عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 Dec 2017, 10:11 PM
أبو عبد الله بلال يونسي أبو عبد الله بلال يونسي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 283
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الباسط لهويمل مشاهدة المشاركة
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذه المعاني القيّمة غير أنّ ثمة ة مهمة ينبغي التَنبه لها ، وإعطاؤها حظاً وافرا من النظر ؛ بعد ممهداتٍ متفق عليها ، مثل أن بيان الحق وإزالة الإلتباس أمر لا بد منه ؛ وقد يلزم من بيان الحق وإزالة الإلتباس التحذير من الأعيان ووصفهم بالخطأ أو بالبدعة ، أو بالفسق أو بالكفر على حسبِ المسائل المبحوثة والأخطاء الواقعة ، مع استيفاء الشروط وانتفاء الموانع كما هو مقرر في مظانه ؛ وإنما ينبغيِ أن نوليَّ أهميةً كُبرى لهذا الإنسان المُتصديِّ للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ فيِ علمه وأخلاقه وحاله ، وكذا الأمر بالنسبة للمأمور والمخاطب ؛ فلقد وقفنا على تجاوزاتٍ خطيرة من بعض النّاس فيِ دعوتهم لبيان الحق ورفع الإشتباه الحاصل بأساليب فظة مُنَفِرة ، بل بكلام يعلوه الصلف والغلط ،مما يخشى أن تنجم مفاسد وتطاعن وتباغض وإحن بين إخواننا وهم أصناف فمنهم المنتهي ومنهم المتوسط ومنهم المبتدي بسبب هؤلاء الذين ليسوا من أهل البيان والبلاغ وإنما عليهم أن ينكروا بقلوبهم وينقلوا كلام كبار علمائهم فقط ، ونحن دعاة إلى الحق على مقتضى الحق لا على مقتضى حظوظ النفس والهوى ؛ ولا يخفى العقلاء أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أصعب الطرق ، وهو ليس واجبا على الأعيان ، ولكن واجب على الكفاية ، لمن امتلك الإستطاعة والقدرة ، والناس إزاء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثلاث أضرب ، ضربٌ له القدرة على إزالة المنكر بيده ، وضربٌ له القدرة على إزالة المنكر بلسانه ، وضربٌ ليس له إلا الإنكار القلبي ، لتفاضل المراتب والقدرات وغير ذلك مما هو معلوم وأنقل هذا الكلام النفيس الذي وقفت عليه في إحدى النسخ الخطية لاحد أئمة المالكية يدعى ابن قاسم المالكي :"فمن لا يعرف المعروف والمنكر بالحجة والبيان من الكتاب والسنة ولا يعرف كيف أمر الله أن يدعى إلى سبيله وطاعته ولا يعرف الوقت الذي يرجى فيه قبول دعائه ولا يعرف حال من يدعوه ولا يصبر إذا أوذي ورد عليه قوله فالأولى له أن يكره المنكر بقلبه ويعتزل أماكن ظهور المنكر حتى يسلم من رؤيته ولا يجب عليه إنكاره وينبغي له أن يتعلم ويتفقه ثم يدعو إلى طاعة الله وينهى عن معصيته بعلم فإن كثيرا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بجهل فينتج أمورا منكرة زيادة على ذلك المنكر ويوقع الشيطان بذلك العداوة والبغضاء بين كثير من الناس وربما أدى إلى خرق أعرض مصونة وسفك دماء محرمة ولهذا كانت هذه الطريق أصعب الطرق وهي فرض على الكفاية يجب على الرجل المعيّن من ذلك ما يقدر عليه إذا لم يقم به غيره فإذا كان ضعيفا عاجزا أو مستضعفا سقط عنه واجب الأمر باللسان وبقي عليه واجب الأمر بالقلب لعلمه أنه لا يقبل له قول ويؤذي في نفسه أو ماله أو أهله من غير فائدة [/color]"أه
بارك الله فيك أخي عبد الباسط على الإفادة

رد مع اقتباس