عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 19 Nov 2017, 10:13 AM
أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

أَخِي الشَّيْخ مُحَمَّد مزيان:

جَزاكَ اللهُ خَيْراً وَبَارَكَ فِيكَ عَلَى هَذَا المَقَالِ، فَهُوَ مِنْ أَجْوَدِ مَا قَرَأْتُ فِي هَذِهِ الفَتْرَةِ..

وَحَيْثُ إِنَّكَ قَدْ بَادَرْتَ بِهَذَا الكَلَامِ وَقَدْ أَعْجَبَنَا فَإِنِّي أَزِيدُكَ مِنَ الشِّعْرِ بَيْتًا.

إِنَّهُ يَنْبَغِي عَلَيْنَا أَن نَجْتَهِدَ فِي حَمْلِ أَهْلِ النُّصْحِ وَالإِصْلاَح عَلَى أَنْ يَقِفُوا مَوْقِفَ النَّصِيحَةِ خِدْمَةً لِدِينِ الله ورَأْفَةً بِعِبَادِ اللهِ، فَإِنَّهُمْ أَمَانَة!

وَعَلَيْنَا أَنْ نُذَكِّرَهُمْ بِأَسْلَافِنَا الصَّالِحِينَ، فَإَنَّهُ لَمَّا قَدِمَ كَعْبُ بْنُ سُورٍ الْقَاضِي الْمَدِينَةَ، قَامَ فِي النَّاسِ فَسَأَلَهُمْ عَن البَيْعَةِ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْه: هَلْ بَايَعَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ طَائِعَيْنِ أَوْ مُكْرَهَيْنِ ؟ فَسَكَتَ النَّاسُ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَقَالَ : بَلْ كَانَا مُكْرَهَيْنِ . فَثَارَ إِلَيْهِ بَعْضُ النَّاسِ فَأَرَادُوا ضَرْبَهُ ، فَجَاحَفَ دُونَهُ صُهَيْبٌ وَأَبُو أَيُّوبَ وَجَمَاعَةٌ، حَتَّى خَلَّصُوهُ وَقَالُوا لَهُ: أَمَا وَسِعَكَ مَا وَسِعَنَا مِنَ السُّكُوتِ ؟ فَقَالَ : لَا وَاللَّهِ مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ الْأَمْرَ يَنْتَهِي إِلَى هَذَا.
وَكَتَبَ عَلِيٌّ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ يَقُولُ: إِنَّهُمَا لَمْ يُكْرَهَا عَلَى فُرْقَةٍ ، وَلَقَدْ أُكْرِهَا عَلَى جَمَاعَةٍ وَفَضْلٍ. [ البداية والنهاية: ٧/٤٠٨ ]

فَمَنِ اِسْتَطَاعَ أَنْ يُكْرِهَ أَخَاهُ عَلَى الجَمَاعَةِ فَليَفْعَلْ وَلَا يَتَرَدَّد، وَلَا يُثَبِّطَنَّهُ الشَّيْطَانُ، وَليَكُنِ الاِبْنَ البَارَّ الَّذِي يَنْصَحُ لِوَالِدِهِ كَمَا قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ لِأَبِيهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- : لَقَدْ نَهَيْتُكَ فَعَصَيْتَنِي. [البداية والنهاية: ٧/٤١٠ ]
فَمَنْ ذَا الَّذِي بَلَغَ فِينَا فِي الفَضْلِ مَنْزِلَةَ عَلِيّ، وَمَنْ ذَا الذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ أَفْضَلُ أَدَبًا مِنَ الحَسْنِ فَيَتْرُكَ النُّصْحَ لِمَنْ هُوَ فَوْقَهِ؟!!!

وَلْيَكُنِ الجَمِيعُ كَمَا قَالَ جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ: قَالَ لِي مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ: " يَا جَعْفَرُ، قُلْ لِي فِي وَجْهِي مَا أَكْرَهُ، فَإِنَّ الرَّجُلَ لا يَنْصَحُ أَخَاهُ حَتَّى يَقُولَ لَهُ فِي وَجْهِهِ مَا يَكْرَهُ ". [ الحلية: ٨٦/٤ ]

إِنْ كُنْتُمْ كَهَؤُلَاءِ الرِّجَالِ فَكُونُوا، أَوْ لَا، فَلَا....

أَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَشْرَحَ صُدُورَ النَّاصِحِينَ المُصْلِحِينَ إِلَى أَنْ يُعَجِّلُوا بِتَقْوِيمِ المُخْطِئِ مُصَارَحَةً..

إِلَى هُنَا أَكْبَحُ شَجَاعَتِي، وَاللّهُ يَتَوَلَّى أَمْرَنَا فِي الظَّاهِرِ وَالبَاطِنِ..

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ.

البُلَيْـــدِي

رد مع اقتباس