عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 09 May 2010, 10:22 AM
أحمد سالم أحمد سالم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: الجزائري مقيم في فرنسا
المشاركات: 608
افتراضي

تكذيب الألباني وابن باز فيما ادّعاه عليهما سلمان من تأييد الجماعة الإسلامية المسلّحة بالجزائر

--------------------------------------------------------------------------------

نقلاً عن الكتاب القيم "مدارك النظر في السياسة"لصاحبه: عبد المالك رمضاني الجزائري


قد سئل الشيخ نفسه عما يلي

قال السائل: قال بعض الدعاة في شريط له عندنا هنا في السعودية بعنوان » كلمة حق في المسألة الجزائرية «()، قال هذا الداعية إنكم أرسلتم رسالة إلى جبهة الإنقاذ في الجزائر تؤيِّدونها فيما قامت به، وتحثونها على الاستمرار، وأن تلك الرسالة قد قُرئت على الناس في المساجد، وقد كان لها أثر كبير في صفوف جبهة الإنقاذ، فالسؤال: هل هذا حصل منكم، نرجو التوضيح؟
الجواب: " إذا كان هذا الداعية تعرفه فاقرأ عليه قوله تعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِين ءَامَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} إلى آخر الآية، وقال عليه السلام: » بحسْب امريء من الكذب أن يحَدِّث بكل ما سمع «، هذا أولا، ليطلب مِن الذي أخبره بهذا الخبر الزور النصَ الذي أرسلتُه إليهم بخطي، هذا الجواب عما سألتَ ". واقرأ الآن ـ يا سلمان! ـ هذا النص إن لم يسبق لك أن قرأته، ثم ضع فقهك للواقع في ميزان الصائغ، فهل تراه يزن شعرة؟!
‏هذه صورة كلمة الشيخ الألباني التي أرسلها بواسطة ( الفاكس ) إلى جبهة الإنقاذ الجزائرية

نص فاكس الشيخ الألباني إلى جبهة الإنقاذ
الجزائرية
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد؛ فإلى لجنة الدعوة والإرشاد في الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وبعد؛ فقد تلقيت أَصِيلَ هذا اليوم الثلاثاء الموافق للثامن عشر من شهر جمادى الآخرة سنة ( 1412هـ ) رسالتكم المرسلة إليّ بواسطة ( الفاكس ) فقرأتها وعلمتُ ما فيها من الأسئلة المتعلقة بالانتخابات التي قلتم إنها ستجري عندكم يوم الخميس أي بعد غد، ورغبتم مني التعجيل بإرسال أجوبتي عليها، فبادرت إلى كتابتها ليلة الأربعاء لإرسالها إليكم بـ ( الفاكس ) أيضاً صباح هذا اليوم ـ إن شاء الله ـ شاكراً لكم حسن ظنكم بأخيكم وطيب ثنائكم عليه الذي لا يستحقه، سائلا المولى سبحانه وتعالى لكم التوفيق في دعوتكم وإرشادكم.
وإليكم الآن ما يَسَّر الله لي من الإجابة عل أسئلتكم، راجيا من المولى سبحانه وتعالى أن يلهمني السداد والصواب في ذلك:
السؤال الأول: ما الحكم الشرعي في الانتخابات التشريعية ( ما يسمى بالبرلمان ) التي نسعى من خلالها إلى إقامة الدولة الإسلامية، وإقامة الخلافة الراشدة ؟
الجواب : إنّ أسعد ما يكون المسلمون في بلادهم يوم ترفع راية ( لا إله إلا الله ) وأن يكون الحكم فيها بما أنزل الله، وإن مما لا شك فيه أن على المسلمين جميعا ـ كل حسب استطاعته ـ أن يسعوا إلى إقامة الدولة المسلمة التي تحكم بكتاب الله وسنة رسول الله وعلى منهج السلف الصالح، ومن المقطوع به عند كل باحث مسلم أن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا بالعلم النافع والعمل الصالح، وأول ذلك أن يقوم جماعة من العلماء بأمرين هامين جدا:
الأول: تقديم العلم النافع إلى من حولهم من المسلمين، ولا سبيل إلى ذلك إلا بأن يقوموا بتصفية العلم الذي توارثوه مما دخل فيه من الشركيات والوثنيات حتى صار أكثرهم لا يعرفون معنى قولهم :( لا إله إلا الله )، وأن هذه الكلمة الطيبة تستلزم توحيد الله في عبادته تعالى وحده لا شريك له، فلا يستغاث إلا به، ولا يذبح ولا ينذر إلا له، وأن لا يعبدوه تعالى إلا بما شرع الله على لسان رسول الله ، وأن هذا من مستلزمات قولهم: ( محمد رسول الله )، وهذا يقتضيهم أن يُصَفُّوا كتب الفقه مما فيها من الآراء والاجتهادات المخالفة للسنة الصحيحة حتى تكون عبادتهم مقبولة، وذلك يستلزم تصفية السنة مما دخل فيها على مر الأيام من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، كما يستلزم ذلك تصفية السلوك من الانحرافات الموجودة في الطرق الصوفية، والغلو في العبادة والزهد، إلى غير ذلك من الأمور التي تنافي العلم النافع.
والآخر: أن يُرَبُّوا أنفسهم وذويهم ومن حولهم من المسلمين على هذا العلم النافع، ويومئذ يكون علمهم نافعاً وعملهم صالحاً؛ كما قال تعالى:{فمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}، وحينئذٍ إذا قامت جماعة من المسلمين على هذه التصفية والتربية الشرعية فسوف لا تجد فيهم من يختلط عليه الوسيلة الشركية بالوسيلة الشرعية؛ لأنهم يعلمون أن النبي قد جاء بشريعة كاملة بمقاصدها ووسائلها، ومن مقاصدها مثلا النهي عن التشبه بالكفار وتبني وسائلهم ونظمهم التي تتناسب مع تقاليدهم وعاداتهم، ومنها اختيار الحكام والنواب بطريقة الانتخابات، فإن هذه الوسيلة تتناسب مع كفرهم وجهلهم الذي لا يفرق بين الإيمان والكفر ولا بين الصالح والطالح ولا بين الذكر والأنثى؛ وربنا يقول:{أَفَنَجْعلُ المُسْلِمِينَ كَالمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمون} ويقول:{ولَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى}.
وكذلك يعلمون أن النبي إنما بدأ بإقامة الدولة المسلمة بالدعوة إلى التوحيد والتحذير من عبادة الطواغيت وتربية من يستجيب لدعوته على الأحكام الشرعيةحتى صاروا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى كما جاء في الحديث الصحيح، ولم يكن فيهم من يُصِرُّ على ارتكاب الموبقات والربا والزنا والسرقات إلا ما ندر.
فمن كان يريد أن يقيم الدولة المسلمة حقا لا يُكتِّل الناس ولا يجمعهم على ما بينهم من خلاف فكري وتربوي كما هو شأن الأحزاب الإسلامية المعروفة اليوم، بل لا بد من توحيد أفكارهم ومفاهيمهم على الأصول الإسلامية الصحيحة: الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح كما تقدم، {ويَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُون بِنَصْرِ الله}، فمن أعرض عن هذا المنهج في إقامة الدولة المسلمة وسلك سبيل الكفار في إقامة دولتهم فإنما هو ( كالمستجير بالرمضاء من النار )! وحسبه خطأ ـ إن لم أقل: إثماً ـ أنه خالف هديه e ولم يتخذه أسوة والله تعالى يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ وذَكَرَ اللهَ كَثِيراً}.
السؤال الثاني: ما الحكم الشرعي في النصرة والتأييد المتعلقين بالمسألة المشار إليها سابقاً ( الانتخابات التشريعية )؟
الجواب : في الوقت الذي لا ننصح أحدا من إخواننا المسلمين أن يرشِّح نفسه ليكون نائبا في برلمان لا يحكم بما أنزل الله، وإن كان قد نص في دستوره (دين الدولة الإسلام) فإن هذا النص قد ثبت عمليا أنه وضع لتخدير أعضاء النواب الطيِّبي القلوب!! ذلك لأنه لا يستطيع أن يغيِّر شيئاً من مواد الدستور المخالفة للإسلام، كما ثبت عمليا في بعض البلاد التي في دستورها النص المذكور.
هذا إن لم يتورط مع الزمن أن يُقر بعض الأحكام المخالفة للإسلام بدعوى أن الوقت لم يحن بعدُ لتغييرها كما رأينا في بعض البلاد؛ يُغَيرِّ النائب زيّه الإسلامي، ويتزيّا بالزي الغربي مسايرة منه لسائر النواب! فدخل البرلمان ليُصْلِح غيره فأفسد نفسه، وأوَّل الغيث قطرٌ ثم ينهمر! لذلك فنحن لا ننصح أحدا أن يرشح نفسه؛ ولكن لا أرى ما يمنع الشعب المسلم إذا كان في المرشَّحين من يعادي الإسلام وفيهم مرشَّحون إسلاميون من أحزاب مختلفة المناهج، فننصح ـ والحالة هذه ـ كل مسلم أن ينتخب من الإسلاميين فقط ومن هو أقرب إلى المنهج العلمي الصحيح الذي تقدم بيانه.
أقول هذا ـ وإن كنت أعتقد أن هذا الترشيح والانتخاب لا يحقق الهدف المنشود كما تقدم بيانه ـ من باب تقليل الشر، أو من باب دفع المفسدةالكبرى بالمفسدة الصغرى كما يقول الفقهاء.
السؤال الثالث : حكم خروج النساء للانتخابات ؟
الجواب : يجوز لهن الخروج بالشرط المعروف في حقهن وهو أن يتجلببن الجلباب الشرعي، وأن لا يختلطن بالرجال، هذا أولا.
ثمَّ أن ينتخبن من هو الأقرب إلى المنهج العلمي الصحيح من باب دفع المفسدة الكبرى بالصغرى كما تقدم.
السؤال الرابع : الأحكام الشرعية المتعلقة بأنماط العمل الشرعي في ( البرلمان ) ورجالاته ؟
الجواب :فنقول: هذا سؤال غامض مرادكم منه غير ظاهر لنا، ذلك لأن المفروض أن النائب المسلم لا بد أن يكون عالما بالأحكام الشرعية على اختلاف أشكالها وأنواعها، فإذا ما طرح أمر ما على بساطِ البحث فلا بد أن يوزن بميزان الشرع، فما وافق الشرع أيده وإلا رفضه؛ كالثقة بالحكومة، والقَسَم على تأييد الدستور ونحو ذلك !!
وأما رجالات البرلمان! فلعلكم تعنون: ما موقف النواب الإسلاميين من رجالات البرلمان الآخرين؟ فإن كان ذلك مرادكم فلا شك أنه يجب على المسلمين نوابا وناخبين أن يكونوا مع من كان منهم على الحق كما قال رب العالمين:{وكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}.
وأما السؤال الخامس والسادس : فجوابهما يُفهم مما تقدم من الأجوبة.
ونضيف إلى ذلك أن لا يكون همُّكم ـ معشر الجبهة الإسلامية! ـ الوصول إلى الحكم قبل أن يصبح الشعب مهيَّئًا لقبول الحكم بالإسلام، ولا يكون ذلك إلا بفتح المعاهد والمدارس التي يتعلم فيها الشعب أحكام دينه على الوجه الصحيح ويربَّى على العمل بها ولا يكون فيهم اختلاف جذري ينشأ منه التحزب والتفرق كما هو الواقع الآن مع الأسف في الأفغان، ولذلك قال ربنا في القرآن : {ولاَ تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ. مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُون}، وقال رسول الله e: » لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا إخوانا كما أمركم الله « رواه مسلم.
فعليكم إذن بالتصفية والتربية، بالتأني؛ فإن » التأني من الرحمن والعجلة من الشيطان «، كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام، ولذلك قيل: من استعجل الشيئ قبل أوانه ابتلي بحرمانه، ومن رأى العبرة بغيره فليعتبر، فقد جرب بعض الإسلاميين من قبلكم في غير ما بلد إسلامي الدخول في البرلمان بقصد إقامة دولة الإسلام، فلم يرجعوا من ذلك ولا بخفي حنين ! ذلك لأنهم لم يعملوا بالحكمة القائلة : " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم "، وهكذا كما قال :» إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم « رواه مسلم.
فالله سبحانه وتعالى أسأل أن يلهمنا رشدنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، ويهدينا للعمل بشرعةِ ربنا، متبعين في ذلك سنة نبينا ومنهج سلفنا، فإن الخير كله في الاتباع والشر كله في الابتداع، وأن يفرج عنا ما أهمَّنا وأغمَّنا وأن ينصرنا على من عادانا، إنه سميع مجيب.
عمان صباح الأربعاء 19 جمادى الآخرة سنة 1412هـ.
وكتب
محمد ناصر الدين الألباني أبو عبد الرحمن.
أقول: فالصدقَ الصدقَ ـ يا سلمان! ـ قبل يوم تعذر الاعتذار، قَالَ الله تعالى: {هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِيَن صِدْقُهُم}.
قال سلمان: " وكذلك اجتمعنا مع سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز منذ زمن ـ مِن منذ نحو شهرين، وكان الشيخ متعاطفاً معهم، وحدثنا أنّه يهمُّ بإرسال رسالة إليهم لتأييدهم والدّعاء لهم، ودعوة المسلمين إلى تأييدهم، وذلك قبل أن يجري ما جرى، ولكنّني علمتُ فيما بعد أنّ الشيخ لم يفعل ذلك لبعض الأسباب الخاصة ".
النقد: إنّ ما نقلته عن الشيخ هنا لا يستدعي النّقد؛ لأنك نقضت أوّله بآخره فلم تأت بشيءٍ، وأستدرك هنا فأقول: لم تأت بشيءٍ من العلم، وإلا فقد أتيت عظائم، لأنك تنسب ما لا حقيقة له إلى العلماء، وأيّ علماء! لا تُغْفِل ـ يا سلمان! ـ أنك تتحدّث عمن حمى الله بهم دعوة السّلف؛ لا تُغفِل ـ ياسلمان! ـ أنك تتحدّث عمن لا يُعرف لهم نظير في العالم الإسلامي؛ لا تُغفِل ـ يا سلمان! ـ أنك تخبر عمّن قيّض الله لفتاواهم نقلة أمناء، ينفون عنهم تزوير المزوِّرين، وتحريف الغالين.
لو رأيتنا ـ ياسلمان! ـ ونحن نتردد على الشيخ العلاّمة عبد العزيز بن باز ـ حفظه الله ـ ثلاث مرّات؛ نسأله عن أوضاع الجزائر، وفي كل مرّة لا يزيد على قوله: " الله أعلم، حتى تنظر اللجنة الدّائمة للإفتاء ".
قلت: الله أكبر! هذا ورع مفتي المسلمين، بل هذا هو العلم، قال ابن مسعود: " ياأيّها الناس! اتقوا الله، مَن عَلِم منكم شيئاً فليقل به، ومن لم يعلم، فليقل: الله أعلم، فإنّ من العلم أن يقول الرجل لِما لا يعلم: الله أعلم، فإنّ الله تعالى قال لنبيِّكم : {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ المُتَكَلِفِين} ".
ثم أبى الله U إلا أن يتم نوره ولو كره المهرِّجون، وكما بينت آنفاً تكذيب العلامة الألباني لما نُسِب إليه، أبيّن الآن تكذيب الشيخ ابن باز لِما نسبه إليه سلمان؛ فقد سئل بمكة يوم (26) من ذي الحجة (1414هـ) ـ وهو مسجل في التوعية الإسلامية ـ عمّا يأتي:
السؤال الأول:
الجماعة الإسلامية المسلّحة بالجزائر قَوَّلَتْكم أنكم تؤيّدون ما تقوم به من اغتيالات للشرطة وحمل السّلاح عموما، هل هذا صحيح؟ وما حكم فعلهم مع ذكر ما أمكن من الأدلّة جزاكم الله خيرا؟
الجواب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز:
" بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلّى الله وسلّم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:
فقد نصحنا إخواننا جميعا في كل مكان ـ أعني الدّعاة ـ نصحناهم أن يكونوا على علم وعلى بصيرة وأن ينصحوا الناس بالعبارات الحسنة والأسلوب الحسن والموعظة الحسنة وأن يجادلوا بالتي هي أحسن، عملا بقول الله سبحانه: {ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وجَادِلْهُم بِالَّتي هِيَ أَحْسَنُ}، وقوله سبحانه: {ولا تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتي هِيَ أَحْسَنُ إلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُم}، فالله جلّ وعلا أمر العباد بالدعوة إلى الله وأرشدهم إلى الطريقة الحكيمة، وهي الدعوة إلى الله بالحكمة يعني بالعلم: قال الله، قال رسوله، وبالموعظة الحسنة وجدالهم بالتي هي أحسن، عند الشّبهة يحصل الجدال بالتي هي أحسن والأسلوب الحسن حتى تزول الشّبهة.
وإن كان أحد من الدّعاة في الجزائر قال عنّي: قلت لهم: يغتالون الشّرطة أو يستعملون السّلاح في الدعوة إلى الله هذا غلط ليس بصحيح بل هو كذب، إنما تكون الدعوة بالأسلوب الحسن: قال الله، قال رسوله، بالتّذكير والوعظ والتّرغيب والتّرهيب، هكذا الدعوة إلى الله كما كان النبي وأصحابه في مكّة المكرمة قبل أن يكون لهم سلطان، ما كانوا يدعون الناس بالسّلاح، يدعون الناس بالآيات القرآنية والكلام الطيّب والأسلوب الحسن لأنّ هذا أقرب إلى الصّلاح وأقرب إلى قبول الحق، أما الدعوة بالاغتيالات أو بالقتل أو بالضرب فليس هذا من سنّة النبي ولا من سنّة أصحابه، لكن لمّا ولاّه الله المدينة وانتقل إليها مهاجرا كان السّلطان له في المدينة وشرع الله الجهاد وإقامة الحدود، جاهد عليه الصلاة والسلام المشركين وأقام الحدود بعد ما أمر الله بذلك.
فالدّعاة إلى الله عليهم أن يدعوا إلى الله بالأسلوب الحسن: بالآيات القرآنية والأحاديث النّبوية، وإذ لم تُجدِ الدعوة رفعوا الأمر للسّلطان ونصحوا للسّلطان حتى ينفّذ، السّلطان هو الذي ينفّذ، يرفعون الأمر إليه فينصحونه بأنّ الواجب كذا والواجب كذا حتى يحصل التّعاون بين العلماء وبين الرؤساء من الملوك والأمراء ورؤساء الجمهوريّات، الدّعاة يرفعون الأمر إليهم في الأشياء التي تحتاج إلى فعل: إلى سجن، إلى قتل، إلى إقامة حدّ، وينصحون ولاة الأمور ويوجّهونهم إلى الخير بالأسلوب الحسن والكلام الطيّب، ولهذا قال جلّ وعلا: {ولاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتابِ إلاَّ بِالَّتي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُم}، فلو ظلم أحد من أهل الكتاب أو غيرهم فعلى وليّ الأمر أن يعامله بما يستحق، أما الدّعاة إلى الله فعليهم بالرّفق والحكمة لقول النبي : " إنّ الرّفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا يُنزَع من شيء إلا شانه «، ويقول عليه الصلاة والسلام: » مَن يُحْرَم الرّفق يحرم الخير كله «، فعليهم أن يَعِظوا الناس ويذكّروهم بالعذاب والأحاديث ومن كان عنده شبهة يجادلونه بالتي هي أحسن: الآية معناها كذا، الحديث معناه كذا، قال الله كذا، قال رسوله كذا، حتى تزول الشّبهة وحتى يظهر الحق. هذا هو الواجب على إخواننا في الجزائر وفي غير الجزائر، فالواجب عليهم أن يسلكوا مسلك الرسول عليه الصلاة والسلام حين كان في مكّة والصّحابة كذلك، بالكلام الطيّب والأسلوب الحسن؛ لأنّ السلطان ليس لهم الآن لغيرهم، وعليهم أن يناصحوا السلطان والمسؤولين بالحكمة والكلام الطيب والزّيارات بالنيّة الطيبة حتى يتعاونوا على إقامة أمر الله في أرض الله، وحتى يتعاون الجميع في ردع المجرم وإقامة الحق؛ فالأمراء والرّؤساء عليهم التّنفيذ، والعلماء والدّعاة إلى الله عليهم النصيحة والبلاغ والبيان. نسأل الله للجميع الهداية ".
السؤال الثاني:
قامت الجماعة الإسلامية المسلّحة بتهديد أئمّة وزارة الشّئون الدينيّة بالجزائر، الذين لا يصرّحون بسبّ الحكّام على المنابر؛ إمّا توقيف صلاة الجماعة والجمعة وإمّا القتل بحجّة أنّه موظّف لدى الطّواغيت، وقد نفّذوا القتل في مجموعة من الأئمّة الذين لم يستجيبوا لهم كما تعطّلت صلاة الجماعة في بعض المدن فما حكم هذا الفعل؟
الجواب: " ما يصلح هذا! هذا أيضا غلط، هذا ما يصلح! الواجب على الدّعاة أن ينصحوا الناس بالكلام الطيب ينصحوا الخطباء وينصحوا الأئمّة حتى يستعملوا ما شرع الله، أما سبّ الأمراء على المنابر فليس من العلاج، فالعلاج الدّعاء لهم بالهداية والتّوفيق وصلاح النّيّة والعمل وصلاح البطانة، هذا هو العلاج،لأنّ سبّهم لا يزيدهم إلا شرّا، لا يزيدهم خيرا، سبّهم ليس من المصلحة، ولكن يُدعَى لهم بالهداية والتّوفيق والصّلاح حتى يقيموا أمر الله في أرض الله وأنّ الله يصلح لهم البطانة أو يبدلهم بخير منهم إذا أبوا، أن يصلحهم أو يبدلهم بخير منهم، أما سبّهم ولعنهم أو سب الشّرطة أو لعنهم أو ضربهم أو ضرب الخطباء كل هذا ليس من الإسلام. الواجب النصيحة والبلاغ والبيان قال الله جلّ وعلا: {هذا بَلاَغٌ لِلنَّاسِ}، فالقرآن بلاغ والسنة بلاغ، قال جلّ وعلا: {وأُوحِيَ إليّ هذا القرءانُ لأُنْذِرَكم به ومَن بَلَغ}، قال جلّ وعلا: {وأَنذِرِ الناّسَ}، {إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ واللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ}، فالعلماء هم خلفاء الرّسل، ينذرون الناس و يحذّرونهم من عقاب الله ويرشدونهم إلى طاعة الله ويأمرونهم بتقوى الله ويحذّرونهم من معاصي الله، وينصحون ولاة الأمور من الأمراء وغيرهم، ينصحونهم، يوجّهونهم إلى الخير ويدعون لهم بالهداية لأنّ هذا أقرب إلى النّجاح وأقرب إلى الخير حتى تنتشر الدعوة، وحتى يتفقّه الناس في الدين، وحتى يعلموا أحكام الله، أما إذا عوملوا بالضّرب أو بالوعيد للخطباء وغيرهم كان هذا من أسباب ظهور الشّرّ وكثرة الشّرّ وقلّة الخير. لا حول ولا قوّة إلا بالله. نعم؟ ".
السؤال الثّالث:
كما قامت هذه الجماعة بقتل بعض النساء اللاّئي أبين ارتداء الحجاب، فهل يسوغ لهم هذا؟
الجواب: " هذا أيضا غلط، لا يسوغ لهم هذا، الواجب النصيحة، النصيحة للنّساء حتى يحتجبن والنصيحة لمن ترك الصلاة حتى يصلّي، والنصيحة لمن يأكل الرّبا حتى يدع الرّبا، والنصيحة لمن يتعاطى الزّنى حتى يدع الزّنى، والنصيحة لمن يتعاطى شرب الخمر حتى يدع شرب الخمر، كل يُنصح، ينصحون: قال الله وقال رسوله: بالآيات القرآنيّة والأحاديث النبوية، ويحذّرونهم من غضب الله ومن عذاب يوم القيامة، أما الضّرب أو القتل أو غير ذلك من أنواع الأذى فلا يصلح للدّعاة، هذا ينفّر من الدعوة، ولكن على الدّعاة أن يتحلّوا بالحلم والصبر والتّحمّل والكلام الطيب في المساجد وفي غيرها حتى يكثر أهل الخير ويقلّ أهل الشّرّ، حتى ينتفع الناس بالدعوة ويستجيبوا ".
السؤال الأخير:
يا شيخ! سؤال أخير ـ بارك الله فيكم ـ: لعلّ بعض الإخوة ممّن يميل إلى السلفية ويحبّ العلماء يصغي إلى كلام العلماء، فماذا تنصحون من تورّط في هذه الاغتيالات أو شيء من هذا يا شيخ؟
الجواب: " أنصحهم بالتوبة إلى الله وأن يلتزموا الطريقة التي سار عليها السّلف الصّالح بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، الله يقول: {ومَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّن دَعَا إلى اللهِ وعَمِلَ صَالِحاً}، فلا يوَرّطون أنفسهم في أعمال تسبّب التّضييق على الدعوة وإيذاء الدّعاة
وقلّة العلم، لكن إذا كانت الدعوة بالكلام الطيب والأسلوب الحسن
كثر الدّعاة وانتفع الناس بهم، وسمعوا كلامهم واستفادوا منهم وحصل
في المساجد وفي غير المساجد الحلقات العلميّة والمواعظ الكثيرة حتى ينتفع النّاس.
الله يهدي الجميع، نسأل الله للجميع الهداية والتّوفيق " اهـ.
قال سلمان: " والجبهة في حقيقة الأمر ما كانت مؤيّدة للعراق!! "‍.
النقد: قال الله تعالى: {ولاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْئُولاً}.
أما سمعت أو رأيت في الرّائي والجرائد الكثيرة علي بن حاج في بدلة عسكريّة إفرنجيّة ومعه محمد سعيد والهاشمي سحنوني وغيرهم، يسوقون قطيعاً كبيراً من الأتباع الحاملين العَلَم العراقي متوجّهين إلى وزارة الدّفاع بالجزائر، طالبين السّلاح للقتال مع العراق؟! رافعين أصواتَهم بهتافات السّبّ للسّعوديّة والكويت؟! ومنهم من كان يَحمل صورة الخميني؟!!
أما سمعت بالجيش الغفير الذي بعثته جبهة الإنقاذ إلى العراق للجهاد تحت راية صدّام؟ لم أكن أدري ـ يا سلمان! ـ أنّ غفلتك عن واقع الجزائر بلغت بك هذا الحدّ! أما تدري أنّ هذا الجيش ـ عند مروره بالأردن ـ صلّى الجمعة بمسجد خطب فيه أسعد التّميمي ووصف يومها الشيخ ابن باز في خطبة ناريّة تهجّميّة بأعمى البصر والبصيرة، بل بالكفر المخرج من الملّة بزعم موالاة الكفار؟! ولم ينكر ذلك أحد بتصريح أو كتابة .. لا النّاطق الرّسمي للجبهة ولا نائبه! بل تغدّى جمع من ( الجيش الإسلامي! ) عنده في انبساط وغرور كبير، ووقع في تلك الغزوة!! من منكرات سرقات الأموال وغيرها ما لا أحبّ ذكره. أخبرنا به أعضاء الجبهة أنفسهم حين تنبّهوا، وهو خبر متواتر بالجزائر، على الرغم من تواصي مسئوليهم بالكتمان.
أما سمعت ـ يا سلمان! ـ خطبة علي بن حاج في أوّل جمعة ألقاها بعد رجوعه من رحلته هذه ـ أيّام الاحتلال العراقي للكويت ـ في مسجد السنة بباب الوادي، وأوّل درس ألقاه في اليوم نفسه بين المغرب والعشاء في مسجد الشّافعي بالحرّاش بالجزائر العاصمة؟ لقد وصف مشايخ السّعوديّة ـ بدون استثناء ـ بعلماء البلاط، ولعلّه نسي أن يستثنيك منهم فاعذره !! وقال مخاطبا لهم بلهجة شديدة ـ ما معناه ـ: " أنتم تتورّعون من التّكفير لأنكم تزعمون أنكم أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فلماذا في قضيّة الخليج صرتم تكفّرون صدّاما؟! "، وقنت في صلاة الجمعة ودعا فيها للعراق بالنصر، ودعا على آل صباح وآل سعود بالهلكة، وكان من دعائه المسجوع: اللهم عليك باليهود، وآل سعود!! وبكى بكاءً شديدا، تحوّل فيه المسجدكله إلى نحيب وعويل، أشدّ ممّا عرف عن الشّيعة عند حسيْنيّاتهم، كل هذا مسجّل في أشرطة يوزّعونها.
وقال في الشّريط نفسه: " عندي حلّ: في هذا الحجّ نمشي جميعاً إلى البيت الحرام ونعتصم به فلا نخرج حتى تخرج أمريكا من الخليج وآلُ سعود!! " أو كلمة نحوها، وكذَب عندها على الشيخ الألباني حين نسب إليه تراجعاً عن فتياه في قضيّة الخليج، وأنّ الشيخ الآن يرى وجوب الخروج إلى العراق لنصرتهم، وأطلق الأمر هكذا ليوهم أنه ناقش الشيخ حتى أقنعه بوجوب القتال مع العراق! فكيف إذا جمعك الله به عنده {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}؟
ثم ساق قطعانه إلى العراق بهذا التّمويه، الذي كان من أكبر أسباب نفير كثير من السلفيين معه استبعاداً منهم لكذبه، قال الله: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ ونَجْوَاهُمْ وأَنَّ اللهَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ}!
وأزيدك علماً بأنّ خطبته هذه نقلت مباشرة بالتّلفزيون العراقيّ وفيها شبّه ابن حاج صدّاماً بخالد بن الوليد! {فإنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ ولَكِن تَعْمَى القُلُوبُ الَّتي في الصُّدُورِ}.
فهل فقهت هذا الواقع يا سلمان؟

من كتاب مدارك النظر في السياسة