عرض مشاركة واحدة
  #40  
قديم 21 Dec 2014, 12:27 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

صفة الرحمة
يثبت أهل السنة لله رحمة تليق بجلاله، دل عليها الكتاب و السنة و الإجماع و العقل.
1 _ من الكتاب : و هي متنوعة فتكون :
أ _ بالاسم : كقوله تعالى {و هو الغفور الرحيم} [يونس 107].
ب _ بالصفة : كقوله تعالى {و ربك الغفور ذو الرحمة} [الكهف 58].
ج _ بالفعل : كقوله تعالى {يعذب من يشاء و يرحم من يشاء} [العنكبوت 21].
د _ باسم التفضيل : كقوله تعالى {و هو أرحم الراحمين} [يوسف 92].
2 _ من السنة : و هي متنوعة أيضا فتكون :
أ _ بالاسم : روى البخاري في صحيحه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه : أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال : "قل : اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم".
ب _ بالصفة : روى الحاكم في المستدرك أنس بن مالك رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله رحيم حيي كريم يستحي من عبده أن يرفع إليه يديه، ثم لا يضع فيهما خيرا". صححه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب و الترهيب (1636).
ج _ بالفعل : روى مسلم عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخر الله تسعا وتسعين رحمة، يرحم بها عباده يوم القيامة".
د _ باسم التفضيل : روى البخاري في صحيحه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي، إذا وجدت صبيا في السبي أخذته، فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم : "أترون هذه طارحة ولدها في النار" قلنا : لا، وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال : "لله أرحم بعباده من هذه بولدها".
3 الإجماع : فقد اتفق السلف على إثبات صفة الرحمة لله تعالى إثباتا يلسق به.
4 _ العقل : الخيرات الكثيرة التي أنعم الله بها على عباده، و النقم الكثيرة التي تندفع عنهم بأمر الله، دال على إثبات الرحمة لله تعالى حيث قال عز و جل {فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحي الأرض بعد موتها} [الروم 50]. و هذا يشهد به العام و الخاص.
أقسام رحمة الله تعالى
رحمة الله على قسمين : عامة و خاصة.
1 _ العامة : و هي التي يرحم بها الخلائق كلها : إنسهم و جنهم، صالحهم و فاسدهم، و البهائم أيضا؛ حيث قال ربنا عز و جل {ربنا وسعت كل شيء رحمة و علما} [غافر 7].
2 _ الخاصة : بالمؤمنين دون غيرهم؛ حيث قال تعالى {و كان بالمؤمنين رحيما} [الأحزاب 43].
الفرق بين الرحمة العامة و الخاصة
هناك فوراق بين الرحمة العامة و الخاصة منها :
1 _ رحمة الله بالمؤمنين رحمة إيمانية دينية دنيوية، أما رحمة الكافر فهي رحمة جسدية بدنية دنيوية.
2 _ رحمة الله بالمؤمنين متصلة بالآخرة، أما الكافر فرحمة الله به قاصرة على الدنيا، لا تدركهم يوم القيامة؛ بل يدركهم العدل.
أسباب نيل رحمة الله تعالى
من أسباب نيل رحمة الله تبارك و تعالى :
أ _ الإحسان : قال الله تعالى {إن رحمت الله قريب من المحسنين} [الأعراف 56].
ب _ الإيمان : قال تعالى {و كان بالمؤمنين رحيما} [الأحرزاب 43].
ج _ التقوى : قال تعالى {فسأكتبها للذين يتقون و يؤتون الزكاة و الذين هم بآياتنا يؤمنون} [الأعراف 156].
شبه من أنكر صفة الرحمة و الرد عليها
أنكر الأشاعرة و غيرهم من أهل التعطيل صفة الرحمة، و أولوها بإرادة الإحسان أو بالإحسان، لشبه واهية و هي :
1 _ أن العقل لم يدل عليها.
2 _ أن الرحمة رقة و ضعف للمرحوم، و هذا لا يليق بالله تعالى.
أما الرد على الأولى فيكون من وجهين :
أ _ التسليم : نقول إن كان العقل لم يدل عليها، فإن السمع قد دل عليها، و انتفاء الدليل المعين لا يستلزم انتفاء المدلول، فإن كانت الرحمة لم تثبت العقل فقد ثبتت بالنقل.
ب _ المنع : فالقول بأن العقل لا يدل على الرحمة قول باطل، فإن العقل الصحيح دل عليها و قد تقدم الكلام عن هذا.
و من العجب أنهم أثبتوا صفة الإرادة بالسمع و العقل لأن التخصيص يدل عليها؛ و صفة الرحمة أكثر ذكرا في القرآن، كما أن دليلهم العقلي لا يفهمه إلا الجهابذة من طلبة العلم، بخلاف دليل الرحمة العقلي الذي يفهمه الخاص و العام.
أما الشبهة الثانية فالرد عليها : بأن الرحمة لا تستلزم الرقة و اللين، فنرى الملك ذو السلطان العظيم أقوى الناس و يكون رحيما بهم، و إن صح ادعاؤهم فإنه يكون في المخلوق، أما الخالق عز و جل يرحم مع مع كمال سلطانه و عزته و قوته.

رد مع اقتباس