عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 08 May 2010, 11:45 AM
أحمد سالم أحمد سالم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: الجزائري مقيم في فرنسا
المشاركات: 608
افتراضي

الأَقْوَالُ الشَّرْعِيَّة حَوْلَ مَا حَدَثَ فِي الجَزَائِرِ مِنْ أَفْعَالٍ إِجْرَامِيَّة
للشيخ الفاضل الدكتور محمد بن هادي المدخلي - حفظه الله تعالى -



بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة حول الأحداث التي وقعت في الجزائر من أعمال إجرامية تبناها جماعة من الخوارج
نسبوا أعمالهم إلى الجهاد في سبيل الله
فما قولكم في ذلك فضيلة الشيخ ؟


www.salafiduroos.net/MohammedHadi.mp3


تفريغ الكلمة :

الشيخ: نعم
المتصل: نستأذنكم في التسجيل يا شيخ.
الشيخ: من أنت؟
المتصل: شباب من الجزائر، يا شيخ.
الشيخ: طيب، نعم، في ماذا؟
المتصل: كلمة حول الأحداث التي وقعت في الجزائر من أعمال إجرامية تبناها جماعة من الخوارج، نسبوا أعمالهم إلى الجهاد في سبيل الله، فما قولكم في ذلك فضيلة الشيخ؟
الشيخ: من هم الجماعة هؤلاء؟
المتصل: هؤلاء الجماعة ينتسبون إلى تنظيم القاعدة يا شيخ.
الشيخ: التنظيم هذا الذي هم فيه من هم؟ هذه الجماعة التي قامت بهذه الأعمال من هي من الجماعات في الجزائر؟
المتصل: هي -يعني- تسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال.
الشيخ: إي نعم، قل هكذا حتى يتبين الأمر الله يبارك فيك.
المتصل: إيه نعم نعم يا شيخ، تفضل بارك الله فيك يا شيخ.
الشيخ: حياكم الله.
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وليّ الصالحين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن الله جل وعلا قد أنعم علينا بنعم عظيمة، ومنها، بل أعظمها على الإطلاق نعمة الإسلام والإيمان، وهذه النعمة التي امتنّ بها علينا ببعثة نبيه صلى الله عليه وسلم رسولا من أنفسنا نعرفه ونعرف نسبه وحسبه وصدقه وأمانته عليه الصلاة والسلام، بعثه الله في هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس، فأمر عليه الصلاة والسلام بتوحيد الله وعبادته وطاعته، وأمر بكل معروف ونهى عن كل منكر، وأكبر المنكرات الشرك بالله تبارك وتعالى؛ بعد ذلك امتنّ الله سبحانه وتعالى علينا بالائتلاف على هذا الدين، قال جل وعلا: "هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ"، فألف الله سبحانه وتعالى بين القلوب بهذا الدين الذي جاء به هذا النبي العظيم الخاتم صلى الله عليه وسلم؛ والله جل وعلا قد نهانا وأمرنا، فأمرنا باتباعه صلى الله عليه وسلم، فلا خير إلا وقد بيّنه لنا، ولا شر إلا وقد بيّنه له صلوات الله وسلامه عليه، بل كما قال أبو ذر رضي الله عنه: "لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما خرج طائر يقلّب جناحيه في السماء إلا وكان أخبرنا منه خبرا -أو قال: أعطانا منه علما-"؛ ومما جاء في هذا النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب الله تبارك وتعالى الذي أنزله الله عليه وفي سنة النبي النهي عن الفساد والإفساد، قال الله جل وعلا: "وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا"، فأمرنا بأن نصلح ونهانا عن الإفساد، فنهيه لنا عن الإفساد باللفظ الصريح هذا واضح، ومفهوم المخالفة أن نركب الصلاح والإصلاح وأن نأتي ما يَصلُح ويُصلِح؛ الإفساد في الأرض إنما هو من طبائع اليهود ومن أخلاقهم الخبيثة كما قصّ الله سبحانه وتعالى عنهم ذلك في كتابه العزيز فقال جل وعلا: "وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً"، وأخبر عنهم أنهم كلما هدأت فتنة أقاموا أخرى، قال جل وعلا: "كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ"، فإقامة الحروب بغير موجب في الأرض هذا من فعل اليهود ومن خصالهم الخبيثة اللعينة، لأنهم متعطشون إلى سفك الدماء المحرمة التي حفظها الله جل وعلا إما بالإسلام وإما بالعهود والمواثيق التي يبرهما على الإسلام، مع من؟ مع غيرهم من الكفار؛ فالواجب على المسلم الذي يخاف الله ويتّقيه أن يسلك طريق الإصلاح وعمارة الأرض بالخير وأن يبتعد عن صفات هؤلاء المفسدين الذين ذمّهم الله جل وعلا بأقبح ذم ووصفهم بهذا الوصف القبيح: أنهم يشعلون نيران الفتن ويسعون في الأرض بالفساد، فمن اقتفى أثرهم فهو على سيرهم وعلى طريقتهم، والنبي صلى الله عليه وسلم قد حذّر من القتل واللهُ جل وعلا قبل ذلك في كتابه، قال جل وعلا: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ" فماذا يريدون؟"وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً"، فغضب من الله تبارك وتعالى ولعن وعذاب والجزاء في جهنم نسأل الله العافية والسلامة؛ فهؤلاء الذين يتعمدون قتل الأبرياء من المسلمين الذي حرم الله دمائهم ويتعمدون قتل الأبرياء أيضا من المعاهدين الذين أعطاهم المسلمين العهود والمواثيق، هؤلاء يسعون في الأرض فسادا، وليسوا على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم، بل رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في قصة عمرو بن أمية الضبي رضي الله عنه لما قتل أقواما قد عاهدهم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو لا يعلم بذلك، وداهم النبي صلى الله عليه وسلم ودفع ديتهم ولام عمرو بن أمية رضي الله تعالى عنه، فكيف بهؤلاء الذين يفعلون هذا الفعل المنكر إذ يقتّلون أبناءهم وإخوانهم وأقاربهم وذويهم، "لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً" هؤلاء يرتكبون أخبث الطرائق، وهؤلاء دين الله منهم بريء، وطريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله تعالى عنهم بريئة من هؤلاء كل البراءة، هؤلاء منتسبون لطريق الخوارج وهم خوارج ... لا يرضون بهذا الاسم، وهم كذابون أفاكون دجالون في انتسابهم إلى السلف، وهم في الحقيقة سلفهم الخوارج، أما أئمة الهدى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين فهم برآء منهم كل البراءة، فسلف هؤلاء في المفسدين الخوارج، والله جل وعلا قد حذّر من طريقة هؤلاء وبيّن جزاءهم العظيم في كتابه، هؤلاء المفسدون إن قاموا بحرابة وإن قاموا بتكفير، إن كفروا المسلمين فهم خوارج، وإن لم يكفروهم فهم محاربون مفسدون في الأرض، قال الله تعالى: "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"، فهؤلاء إذا لم يكونوا من الخوارج فهم من المحاربين أهل الحرابة، هذا أقل أحوالهم، وهذا الحكم الشرعي فيهم، أما إذا نظرت إلى مقالات هؤلاء الكذبة الفجرة، فإنك تجدهم خوارج ولا يشك في هذا من آتاه الله شيئا من علم وشيئا من عقل، فالواجب علينا جميعا أن نحذّر من هؤلاء وأن نقف في وجوههم، لأن هؤلاء يريدون إزالة الخير من بلاد الإسلام والمسلمين، وهؤلاء يسيئون إلى الإسلام ويسيئون إلى أهله ويسيئون إلى سمعة الإسلام ويسيئون إلى سمعة المسلمين، نسأل الله جل وعلا أن يقطع دابرهم، والنبي صلى الله عليه وسلم قد حذّر منهم وأخبر أنهم: "كلما قطع منهم سرب خرج سرب آخر حتى يخرج في أعراضهم الدجال"، هذا ابتلاء من الله تبارك وتعالى لعباده المؤمنين بمثل هؤلاء الفاسقين، فالواجب علينا جميعا أن نحذّر الناس منهم ومن طريقتهم، وهؤلاء الجماعة "جماعة حطاب" التي تزعم زورا وبهتانا أنها سلفية وهم كاذبون والله، قد أرسلنا عدة رسائل مع الإخوان، ومرة من المرات سجلنا لهم تسجيلا وطالبناهم فيه بالتوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى وحقن دماء المسلمين ويتّقوا الله في أنفسهم، فما سمعنا لهم تراجعا، ما نسمع إلا الازدياد في الشر نسأل الله العافية والسلامة، فنحن نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقطع دابرهم وأن يكسر شوكتهم وأن يستأصل شأفتهم، وأن يعين إخواننا المسلمين في بلاد الجزائر على الإحاطة بهم وأخذهم الأخذ الذي لا هوادة فيه حتى تستريح منهم البلاد ويرتاح منهم العباد، و... سمعة الإسلام منهم ومن أمثالهم، فلا هم ولا تنظيم القاعدة عن الخير القائمة والنشيطة في الشر، هؤلاء كلهم شر على الإسلام والمسلمين، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لمن مات على أيديهم من المسلمين وأن يعين المسلمين عليهم وأن يظهرهم عليهم وأن يقطع دابرهم وأن يكسر شوكتهم، والذي أحثّ عليه إخواني في الجزائر أن يبيّنوا عوار هؤلاء بكل ما يستطيعون، طالب العلم يبيّنه بالعلم ويظهره، والعامّي يساعد في نشر هذا العلم بنشر الشريط والكتاب الذي يقطع مثل هؤلاء المفسدين الذين يسعون في الأرض بالفساد ولا يصلحون نسأل الله العافية والسلامة، فيجب علينا جميعا أن نتعاون في كشف باطل هؤلاء، سواء كانوا في الجزائر أو في السعودية أو في المغرب أو في أي بلد كان، فإن هؤلاء مجرمون يسيئون إلى أهل الإسلام عموما ويسيئون إلى دين الله وإلى شرعه الحنيف المطهّر، فالواجب علينا أن نساعد وأن نبادر في كشف هؤلاء وأن نعين على أن نمكّن منهم، نعين على الأسباب التي تمكن منهم، ومن ذلك إعانة الحكومات المسلمة القائمة في بلدان المسلمين على مثل هؤلاء والتآزر معها وشدّ الأزر بالكلمة توحيد الكلمة وشد الصف حتى يقوى أهل الإسلام ويظهروا على هؤلاء المجرمين الآثمين فيدفعوهم وينحروهم ويقطعوا دابرهم، فنسأل الله سبحانه وتعالى لنا ولكم ذلك، نسأل الله جل وعلا أن يجعلنا وإياكم جميعا من أنصار دينه ومن حملة كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن الدعاة إليهما، كما نسأله سبحانه وتعالى أن يثبّتنا وإياكم جميعا على الحق حتى نلقاه وأن يعين المسلمين على أعدائهم وخاصة هؤلاء الأعداء الذين هم في الداخل الذين يتربصون بأهل الإسلام الدوائر، كما أسأله سبحانه وتعالى أن يصلح أحوال المسلمين جميعا حكاما ومحكومين، وأن يوفق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتحكيم شرعه في بلدان المسلمين، إنه وليّ ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المتصل: أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ، ونستسمحكم في سؤالين في نفس الموضوع إذا أمكن؟
الشيخ: نعم.
المتصل: يوجد بعض الأشخاص يروجون لأصحاب الفكر الثوري ويتبنّون منهجهم وأعمالهم الإجرامية، فما هو واجبنا نحو هؤلاء، خاصة وأنهم يخالطون العوام؟
الشيخ: الحمد لله، الواجب على طالب العلم أولا، وعلى العاقل ثانيا أن ينهر هؤلاء وأن ينكر عليهم وأن يبيّن لهم سوء ما هم عليه ومغبّة وسوء حال ومآل ما ينتهي إليه فعلهم، فإن انتصحوا وكفّوا فالحمد لله، وإن لم ينتصحوا ولم يكفّوا واستمرّوا في غيّهم فالواجب إبلاغ الحكومة عن هؤلاء، لأن هؤلاء أهل إفساد، وإذا لم يؤخذ على أيديهم أهلكوا الحرث والنسل، هذا هو الواجب لأن الله جل وعلا يقول: "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"، فمن طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقام في وجه هؤلاء إذا لم يعتدلوا وإذا لم يرجعوا، فيوقف في وجههم بكل قوة، وتخبَر الجهات المسئولة عنهم حتى يأخذوا على أيديهم، ففي ذلك الخير للناس عموما ولهم أنفسهم خصوصا، يخففون عليهم الآثام قبل أن يرتكبوا المحرمات العظيمة والتي من أعظمها بعد الشرك سفك الدماء المعصومة، فالواجب على من رأى من هؤلاء من طلاب علم أو عقلاء فالواجب عليه أن ينصح لهؤلاء وأن يحذّرهم وأن يبيّن لهم سوء حالهم ومغبّة ما هم فيه، فإن رجعوا فالحمد لله، وإلا بلّغ الحكومة عنهم وهو في ذلك على خير ومأجور إن شاء الله، لأن هذا من باب التعاون على البر والتقوى، وأما تركهم هذا إعانة لهم على الباطل، قال الله سبحانه وتعالى: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"، فإن السكوت على هؤلاء وأمثالهم إعانة على الباطل وإعانة على الإثم وإعانة على العدوان، نعم.
المتصل: أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ، سؤال آخر، هناك بعض الناس يطعنون في علماء الدعوة السلفية ويقولون: بأنهم هم سبب فتنة الخوارج في العالم الإسلامي، فما قولكم في هذه الفرية؟ أحسن الله إليكم.
الشيخ: ليس عندي جواب على هذا إلا كلمة واحدة: هؤلاء كذابون.
المتصل: نعم، أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ.
الشيخ: وإليكم.
المتصل: نشكر لكم صبركم، وإن كان لكم كلمة تختمون بها هذه الكلمة؟ أحسن الله إليكم.
الشيخ: الذي أوصي به نفسي وإياكم جميعا وعموم إخواننا المسلمين ممن يصلهم إليهم كلامنا تقوى الله تبارك وتعالى، فهي وصية الله لنا كما هي وصية الله للأولين قبلنا: "وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ"، فأوصي نفسي وإياكم بلزوم التقوى، ثم الذي أوصي به: العلم، طلب العلم النافع الذي يبيّن لطالبه طريق الحق من طريق الباطل، فلا يمكن أن يُعرف الحق على وجهه الصحيح ويلتزمه الإنسان على الوجه الصحيح إلا إذا عرف ضده، إذا عرف ال الذي يلبس به أهل الباطل، فحينئذ يعرف الحق ومعه يعرف الباطل حتى يستطيع، لأن الإنسان مطالب بركوب الصالح وتجنّب الطالح، فأوصي إخواني وأبنائي أوصيهم بالتعلم بطلب العلم الشرعي من أهله الموثوقين، هذا شيء، الشيء الثالث: أوصي بالاجتماع على الكتاب والسنة ونبذ الفرقة، فإن الكتاب والسنة سبب الخير، والالتفاف عليهما سبب الخير، والكتاب والسنة بحاجة إلى من يقوم بهما، ولا يقوم بهما إلا أهل العلم أصحاب العقيدة السلفية الصحيحة والمنهج السلفي القويم، فعليكم بهؤلاء تلقّوا عنهم، وإن لم تستطيعوا الرحيل إليهم فخذوا من أشرطتهم والاتصال بهم وسماع محاضراتهم ودروسهم وقراءة كتبهم، فإن هذا الطريق هو طريق الأمان بإذن الله تبارك وتعالى لعموم المسلمين وللناشئة من شباب المسلمين خاصة، كما أوصيكم أيضا بالتعاون مع ولاة الأمر على البرّ والتقوى، فإن الواجب على المسلم أن يسمع ويطيع ما لم يؤمر بمعصية كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "على المرء المسلم السمع والطاعة ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة"، ولكن لا ينزع يدا من طاعة، يصبر ويحتسب، والله سبحانه وتعالى كفيل له بأن يظهره على كل من خالفه، فإن الولاة إذا رأوا صدقك سيعرفون أنه ناصح لهم، فيقبلون منه بعد ذلك النصيحة، لو كان عندهم غلط إذا رأوا صدق وقوفه معهم ضد أهل الباطل وأهل الفساد والإفساد يعرفون أنه صادق وناصح لهم ويقبلون منه بإذن الله تبارك وتعالى، فيكون هذا سبب خير عليه وعلى المسلمين عموما، هذا الذي أوصي به، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد.
المتصل: جزاكم الله خير الجزاء فضيلة الشيخ ونشكركم على صبركم ومآزرتكم لإخوانكم في الجزائر، وتقبّلوا تحيات إخوانكم هنا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأبلّغ الإخوان جميعا سلامنا.
المتصل: حياكم الله يا شيخ.
الشيخ: مرحبا بكم، حياكم الله، سلام ورحمة الله