عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23 Mar 2016, 05:45 PM
أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي المَشَايِخُ فِي المَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ كَانُوا أَعْرَفَ بِهَؤُلاَءِ مِنَّا

المَشَايِخُ فِي المَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ كَانُوا أَعْرَفَ بِهَؤُلاَءِ مِنَّا


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فقد نَشَرَ أهل الأهواء -مؤخراً- صوراً لزيارة بعض العلماء لأفرادٍ من المبتدعة، محاولين بذلك إثبات أمرين لا ثالث لهما:

الأَوَّل: أن المشايخ زاروا أهل البدع عن قصد، وهذا منافٍ لمنهج أهل السنة، وعليه، يجب تبديعهم، وإلا تميَّعَ السَّاكِتُ عنهم.

الثَّانِي: أن زيارة المشايخ لأفراد من أهل البدع دليلٌ على صحة المنهج الأفيح الذي يدعو إليه أهل التمييع، مخالفين بذلك الهدي النبوي.

وإن الناظر -بعين البصيرة- يعلم يقيناً أن هذه محاولة بائسةٌ للتَّشْكِيكِ في المنهج السلفي وعُلَمَائِهِ.
وللجواب عن هذه المحاولة البائسة نقول:

هل كل من نافح عن المخالفين -ناهيك عن زيارتهم- يُلحَقُ بهم ؟!

الجواب من السنة:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، فَأَقُولُ: إِنَّهُمْ مِنِّي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحقًا، سُحْقًا، لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي » رواه البخاري ومسلم.

فأي دفاع أعظم من دفاع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك لم يتمسك به أولئك المُحْدِثُون بعده من أمته واستسلموا للحق.

فهل إذا قلنا بما جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يعلم ) ما أحدثه بعض الناس من أمته بعده كنا بذلك منتقصين له -صلى الله عليه وسلم- وغير عارفين قدر منزلته؟!

لا أحسب عاقلاً يقول بهذا، بل إن القول بأنه صلى الله عليه وسلم ( لم يعلم ) هو عين التنزيه له صلى الله عليه وسلم عن أن يدافع عن أهل الزيغ والضلال عن شريعته البيضاء.

فهل يا عباد الله إذا قلنا إن المشايخ الذين زاروا بعض أهل البدع -لا يعلمون حالهم- نكون بذلك منتقصين لهم؟ لا والله، بل هو عين الاحترام وحسن الظن بالمشايخ -حفظهم الله- من أنهم لا يوالون أهل الأهواء والبدع فضلا عن تزكيتهم، فليس لكم يا غلاة التمييع أدنى شبهة في محاولتكم البائسة، فأريحوا أنفسكم.

ثم إن سلمنا جدلاً أن هؤلاء المشايخ لا يُبَدِّعون هؤلاء الناس إما لعدم علمهم بحالهم أو أن أخطاءهم لم ترتقِ إلى درجة التبديع، فهل زيارتهم تكون سبباً للطعن فيهم ؟

الجواب:

لو أننا قلنا بهذا القول لما بقي في الساحة أحدٌ من أهل العلم، والذي عرفناه من واقع علمائنا خير دليل، ومن ذلك:

فتوى شيخ الإسلام في زماننا الإمام عبد العزيز بن باز -رحمه الله- في جماعة التبليغ أول الأمر.

فإن العلماء السلفيين ردوا على جماعة التبليغ وبينوا باطلهم، وكانوا أكثر اطلاعا على حالهم من الشيخ رحمه الله،
وما كان لأحد منهم أن يعتقد في الشيخ ابن باز -رحمه الله- أنه يدين بطريقة جماعة التبليغ، أو يعرف بدع جماعة التبليغ ويثني عليهم.
وقد ظهرت للشيخ -رحمه الله- حقيقة هذه الجماعة وكان آخر كلامه فيهم أنهم من الاثنتين وسبعين فرقة المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة.


ومن ذلك:

دفاع الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- عن بعض أهل البدع في المملكة العربية السعودية رغم تحذير الشيخ ربيع منهم.

فما كان من الشيخ ربيع إلا أن واصل تبيين حال أولئك القوم إلى أن قال الشيخ الألباني -رحمه الله- قولته الشهيرة: يبدو أن إخواننا المشايخ في المدينة النبوية كانوا أعرف بهؤلاء منا.
أظن أن هذا يكفي بياناً للحق ودحضاً للباطل، وإلا فإن الإكثار لن يزيد أهل الباطل إلا غياً والعياذ بالله..

أقول قولي هذا، وأستغفر الله عز وجل.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

البُلَيْـــدِي
13/ جمادى الثانية / 1437 هــ

رد مع اقتباس