عرض مشاركة واحدة
  #47  
قديم 28 Sep 2019, 05:50 PM
عباس ولد عمر عباس ولد عمر غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2018
المشاركات: 12
افتراضي

كان الله لكم شيخنا أبا محمد، فوالله ما عرفناكم إلا بالحرص على هذه الدعوة، وبذل الجهود والأوقات في سبيل تبليغها، مع الشفقة على المدعوين ومحبة الخير لهم.
أما عن الدكتور فركوس فأقول: من كان يظن أنه سيتردى في هذه الهوة السحيقة – أعني: تفريق السلفيين، والتطاول على علمائهم، والسعي في إسقاط مشايخهم، ولو بإشاعة الكذب، والترويج للبهتان- وهو الذي كان يشار إليه بالبنان !
هو – والله- أمر لا ينقضي منه العجب، ولا يزال الواحد منه في حيرة.
ولكن يزول العجب وتتبدد الحيرة إذا ذكر قول ابن مسعود رضي الله عنه:«الحي لا يؤمن عليه الفتنة».
لقد هان على القوم – شيوخا وأتباعا- البهتان، وزُين لهم الاستخفاف بالأعراض؛ فصاروا يروجون مثل هذا الأكاذيب – وما خفي منها أعظم-، كأنهم ما سمعوا قول المليك الديان:﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾.
أو خفي عليهم قول نبيه ﷺ:«من قال في مؤمن ما ليسَ فيه أسكنهُ اللهُ ردْغَةَ الخَبَال حتى يَخرُجَ مِمَّا قال».
وقوله:«إنَّ من أربى الرِّبا الاستطالةَ في عرضِ المُسلم بغيرِ حق».
فإن قيل: إن الشيخ حدث بما سمع والعهدة على من أخبره !
قلنا: وهل تبرأ ذمته بذلك، وقد قال النبي ﷺ:«كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ».
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:«بِحَسْبِ الْمَرْءِ مِنَ الْكَذِبِ أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ».
وما أجمل ما أوصى به مالك تلميذه ابن وهب إذ قال:«اعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ يَسْلَمُ رَجُلٌ حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ، وَلَا يَكُونُ إِمَامًا أَبَدًا وَهُوَ يُحَدِّثُ بِكُلِّ مَا سَمِعَ».
ومتعصبة الدكتور يعتقدون فيه أنه إمام من أئمة الدنيا، فحق لنا أن نقول مثل ما قال مالك: أنّى يكون إماما وهو يحدث بكل ما سمع ؟!

رد مع اقتباس