عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10 Mar 2020, 08:33 PM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي





التّوفيق بين حديثي (لا عدوى ولا طيرة) و (فر من المجذوم فرارك من الأسد)

للاستماع إلى الشيخ العثيمين رحمه الله:

كيف نوفق بين حديثيْ ( لاعدوى ولا طيرة ) و ( فر من المجذوم فرارك من الأسد )/ للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

وللاستماع إلى الشيخ الألباني رحمه الله:

كيف نوفق بين حديثيْ ( لاعدوى ولا طيرة ) و ( فر من المجذوم فرارك من الأسد ) / للشيخ الألباني رحمه الله



سؤال طُرح على فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله:

كيف نوفق بين الحديثين الشريفين: (لا عدوى ولا طيرة) و (فر من المجذوم فرارك من الأسد

فأجاب رحمه الله:

لا منافاة عند أهل العلم بين هذا وهذا، وكلاهما قاله النبي ﷺ حيث قال: "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء ولا غول" وذلك نفي لما يعتقده أهل الجاهلية من أنّ الأمراض كالجرب تعدي بطبعها، وأنّ مَن خالط المريض أصابه ما أصاب المريض، وهذا باطل، بل ذلك بقدر الله ومشيئته، وقد يخالط الصحيح المريض المجذوم ولا يصيبه شيء كما هو واقع ومعروف، ولهذا قال النبي ﷺ لمن سأله عن الإبل الصحيحة يخالطها البعير الأجرب فتجرب كلّها، قال له عليه الصلاة والسلام: فمَن أعدى الأول.
وأمّا قوله ﷺ: "فر من المجذوم فرارك من الأسد" وقوله ﷺ في الحديث الآخر: "لا يورد ممرض على مصح" فالجواب عن ذلك: أنّه لا يجوز أن يعتقد العدوى، ولكن يشرع له أن يتعاطى الأسباب الواقية من وقوع الشر، وذلك بالبُعد عمّن أصيب بمرض يخشى انتقاله منه إلى الصحيح بإذن الله عزوجل، كالجرب والجذام، ومن ذلك عدم إيراد الإبل الصحيحة على الإبل المريضة بالجرب ونحوه، توقيًا لأسباب الشر وحذرًا من وساوس الشيطان الذي قد يملي عليه أنّما أصابه أو أصاب إبله هو بسبب العدوى[1].
----------------------------------------------------------------
1- مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (6/27).

المصدر



وقال الشيخ ابن باز رحمه الله في سؤال آخر طرح عليه وأكتفي بجوابه عن العدوى. والسؤال:

سمعت حديثا عن التشاؤم، يقول فيما معناه (ولا هام ولا صفر) أرجو منكم ذكر الحديث كاملاً مع شرح الكلمات التي لا أفهمها فيه؟[1]

الجواب:

ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: (لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، ولا نوء ولا غول، ويعجبني الفأل)[1] والمعنى إبطال ما يعتقده أهل الجاهلية، من أنّ الأشياء تعدي بطبعها، فأخبرهم ﷺ أنّ هذا الشيء باطل، وأن المتصرّف في الكون هو الله وحده، فقال بعض الحاضرين له ﷺ: يا رسول الله الإبل تكون في الصحراء، كأنها الغزلان، فيدخل فيها البعير الأجرب فيجربها، فقال ﷺ: فمَن أعدى الأول[2].

والمعنى أنّ الذي أنزل الجرب في الأول هو الذي أنزله في الأخرى، ثم بيّن لهم ﷺ أنّ المخالطة تكون سبباً لنقل المرض من الصحيح إلى المريض، بإذن الله عزّوجلّ، ولهذا قال ﷺ: "لا يورد ممرض على مصح"[3].

والمعنى: النّهي عن إيراد الإبل المريضة ونحوها بالجرب ونحوه مع الإبل الصحيحة، لأنّ هذه المخالطة قد تسبب انتقال المرض مع المريضة إلى الصحيحة بإذن الله، ومن هذا قوله ﷺ: "فر من المجذوم فرارك من الأسد"[4]، وذلك لأنّ المخالطة قد تسبب انتقال المرض منه إلى غيره، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنّ انتقال الجذام من المريض إلى الصحيح إنّما يكون بإذن الله، وليس هو شيئاً لازماً.

والخلاصة:

أنّ الأحاديث في هذا الباب تدل على أنّه لا عدوى على ما يعتقده الجاهليون من كون الأمراض تعدي بطبعها، وإنّما الأمر بيد الله سبحانه. إن شاء انتقل الدّاء من المريض إلى الصحيح وإن شاء سبحانه لم يقع ذلك.

ولكن المسلمين مأمورون بأخذ الأسباب النافعة، وترك ما قد يفضي إلى الشر.
---------------------------------------------------------
[1] من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته من مجلة الدعوة، وقد أجاب عنه سماحته بتاريخ 24/12/1418هـ.

المصدر


الصور المرفقة
نوع الملف: png الجمع بين حديثي لاعدوى وفر من المجذوم.png‏ (921.1 كيلوبايت, المشاهدات 1261)
نوع الملف: jpg 7.jpg‏ (109.2 كيلوبايت, المشاهدات 1323)
نوع الملف: png كيف نجمع بين حديثي.png‏ (60.8 كيلوبايت, المشاهدات 1212)
رد مع اقتباس