاة المسافرين(1609)، والنسائي في تقصير الصلاة في السفر(1443)، وأحمد(1890)، وابن خزيمة(951)، وابن حبان(4/185/2744)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة(6/386)، وكذا في إرواء الغليل(3/21).

٦- أخرجه مالك في الموطأ(1/164)، والطحاوي في شرح المعاني (1/244)، عن نافع، وانظر السلسلة الصحيحة(6/388).


و هذه كذلك:


الجمعة للمسافر
السؤال: شخص سافر من الجزائر إلى الشلف وبقي فيها ثلاثة أيام، وفي اليوم الثاني كانت الجمعة، فهل له أن يصلي الجمعة في المسجد أم لا؟

الجواب: الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فله أن يصلي الجمعة في المسجد وله أيضا أن يصلي الظهر قصرا مع اختلافهم في الأفضلية والأفضل عندي شهود الجمعة والجماعات ما لم يكن يضرب في الأرض ويسير فالظهر قصرا جماعة أفضل لعدم ثبوت دليل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه صلّى الجمعة في سفره ولا عن الخلفاء الراشدين من بعده كما لم يحفظ عنهم ترك صلاة الجماعة في حضر ولا سفر ولا جهاد.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو نعيم إحسان ; 13 May 2010 الساعة 04:01 PM