26 Dec 2013, 11:12 AM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2013
الدولة: الجزائر/المسيلة
المشاركات: 77
|
|
التَّسهيل والتَّكميل للشَّيخ محمَّد سالم ولد عبد الودود رحمه الله
الحمد لله الذي جعل في كل عصر من العصور من يكونون حجة له على عباده من العلماء العاملين والفقهاء الربانيين ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وإمام العلماء ، وعلى آله وصحبه ، ومن اهتدى بهداه إلى يوم النشور .
وبعد إن لإمام المالكية في هذا العصر شيخنا العلاّمة المجتهد المحقِّق محمد سالم بن محمد عليّ بن عبدالودود الهاشميّ الشنقيطيّ رحمه الله تعالى نظماً مطوَّلاً يشتمل على مختصر خليل وحواشيه ، وكل ما يتصل بالفقه المالكيّ .
سماه ((التسهيل والتكميل، نظم مختصر الشيخ خليل)) .
وسمَّى الناظم شرحه عليه بـ (( التذليل والتذييل للتسهيل والتكميل )) .
وقد شرع في نظمه عام 1409 هـ ، وفرغ منه قبيل وفاته عام 1429 هـ ، أي أنه مكث في نظمه عشرين عامًا ، تتخللها أعمال كبيرة تتعلق بمناصبه العليا التي تولاها ، وكثرة أسفاره لحضور المؤتمرات وحضور المجالس العلمية الكثيرة ، وفي هذه المدة كتب شرحه على النظم .
أما عدد أبيات ((التسهيل والتكميل)) فهو كما جاء في المجلد الأول ص (27) (17681) بيتاً وتحت عنوان ((حول الكتاب)) كلام جيد عن هذا النظم الكبير الجامع .
وإليكم ما ورد تحت هذا العنوان ، مما أردت نقله : (( يُعَدُّ كتاب التسهيل والتكميل موسوعة فريدة في الفقه ، جاءت نظماً رائقًا يُفَصِّل القول في موضوعات مختصر خليل بن إسحاق الجنديّ المتوفَّى سنة 776 هـ ، ليقتنيها من أراد الاطلاع على المذهب المالكيّ ، ويحفظها من عَلَت همته ، فتاق إلى استصحاب الأحكام وحفظها عن ظهر قلب ، وقد وضع الشيخ في هذا الكتاب من نفائس الأقوال التي حبَّرتها أقلام علماء مذهب إمام دار الهجرة مالك بن أنس المتوفَّى سنة 176 هـ ، رحمه الله ورضي عنه .
والكتاب يجمع بين نظم سلس يُستطاب حفظه ، ونثر يسهل فهمه ، واشتمل على مباحث لغوية وتنبيهات نحوية وصرفية ، تُقرِّب عباراته وتضيء موضوعاته .
وقد دأب المؤلف رحمه الله ، في العقدين الأخيرين من حياته على مراجعته ، فكان في جل أيامه يعكف عليه يُعَدِّل أو يحذف أو يضيف ، وقد حرص على تدريس الكتاب للمتقدمين في الدراسات الفقيهة من طلابه ، يحفظون المتن ويقفون على التعليقات ، فانتشر بحمد الله ، وكان يُقرئ الكتاب متنًا وتعليقات لبعض الطلبة الذين يتميزون بقدرات خاصة ، فيتوسع في الشرح ويتتبع كل مسألة وكل عبارة وعندما يتقدم أحد الطلاب لدراسة متن آخر ، ويتمنى على الشيخ اتباع الطريقة نفسها يعلق قائلاً : لا يمكن أن أُدرِّس المتون الأخرى بما أدرس به ((التسهيل والتكميل)) من توسُّع واستقصاء للمسائل لأنني أسعى في تدريس هذا الكتاب إلى تنقيحه وتدقيق مسائله ؛ ليخرج للناس بما نرتضيه له من صحة وإتقان وكان آخر ما نقحه منه سبعين صفحة من التعليقات ، أُكمل تبييضها قبل وفاته بأسابيع قليلة)
|