عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 23 Apr 2010, 04:44 PM
أحمد سالم أحمد سالم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: الجزائري مقيم في فرنسا
المشاركات: 608
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





نداء إلى أهل الجزائر

حول التفجيرات الإرهابية







مذيع برنامج ( مع سماحة المفتي ) :نعود إلى الجزائر معنا أبو حذيفة السلام عليكم ورحمة الله.

السائل من الجزائر أبو حذيفة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مفتي المملكة عبد العزيز آل الشيخ-حفظه الله- : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أبا حذيفة .

السائل: حياكم الله يا شيخ .

مفتي المملكة عبد العزيز آل الشيخ-حفظه الله- : تفضل .

السائل من الجزائر أبو حذيفة : فإنّا نحبكم في الله تعالى ونتقرب إلى الله بسؤالكم واستنصاحكم ولنا سؤالان لو تكرمتم أكرمكم الله وزادكم الله علماً وعملا آمين.
فإن لكم في قلوب أهل السنة منزلةً رفيعة نسأل الله الحي القيوم أن يثبتكم على الحق حتى الممات وأن يختم بالصالحات أعمالكم إنه جوادٌ كريم .
مازال أهل الشر والفساد والإرهاب بل كما سماهم النبي صلى الله عليه وسلم: »كلاب جهنم « يقومون بالأعمال الشيطانية في البلاد الإسلامية وخاصةً بلاد الجزائر البلد المسلم بلد المليون ونصف مليون شهيد يقومون بالتفجيرات وقتل الأبرياء من الشرطة والدرك والجيش الوطني وغيرهم من عامة الناس بل ويخربون ممتلكات الدولة –يحفظها الله من كل سوء- فنريد من شيخنا الكريم عبد العزيز آل الشيخ -يحفظه الله- أن يرد على هذه الشرذمة الشريرة وجزاكم الله خيراً ؟


المذيع : و جزاك الله خيراً وشكر الله لك.


مفتي المملكة عبد العزيز آل الشيخ-حفظه الله- : يا أخي أولاً : أشكر لك هذه العواطف الطيبة , وأشكر لك هذه المودة والمحبة , وأسأل الله أن يجعلنا وإياكم من المتحابين في الله , والمؤمن أخوا المؤمن في أي قطر من أقطار الدنيا , يَحِنُ للمسلم ويحبه {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ }(2)والله يقول في حق الأنصار:{ وَالَّذينَ جَاءُو مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا اغْفِرْ لَنا وَلإِخوانِنا الَّذينَ سَبَقُونا بِالإِيمان وَلا تَجْعَل في قُلُوبِنا غِلاً لِلَّذينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤوفٌ رَحيم}(3) ونحن مع إخواننا الجزائريين نتعاطفوا معهم ونشكر لهم جهودهم وما هم عليه من خير وأن البلد إسلامي عربي أرجوا الله أن يثبتهم على الحق وأن يقوي فيهم الخير والهدى وأن يجمع قلوبهم على طاعته .

أما الفقرة الثانية : وهو وضع ما حصل في الجزائر من تفجيرات خاصةً بها نحو قوة الدرك والشرطة ونحو ذلك الذي سمعناه منذ أيام متعددة وسبقه شيء كثير لكن وقع فترة هدوء ثم عادت المصيبة.
فأنا أوجه خطابي لإخواني في الجزائر من الرياض المباركة فأقول:
أيها الإخوة في الجزائر أسأل الله أن يجمع قلوبكم على طاعته , وأن يوحد صفوفكم في الخير, لقد أبلوتم بلاءً حسنا وأخرجتم العدو الغاصب من أرضكم وعادت إليكم أرضكم ولله الحمد.
فالله الله في المحافظة على أرضكم ، المحافظة على دياركم دار الإسلام , المحافظة عليها من أن تكون مسرحاً للنزاعات السياسية , والاختلافات السياسية .
الله الله في الثبات على الحق , تبصروا في واقعكم , ويا أيها المستبيح دماء إخوانه المسلمين , إتقوا الله في أنفسكم , واعلموا أن سعيكم سعياً خاطئا , وتصرفاتكم تصرفات ضارة, وفعلكم فعلٌ شنيع ,إستباحة قتل الأبرياء بلا حق وبلا سبب وبلا موجب, ما هذا إلا والعياذ بالله خروج عن الطريق المستقيم , الخوارج وصفهم رسول صلى الله عليه وسلم بأنهم (يقتلون أهل الإيمان ويتركون أهل الأوثان )(4) , وصفهم بأنهم (كلاب النّار )(5)وقال لأن أدركتهم لأقتلنهم قتل عادٍ و إرم)(6) , وحث على قتلهم والقضاء عليهم .
مذهب الخوارج المستحل لدماء المسلمين وأموالهم , مذهب خاطئ سيء, الله اللهَ يا إخواني في الجزائر, ليكن التفاهم بينكم سائدا, وليكن التفاهم والتوصل فيما بينكم , عُودُوا إلى رشدكم , واجعلوا التفاهم محل السلاح , واجعلوا التعاون على مصلحة الحاضر والمستقبل فوق كل اعتبار , وإياكم أن يستغلكم الأعداء , لتنفيذ أغراضهم ومقاصدهم الخبيثة ,إياكم أن يتخذوكم جسورا ليعبروا عليها , نحو تدمير الأمة , وتدمير كِيانها , والقضاء على مصالحها , إن استهداف قوى الأمن والقتل فيهم ,إنما هي خطوة سيئة , ومكرٌ وخديعة , ومؤامرات دنيئة ,يجب أن تترفعوا عن هذه الخصال الذميمة .
اسمعوا مني يا إخواني في الجزائر,ويا شباب المسلمين في الجزائر, إتقوا الله في أنفسكم , واحذروا الإستمرار على هذه الفتن والمصائب, وحرمة دماء المسلمين أمرٌ عظيم في شـرع الله {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}(7) وفي الحديثلا يزال العبد في فسـحة من دينه ما لم يصب دماً حراما)(.
بالأمس تجتمعون على قتال عدوكم واليوم تلتقون على أن يقتل بعضكم بعضا ,ويدمر بعضكم بعضا , ويواجه بعضكم بعضا بالسلاح ,إنها لجريمة, إنها لمصيبة, إنها لبلية , فانتبهوا واستيقضوا من غفلتكم , وعودوا إلى رشدكم , واجعلوا التفاهم والتعاون بينكم وسيلة لحل مشاكلكم , أخرجوا من هذه المخبئات , وانزلوا من قمم الجبال, وتصافحوا وتعاونوا على الخير , وليحن بعضكم المحبة والمودة , ومن يريد الإصلاح والتوجيه , فللإصلاح قنواته المعروفة , وللقصد الحسن أسبابه , وأما هذه الدماء تراق, قتل قريب أربعين وجرح مئة وأربعين في يوم واحد , مصلحة من ؟ من يستفيد منها؟ ليست دولة الجزائر ولا حكومة الجزائر, وإنما يستفيد العدو المتربص ,الذي يغيضه أن يرى الأمة مستقرة , ومستتباً أمنها ,ومتوافرٌ خيرها ,يغيضه ذلك , أعدائنا يريدون أن ينقلوا كل بلاء لأرضنا , ويبقون في أرضهم متفرجين علينا بما يحصل بيننا من تناحر, هم [..]كل الخلافات ويؤصلون كل التفرق ويعمقون كل إختلاف حتى يدربوا الأمة بعضها ببعض فتنسى الأمة مصالحها, وتتأخر عن نهضتها , كل مقتلة تأخر الأمة زمناً عن تقدمها ورُقيها , فهم لا يريدون قيما ولا نموا ولا يريدون تقدما , يريدون أن نعيش كما تعيش الحيوانات , نعيش بشريعة الغاب , يقتل بعضنا بعضاً لا؛ ديننا أنقضنا من هذه الضلالات ,وخلصنا من هذه الغوايات , فوصيتي لكم تقوى الله , والعود إلى الخير والتعاون والتفاهم فيما بينكم ,وأن لا تمكنوا للعدو فرصة أن يبث سمومه بين صفوفكم , حفظ الله الجميع بالإسلام وحفظ الله بلادنا وسائر بلاد المسلمين , من كيد الكائدين وحقد الحاقدين ومكر الماكرين وصلى الله على محمد.

المذيع: اللهم صل وسلم على رسول الله , شكر الله سماحة المفتي هذا التوجيه الكريم .


----------------------------------------------

1)- قناة المجد من برنامج مع سماحة المفتي ، بتاريخ : يوم الجمعة 28شعبان 1429 .
2)- سورة التوبة ،الآية [71] .
3)- سورة الحشر ، الآية [10] .
4))- أخرجه الإمام البخاري في صحيحه ،كتاب الأنبياء ، باب:قول الله عز وجل:{وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر}وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه ،كتاب الزكاة ، باب ذكر الخوارج وصفاتهم ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .
5)- رواه الإمام أحمد في مسنده ، مسند الكوفيين ،حديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه .
6)- جزء من حديث سبق تخريجه في الصفحة الثانية وأورده الإمامان البخاري ومسلم دون زيادة (إرم ) .
7)- سورة النساء ، الآية [93] .
- أخرجه الإمام البخاري في صحيحه ، كتاب الدّيات وقول الله تعالى : {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ}،عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما .



الملف الصوتي:


http://www.salafishare.com/arabic/26...GN/E0HUC2C.mp3

الملف ورد وpdf :


http://www.salafishare.com/arabic/26...XY/83KVXL8.rar