[هشام بن حسن]

جزاكم الله خيرا - إخواني الأفاضل - على ما تفضلتم به من تعليقات بهية وتأييدات عليّة، والشكر بعد الله -عز وجل- لمشايخنا الكرام الذين أصدروا بيانا قويا متميزا في دحض افتراءات وزندقة هؤلاء العلمانيين الذين يريدون العودة بقوة إلى ميدان يجدون فيه من جنود الله البواسل ما لا قبل لهم به، والمؤمّل من ورثة الشيخ عبد اللطيف سلطاني -رحمه الله- (ت 1404-1984) أن يعجّلوا بإصدار كتبه من مثل : سهام الإسلام والمذكرات، وقد اطلعت على فقرات يسيرة من كتابه : سهام الإسلام، فمنها ما ذكره الشيخ من لقائه بالشيخ الألباني - رحمة الله على الجميع- وممّا قاله في كتابه ذاك :"كنت في ربيع سنة (1397) التقيت بأحد العلماء الأفذاذ الذين خدموا الدين الإسلامي وخلصوا السنة من التزييف وأزالوا الغطاء عنها بتبيين أحاديثها الصحيحة من الضعيفة والباطلة، وسألته يا فضيلة الشيخ هل لكم دروس تؤدونها للمسلمين فيها التوجيه والنصح والارشاد؟؟ فأجابني بأن وزارة الدين في بلدهم منعته من التدريس في بيوت الله إلا أن يستظهر برخصة من وزارة الشؤون الدينية تسمح له بما يرغب فيه، قال ولما قدمت الطلب للتحصيل على تلك الرخصة جاء الرد من الوزارة بالرفض والمنع منها، قلت له هذا ما هو معمول به في عامة بلدان الدول العربية، أما غير العربية فلا علم لي بها، فقلت له وبعد هذا فما هو العمل؟، قال تراني عدت إلى التأليف ونشر وطبع الكتب، وفى هذا خدمة للدين الحنيف نرجو من الله التوفيق والقبول.
ذلكم هو فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله." ( ص 144 ) . ، وهكذا ينبغي أن نتعرّف على علمائنا وخصوصا ممّن هم على العقيدة السلفيّة أو يقربون منها، كي نردّ بذلك على المتعصّبة والمقلّدة ممّن يدّعون أنّهم مالكيّة وهم يخالفون كثيرا ممّا قرّره الإمام مالك وأصحابه، وقد لا يقبلون الحقّ من غير علماء البلد، فكان لزاما علينا أن نتعرّف على ما يقرّره علماء هذا البلد وعلى رأسهم جمعيّة العلماء المسلمين- رحمهم الله- ممّن لهم جهود مباركة لا تُنكَر خصوصا في زمن الاستدمار الفرنسي وما خلّفه بعد رحيله من فساد عقدي وأخلاقيّ، ولقد سُررت غاية السرور لمّا اطلعت على كتاب التوحيد لشيخ مشايخنا عمر العرباوي -رحمه الله- (ت 1405-1984) حيث قال -رحمه الله-في مقدّمة كتابه "التوحيد"، مهديا كتابه ذاك إلى جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين – رحمهم الله - :"... الذين جاهدوا في هذا الوطن، في سبيل العقيدة السلفيّة الصحيحة فنشروها فيه وأزالوا عنها ظلام الجهل المتراكم عليها عدّة قرون وأخلصوها من شوائب الوثنيّة والبدائع والخرافات "(كتاب التوحيد المسمّى : التخلّي عن التقليد والتحلّي بالأصل المفيد ص 5 ) .