عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 22 Aug 2017, 07:17 PM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي

مثال ذلك هذا الحديث الذي صححه أئمة وضعفه آخرون, وفيه سنده الأعمش يرويه عن مجاهد , وصححه الحاكم على شرط الشيخين كعادته , وصححه الترمذي
لكن ضعفه الألباني

والحديث رواه أحمد والطيالسي وابن ماجه والترمذي
حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قُطِرَتْ فِي دَارِ الدُّنْيَا لأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا مَعَايِشَهُمْ، فَكَيْفَ بِمَنْ يَكُونُ طَعَامَهُ؟.
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.))

فقد صححه الترمذي حكما بظاهر الاسناد وصححه الحاكم على شرطهما و وافقه الذهبي , ولم يوافقهما الألباني
فقد ضعفه (بعد أن صححه أول الأمر ) لأنه روي من وجه آخر وفيه صرح الأعمش بالواسطة بينه وبين مجاهد
فيكون الحديث من النوع المدلس لذلك تركه البخاري ومسلم

قال الألباني (وقال الحاكم:
" صحيح على شرط الشيخين "! ووافقه الذهبي! وقال الطبراني:
" لم يروه عن الأعمش إلا شعبة".
قلت: بلى، قد رواه عنه اثنان أخران؛ وخالفاه سنداً ومتناً، وكشفا عن علته التي فاتت الذين صححوه.
أحدهما: فضيل بن عياض، فقال: عن سليمان - يعني: الأعمش - عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قال:
" لو أن قطرة من الزقوم ... " فذكره.
رواه أحمد (1/ 388) : ثنا القواريري: ثنا فضيل بن عياض ... قلت: وهذا إسناد صحيح إلى الأعمش، فضيل بن عياض: أشهر من أن يُعرف، والقواريري - هو: عبيد الله بن عمر بن ميسرة، وهو - ثقة ثبت.
والآخر: يحيى بن عيسى الرملي، فقال ابن أبي شيبة في " المصنف " (13/161/ 15991) : حدثنا يحيى بن عيسى عن الأعمش عن أبي يحيى به. وأخرجه البيهقي في " البعث " (290/ 597) من طريق أخرى عن يحيى ابن عيسى الرملي.
قلت: والرملي هذا: صدوق يخطئ من رجال مسلم، ومتابعة فضيل إياه دليل قوي على أنه قد حفظ، وذلك مما يدل على أن عنعنة الأعمش في رواية شعبة عنه غير مغتفرة، وأن بينه وبين مجاهد (أبا يحيى) ، واسمه: (عبد الرحمن بن دينار القتات) ، وقيل غير ذلك، والأول أشبه كما في " الضعفاء " لابن حبان، وقال (2/53) :
" فحش خطؤه، وكثر وهمه حتى سلك غير مسلك العدول في الروايات، وجانب قصد السبيل في أشياء "....)) انتهى كلامه

فاتفق راويان على ذكر الواسطة وهو أبو يحيى القتات وهو ضعيف
وهذا يوافق قول ابن المديني السابق (وإنما أحاديث مجاهد عنده عن أبي يحيى القتات)

ويبين أيضا سبب اعراض البخاري و مسلم عن اخراجه في كتابيهما مع أنهما أخرجا بهذا السند عدة أحاديث لأجل هذه العلة الخفية القادحة و التي خفيت على من صححه
والله أعلم

رد مع اقتباس