عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 24 Dec 2007, 07:34 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

فائدة أصول الفقه:
إن أصول الفقه علم جليل القدر، بالغ الأهمية، غزير الفائدة
فائدته: التَّمَكُّن من حصول قدرة يستطيع بها استخراج الأحكام الشرعية من أدلتها على أسس سليمة.
وأول من جمعه كفنٍ مستقل الإمام الشافعي محمد بن إدريس -رحمه الله- ؛ ثم تابعه العلماء في ذلك، فألفوا فيه التآليف المتنوعة، ما بين منثور، ومنظوم، ومختصر، ومبسوط ؛ حتى صار فنًّا مستقلا ، له كيانه ومميزاته.

***************************************

وقوله : " إن أصول الفقه علم جليل القدر بالغ الأهمية غزير الفائدة " :

هذه الكلمات ربما تقال لكل شيء ؛ فكل إنسان يمكنه أن يقول عن فنه : إنه غزير الفائدة و بالغ الأهمية ، وما أشبه ذلك ؛ لكن ما كل من ادعى شيئا قبلت دعواه .

وقوله : " فائدته : التمكن من حصول قدرة يستطيع بها استخراج الأحكام الشرعية من أدلتها عل أسس سليمة " :

وهذه فائدة عظيمة ؛ يعني أنك إذا عرفت أصول الفقه ، أمكنك أن تستنبط الأحكام الشرعية من أدلتها ؛ فهو –إذا- غزير الفائدة .

ولنضرب مثلا للعموم : قال الله –تعالى- : (( وأوْلات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن )) [الطلاق : 4] ؛ من أين تعرف أن المرأة إذا وضعت بعد موت زوجها بدقائق انتهت عدتها ؟

إذا كنتُ قد درستُ علم أصول الفقه أقول : ظاهر الآية (( وأوْلات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن )) أن المرأة لو وضعت بعد موت زوجها بدقائق
.انتهت مدتها .

من أين أخذت هذا ؟ إلا من العموم ؛ لأن العموم يشمل جميع أفراده ؛ هكذا درسته في أصول الفقه .
قال النبي –صلى الله عليه وسلم - : (( فيما سقت السماء العشر )) فإذا حصل الإنسان من زرعه خمسة أصواع وجب فيها نصف صاع ؛ من أين عرفت أنه إذا كان خمسة أصواع وجب فيه نصف صاع؟ إلا من العموم ! لأني درست في أصول الفقه أن " ما " الموصولة تفيد العموم ، وهذا منها .

لكن أقول : درست –أيضا- في أصول الفقه أن العام قد يُخصَّص ؛ و رأيت حديثا قال فيه النبي –صلى اله عليه و سلم- : (( ليس فيما دون خمسه أوسق صدقة )) وبناء على ذلك ، فإن خمسة أصواع ليس فيها زكاة ؛ و قد عرفت ذلك لأني في دراستي لأصول الفقه تبين لي أن العام يحمل على الخا، فيخصص بالخاص . . . إلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة .
فالإنسان إذا درس في أصول الفقه لا شك أنه يستفيد فائدة عظيمة ، و هي : التمكن من استخراج الأحكام الشرعية بوجه سليم لا تناقض فيه .


وقوله: " وأول من جمعه كفن مستقل: الإمام الشافعي محمد بن إدريس - رحمه الله - ثم تابعه العلماء في ذلك ، فألفوا فيه التآليف المتنوعة : ما بين منثور ومنظوم ، ومختصر ومبسوط ؛ حتى صار فنا مستقلا له كيانه ومميزاته ":

ومن أحسن ما أُلِّف فيه - بل من أجمع ما ألف فيه - : "مختصر التحرير" ،
للفتوحي ؛ وهذا المختصر كتاب صغير ، لكنه في الحقيقة خلاصة ما قاله
الأ صوليون في أصول الفقه ؛ وهو مختصر ؛ ويمكن للإنسان أن يحفظه عن ظهر قلب ؛ إلا أنه يحتاج إلى عالم يبين معناه للطالب ؛ فالذي يحفظه عن ظهر قلب ويعرف معناه ، سيكون أصوليا بالمعنى الحقيقي . وكذلك شرحه "الكوكب المنير في شرح التحرير" ، فهذا من أجمع ما رأيت على اختصاره ، وهو يمكن أن يكون نصف زاد المستقنع .

أما أحسن ما يكون فيه من العبارات والسلاسة فهو : " المستصفى " للغزالي
وهو في مجلدين كبيرين ؛ ولكن في الحقيقة يرتاح الإنسان لقراءته ، لأنه سهل
الأسلوب وجيد في عرض الآراء ومناقشتها ؛ وهو من أحسن ما قرأت من جهة التبيين والتنضيم .

و " الروضة " مأخوذة منه في الواقع ، على أن مصنف "الروضة" الموفق –رحمه الله – صار أحيانا يحذف بعض الكلمات التي توجب الإشكال و التعقيد في العبارة ؛ و إلا لو رجعت و قارنت بين الروضة و المستصفى للغزالي لوجدت أن الكلام هو نفس الكلام ؛ لكن الموفق –رحمه الله- يتصرف فيه بعض التصرفات أحيانا.
و " مختصر التحرير" للفتوحي من الحنابلة ؛ و " التحرير" للمرداوي علي بن سليمان صاحب كتاب " الإنصاف " ، و هو أكبر ؛ و " الورقات" على اسمه ورقات .


التعديل الأخير تم بواسطة أبو نعيم إحسان ; 24 Dec 2007 الساعة 10:56 PM
رد مع اقتباس