عرض مشاركة واحدة
  #36  
قديم 27 Apr 2014, 02:17 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

أقسامُ فعلِ اللهِ تعالى باعتبارِ المباشرةِ و غيرِ المباشرةِ

الفعلُ باعتبارِ ما يفعله اللهُ بنفسه فعلٌ مباشِرٌ، و باعتبار ما يقدِّره على العبادِ فعل غيرُ مباشِر، و لا يصحُّ أن ينسبَ فعلُ العبدِ إلى اللهِ على سبيلِ المباشرةِ، لأن العبدَ هو المباشرُ له، و لكن ينسبُ إلى اللهِ على سبيل التقديرِ و الخلقِ، أما ما يفعله اللهُ بنفسه كاستوائِه فهذا ينسبُ إليه فعلا مباشرًا.

أقسامُ إرادةِ اللهِ تعالى

تنقسمُ إرادةُ اللهِ تعالى إلى قسمينِ :
1 ـ الإرادةُ الكونيةُ (المشيئةُ) : قال اللهُ تعالى {وَ لو شاءَ اللهُ ما اقتتلُوا و لكنَّ اللهَ يفعلُ ما يريدُ}.
و هذه الإرادةُ :
أ ـ تتعلقُ بما يحبُّه اللهُ و ما لا يحبُّه.
مسألةٌ : هلْ أرادَ اللهُ الكفرَ و هو لا يحبُّه؟ الجوابُ نعمْ؛ أرادَه بالإرادةِ الكونيةِ، و لو لم يردْه ما وقعَ؛ كما أنَّ هذا مكروهٌ من وجهِ كونه معصيةً، و محبوبٌ من وجهِ كونِه متضمنا لمصالح عظيمةٍ مترتبةٍ عليه، كحصولِ العظةِ و الاعتبارِ و المجاهدةِ و غيرها.
ب ـ يلزمُ فيها وقوعُ المرادِ.
2 ـ الإرادةُ الشرعيةُ (المحبةُ) : قالَ اللهُ تعالى {أُحِلتْ لكم بهيمةُ الأنعامِ إلا ما يتلى عليكم غيرَ محلِّي الصيدِ و أنتم حرمٌ إن الله يحكمُ ما يريدُ}.
و هذه الأرادةُ :
أ ـ تختصُّ بما يحبُّه اللهُ تعالى.
ب ـ لا يلزمُ فيها وقوعُ المرادِ.
مسألة : قد يريدُ اللهُ الشيء شرعًا و لا يقعُ، فهو سبحانَه يريدُ من الخلقِ أن يعبدوه، و لا يلزم وقوعُ هذا المرادِ.

الفرقُ بين الإرادةِ الكونيةِ و الإرادةِ الشرعيةِ

1 ـ الإرادةُ الكونيةُ تتعلقُ بما يحبُّه اللهُ و ما لا يحبُّه، أما الشرعيةُ فهي خاصةٌ فيما يحبه الله تعالى.
2 ـ الإرادةُ الكونيةُ لابد من وقوعها، أما الشرعيةُ فقد تقعُ و قد لا تقع.
3 ـ الإرادةُ الكونية مقصودةٌ لغيرها، كخلقِ إبليسَ ليحصلَ بذلك المجاهدةُ و التوبةُ و الاستغفار؛ أما الشرعيةُ فهي مقصودةٌ لذاتها [هذه الأخيرة نقلتها من : تهذيب شرح عقيدة أهل السنة و الجماعة للشيخ رسلان حفظه الله تعالى].

اجتماعُ الإرادتين في المطيعِ و انفرادُ الإرادةِ الكونيةِ في العاصي

تجتمعُ الإرادةُ الشرعيةُ و الكونيةُ في حقِّ المؤمنِ المطيعِ، و تنفردُ الكونيةُ في حقِّ الفاجرِ العاصي.


التعديل الأخير تم بواسطة يوسف صفصاف ; 04 May 2014 الساعة 11:37 PM
رد مع اقتباس