عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06 Mar 2019, 01:00 PM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي كيف يكون الأدب في السؤال عن أحوال بعض الرجال؟












كيف يكون الأدب في السؤال عن أحوال بعض الرجال؟




السؤال:

هذا يسأل: كيف يكون الأدب في السؤال عن أحوال بعض الرجال، بحيث نرى أن بعض الناس يسألون في كل مكان في الطريق وفي الجامعات وفي المصعد وأمام الناس يسألون المشايخ هكذا هنا وهناك، جزاكم الله خيرا.

الجواب:

أفردت كلمة في هذا الجامع أيضا قبل سنوات بعنوان "أدب السؤال" وكيف تسأل، وإذا ما سألت وإما نقلته هناك في ذلكم اللقاء كلاما للحافظ بن حزم -رحمه الله- في الأخلاق والسير ومنه أنه يقول "إذا سألت فاسأل تفقّهًا لا تعنّتا"، يجب أن تراعي الآداب في السؤال، وأهل العلم -رحمة الله عليهم- قد بيّنوا هذا في مؤلفاتهم ومصنفّاتهم، عندما يذكرون آداب طالب العلم، وآداب طالب الحديث أيضا، يذكرون جملة من الآداب، ويعتنون أيضا بمسألة أدب السؤال، فلا تضجر، لكل مقام مقال، يمشي وراءك: يا شيخ ما رأيك في فلان وعلان، وهو في الخلف يسجل بالخفية، حتى ماذا يفعل، هل يريد لنفسه؟ وإلا يريد بعد ذلك ما أن تنتهي من الجواب يعطيك ظهره مباشرة عبر وسائل التدابر والتشاحن والتقاطع الذين يقولون عنها أنها "وسائل التواصل الاجتماعي" هي تدابر صارت، أوردت المشاكل بين الناس والكذب والاستياء بعضهم على بعض أليس كذلك؟ هذا معاصر معايش ولا لا؟ موجود؟ موجود.

هل فعلا أنت تريد أن تسأل لوجه الله؟ هل فعلا تريد؟ لو كان فعلا هذا الطالب يسأل لوجه الله ديانة، لتحرّى طريقة السؤال، ومكانه ووقته، حتى يجاب جوابا يتدين لله به أليس كذلك؟

يا اخوتاه لا نجعل أفعال بعض إخواننا سبّة على هذا المنهج الطّاهر النقي. هذه الدعوة المباركة السنيّة السلفية الطّاهرة النقيّة المبرّأة من الأحقاد والضغائن والقلاقل هذه دعوة النبي-صلى الله عليه وسلم-، احفظوها، حافظوا عليها، اتّقوا الله-جل وعلا- فيها، لا تشوّهوها، لا تذمّروا الناس منها، ومن أهلها، اتّقوا الله يا جماعة الخير في هذه الدعوة، لا نكون معاول هدم، نأتي على هذه الدعوة، احترموا هذه الدعوة، قوموا بحقّها، اتّقوا الله في مشايخها، وعلمائها، وطلبة العلم فيها، ما هذا التّناحر والتّدابر!! كأنّه صار عند كثير من الناس الآن سلفي يعني:تناحر يعني تدابر، يعني تنابز يعني كذا، هكذا صارت كثير من الناس من العامة والدهماء، تشوه هذه الد عوة النقية الصافية الرحيمة تشوه في أذهان كثير من الناس بسبب مَن؟! بسبب بعض السفهاء وبعض الرويبضات المنتسبين إليها، صحيح؟! سبحان الله -العلي العظيم- تسمع عجبا وتقرأ عجبا هل هذا من دين الله؟! أقسم بربّ السماء والله وبالله وتالله هذه اليمين المغلظة لا أكفر عنها، والله إنّ هذا ليس من شرع الله، وليس من هدي رسول الله، وليس من الدعوة السلفية في شيء، ولو لبَّست هذا الأمر ألف عباءة، لا يمكن أن يكون هذا من دين الله، اتّقوا الله في أنفسكم يا اخوتاه اتّقوا الله في هذه الدعوة احترموها. أين الرفق؟! أين اللّين؟! أين الرّحمة؟! أين العطف؟! أين نشر المودّة؟! أين نشر المحبّة؟! أين نشر الألفة بين الإخوة بعضهم بعضا؟! أين إظهار بياض هذه الدعوة النقية؟! أين إظهار صفاء هذه الدعوة ووضوحها للناس؟! هل معنى الصفاء والوضوح هو تدمير الغير حتى تتوضّح؟! هل معنى الصفاء والنقاء أن أقتل أخي وأطعن في أخي الذي معي صباح مساء عقيدة ومنهاجا، حتى أقول أنّي من الواضحين، ومن الأنقياء والأصفياء؟! مَن قال هذا؟ لا يقول هذا إلا دسيسة دخيل على الدعوة ليس منها، أجنبي عنها، ما عرفها ولا شم رائحتها.

في زمن من الأزمان ووقت من الأوقات هذه الدعوة المباركة اكتسحت الأرض شرقا وغربا، بفضل الله أوّلا، ثم بتمسّك طلبة العلم والدعاة الذين حملوا هذه الدعوة شرقا وغربا شمالا وجنوبا، لك أن تنظر مثلا، هذا الإمام المحدث مقبل الوادعي -رحمه الله وغفر له- خرج وهو خريج وطالب في الجامعة صحيح، رجع إلى بلده معلما، مبيّنا ناشرا السُّنَّة، مبيّنا للناس، معلما الناس الخير، معتصما بها، معتزا بها، نفع الله به تلك البلاد من أهل بلده ومن غيرها من الأقطار، قد سمعت كلمةً من فم شيخه الإمام المحدث الأـلباني -رحمه الله- من فم الألباني إلى أذني بلا وسيط، وكنت أمام الشيخ وهو يجلس على كرسي وأنا تحته في مجلس جمعنا بالشيخ -رحمه الله- في المدينة المباركة هذه وسأله السائل فقال شيخ: من أي البلاد أنت؟ قال: من اليمن، فقال: كيف الشيخ مقبل؟ فقال: الحمد لله يدرس وذكره، قال: نِعم الشيخ، نِعم الطالب كان، ونِعم الشيخ هو،نعم الطالب كان لمّا كان يدرس، ونِعم الشيخ هو أي الآن.

هذا أنموذج واحد، ومثله كثير طارت الناس في الآفاق بلاد الهند والسند وغير ذلك والباكستان شرق وغرب هذا أنموذج واحد، ومثله كثير طارت الناس في الآفاق بلاد الهند والسند وغير ذلك والباكستان شرق وغرب نشروا هذه الدعوة المباركة، كانوا إذا اجتمعوا في مواسم الحج والعمرة مثلا من هذه البلاد وتلك البلاد كأنهم على قلب رجل واحد يتباحثون ويتدارسون ويتناقلون ويتناقشون، ويقومون على قلب رجل واحد، لا إحن ولا قلاقل ولا فتن، إذا ما سئل الشيخ في المشرق عن شيخ في المغرب ذكر أخاه وأثنى عليه خيرا وعرَّف أهل بلاده به، وهكذا كذلك، وذاك في ذاك.

وهكذا بارك الله فيكم، اكتسحت هذه الدعوة المباركة البلدان لا حدود تمنع ولا جوازات تقطع، صارت وطارت حتى إن بعض الدول اكتسحت الدعوة السلفية كل بيت فيها في الغالب الكثير، قلَّ ويندر أن تجد بيتا لا دعوة فيه للسلفية، ومعظم شباب تلك البلاد في ذلك الزمان كانوا على السُّنَّة وعلى هذه الدعوة المباركة، حتى دخلت الفتنة! ومن تلك البلاد بلاد الجزائر، حتى وقع فيها ما وقع، نعم ونذرَّت هذه الفتن بقرنها وظهرت، ففعلت ما فعلت في أوساط الناس، ولكن ولله الحمد الدعوة فيها، بخير الحمد لله.

المقصد: هكذا كانت الناس، وهكذا كان الأشياخ، والله رأينا وجلسنا وسمعنا من أشياخنا وتربينا على أيديهم، ورأينا كيف كانت الألفة بينهم، جاء من الشرق جاء الغرب من الشمال، من الجنوب، إخوة متحابين وطلبة متآخين على السنة لا شقاق، ولا تمزيق، ولا إغارة صدور.

بل أذكر لكم في مجلس من المجالس لشيخين عظيمين من أشياخنا وهو شيخنا العلامة محمد أمان-رحمه الله- وشيخنا العلامة علي بن سنان-رحمة الله عليهم جميعا-، كنا في مجلس عام، وهذا من يعني تأديب وتربية المشايخ لأبنائهم الطلاب، كان شيخنا -رحمه الله- الشيخ محمد أمان يُعنى بطلابه، وكذلك المشايخ الأخرين، لكنه كان أحيانا يقول يعني في أوقات المناسبات أو وقت يكون مناسب ليس حرا شديدا يقول لو نطلع مع الطلبة والإخوة طلاب الحلقة، يعني للنزهة، فيطلب مني ومن بعض الأخوان أن ننسق، فنخرج يخرجون في البر أو غيره ليس من باب لعب وما أدراك، إنما حتى هذة النزهة والترفيه ترفيه علمي فيه مودة كأب مع أبنائه.

ففي إحدى اللقاءات -بارك الله فيكم- ظهرنا إلى مكان، وأفطرنا سوية، في ذلك المكان مع شيخينا الشيخ محمد أمان والشيخ علي بن سنان -رحمهما الله- والطلبة، قال لي الشيخ شوف طلاب الشيخ علي بن سنان كمان يأتون معنا، طلاب الشيخ علي بن سنان طلاب الشيخ محمد أمان، قالوا صفوا صفين قالوا احنا اثنين، فيعني طلبة موجودين الذين يجلسون إلى هذا ويجلسون إلى هذا وإلى ذلك من مشايخ السنة.

المهم بارك فيكم ظهرنا إلى ذلك المكان وبعد الإفطار كانت يعني جلس يعني عامة هكذا مع الشيخين وثمة بعض الأسئلة المطروحة بأدب واحترام، فسأل سائل وأنا أعلم رأي شيخينا شيخ محمد أمان أعرف رأيه وأعرف رأي الشيخ علي بن سنان في مسألة، وهي مسألة الكلام في مسألة العذر بالجهل، فشيخنا الشيخ محمد أمان ينتصر لها، ويقررها بل من قوة تقرير شيخنا-رحمه الله- إبان دراستنا عليه، وإكثاره من الكلام في هذا يعني عندما تأتي المناسبة، كنت أظن أن الخلاف هي خلاف يعني ضعيف، فكان ينتصر أعرف هذا، وأعرف من شيخنا الشيخ علي بن سنان -رحمه الله- أنه على خلاف هذا القول، أنظر هذا الآن على خلافه.

سأل سائل في المجلس شيخنا الشيخ محمد أمان عن هذه المسألة تعرف حتى من قديم في من يثير الفتن، موجود يعني لا تقل ذاك الوقت كان وقتا طاهرا! لا، فأجاب الشيخ رحمه الله جوابا بما كنا نسمعه في المسجد النبوي وغير ذاك في الدروس، وشيخنا الشيخ علي بن سنان، ساكت ما يتكلم بحرف، أتى على السؤال وأتى على الجواب ثم سؤالات أخرى وكذا سؤال وجه للشيخ علي بن سنان يجاوب، وشيخنا محمد أمان لا يتكلم وهكذا، حتى مضى يعني وقت محدد قام الشيخ محمد يتجول في هذه المزرعة، وقام معه بعض الطلاب استاذن الشيخ علي بقي الشيخ علي قالوا تمشي؟ قال لا أنا أجلس فجلس، فسأل سائل الشيخ علي بن سنان -رحمه الله- سؤالا نفس السؤال ذاك، هذا ما هو سعي فتنة ولا مو سعي فتنة؟ لأنه كان موجودا وسمع الجواب، لكن والله يعلم ما يبيتون.

فسئل الشيخ أجاب بما يعتقد قال له بعد ذلك يا شيخ لما في ذاك الوقت، قال السؤال ما كان وجه لي للشيخ محمد أمان، مو لي وأنا أسكت، شوف الأدب، ما قاطع يا شيخ لا، ولكن ومجادلات ومناكفات، هذا درس عملي بارك الله فيك.

يجلسون ويتناقشون ويتباحثون يرى الشيخ محمد أمان -رحمه الله- الشيخ علي بن سنان من العلماء الذين يُدرس عليهم ويجلس إليهم، وما وصفه بأنه أيش؟ تكفيري، والشيخ علي بن سنان -رحمه الله- يرى أن الشيخ محمدا عالما من علماء السُّنَّة، يجلس إليه، ويدرس عليه ويوصي به ولا يراه مرجئ مرجئيا، واضح؟!

فرق بارك الله فيك هذه موازين أهل العلم هذا الفرق بين أهل العلم وبين أهل الجهل، إلى غير ذلك من الحوادث الكثيرة والشهيرة بارك الله فيكم التي رأيناها وسمعناها. رأينها بأم أعيننا سمعناها بأذاننا، ما حدث مثل هذا الذي يحدث، إلا لازم تقول إلا أمشي إلى بيتك أطرق بابك أيش هذا؟ هذه رحمة؟ ولا صار عذابا حتى إنّ بعض الناس يكتم إيمانه ليدفع الشر عن نفسه، وقالة السوء نسأل الله العافية والسلامة.

على كل حال بارك الله فيكم لماذا أقول راجعوا تراجم العلماء واقرأُوا في سير أئمة السُّنَّة، واعلموا كيف كانوا رحمهم الله، وفي هذه القراءة فوائد عديدة من علم تحصلونه، وأدب تنظرون اليه، ومعاملة يتعامل بها بعضهم مع بعض، كثير من الناس حُرم ما رأى ولا جلس إلى كثير من أولئك العلماء رحم الله الميت وحفظ الحيّ، ولكن لعلك تدرك شيئا من ذلك من بعض الأحياء. نسأل الله أن يحفظهم وتطعِّم بقراءة في تراجم الأئمة رحمة الله على الجميع وفق الله الجميع لما فيه رضاه صلى الله على رسول الله وآله وصحبه وسلم.


الشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري

الوسوم: العقيدة والمنهج

© موقع ميراث الأنبياء 2017 جميع الحقوق محفوظة


https://www.miraath.net/ar/content/%...AC%D8%A7%D9%84






رد مع اقتباس