عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 21 Aug 2019, 09:52 PM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي





هداية التّوفيق والإلهام وهداية الدّلالة والإرشاد

قال الشيخ صالح آل الشيخ وفقه الله: موجود النصّ في: (11:02 دقيقة من كلام الشيخ حفظه الله)

باب قوله تعالى:"إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ".

مناسبة هذا الباب بكتاب التّوحيد، أنّ الهداية من أعزّ المطالب وأعظم ما تعلّق به الّذين تعلّقوا بغير الله أن يكونَ لهم النّفع في الاستشفاع وفي التّوجّه في الدّنيا والأخرى.
والنبي عليه الصلاة والسلام وهو سيد ولد آدم وهو أفضل الخلق عند ربّه جلّ وعلا نُفِيَ عنه أن يملك الهداية. وهي نوع من أنواع المنافع. فدلّ على أنّه عليه الصّلاة والسلام ليس له من الأمر شيء، كما جاء فيما سبق في باب قول الله تعالى: "أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ"، في سبب نزول قول الله تعالى: "لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ"، فإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام ليس له من الأمر شيء، ولايستطيع أن ينفع قرابته.
"يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئتِ، لاأغني عنكِ من الله شيئا". إذا كان هذا في المصطفى صلى الله عليه وسلم وأنّه لايغني من الله جلّ وعلا عن أحبابه شيئا وعن أقاربه شيئا، وأنّه لايملك شيئا من الأمر وأنّه ليس بيده هداية التّوفيق، فإنّه، أن ينتفي ذلك، وما دونه عن غير النبي صلى الله عليه وسلم من باب أولى. فـبطل إذن كلّ تعلّق للمشركين من هذه الأمّة، بغير الله جلّ وعلا. لأنّ كلّ مَن تعلّقوا به هو دون النبي عليه الصلاة والسلام بالإجماع. فإذا كانت هذه حالة في النبي عليه الصلاة والسلام وما نُفِيَ عنه، فإنّ نفي ذلك عن غيره صلى الله عليه وسلم من باب أولى. قال هنا باب قول الله تعالى: "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ"
{لا} هنا: نافية، وقوله {تَهْدِي}: الهداية المنفية هنا هي هداية التّوفيق والإلهام الخاصّ والإعانة الخاصّة، وهي التي يسمّيها العلماء هداية التّوفيق والإلهام، ومعناها: أنّ الله جلّ وعلا يجعل في قلب العبد من الإعانة الخاصّة على قبول الهُدى ما لا يجعله لغيره. فالتّوفيق إعانة خاصّة لمَن أراد اللهُ توفيقه بحيث يقبل الهُدى ويسعى فيه. فجعل هذا في القلوب ليس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، إذ القلوب بيدِ الله يقلبها كيف يشاء، حتّى من أحبّ الناس إليه -صلى الله عليه وسلم- لا يستطيع عليه الصلاة والسلام أن يجعله مسلماً مهتدياً.
فمن أنفع قرابته له: أبوطالب، ومع ذلك لم يستطع أن يهديه هداية توفيق. فالمنفي هنا هو هداية التّوفيق.

والنوع الثاني من الهداية المتعلّقة بالمُكَلَّف هي هداية الدّلالة والإرشاد، وهذه ثابتة للنّبي -صلى الله عليه وسلم- بخصوصه، ولكلّ دَاعٍ إلى الله ولكلّ نبيّ ورسول. قال جلّ وعلا: {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ۖ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}، وقال جلّ وعلا في نبيّه عليه الصلاة والسلام: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ...} ومعنى {لَتَهْدِي} أي: لتدلّ وترشد إلى صراط مستقيم بأبلغ أنواع الدّلالة وأبلغ أنواع الإرشاد.
الدّلالة والإرشاد المُؤيَّدان بــالمعجزات والبراهين والآيات، الدّالة على صدق ذلك الهَادِي وصدق ذلك المُرْشِد.
فإذن الهداية المنتفية هي هداية التّوفيق، وهذا يعني، أنّ النفع وطلب النّفع في هذه المطالب المهمّة يجب أن يكون من الله جلّ وعلا وأنّ محمّدًا عليه الصلاة والسلام مع عِظَم شأنه عند ربّه وعِظَمِ مقامه عند ربّه وأنّه سيد ولد آدم وأنّه أفضل الخلق عليه الصلاة والسلام وأشرف الأنبياء والمرسلين، إلاّ أنّه لايملك من الأمر شيئا (عليه الصّلاة والسلام. فـبطل إذن تعلّق القلوب، في المطالب المهمّة، في الهداية وفي المغفرة وفي الرضوان، وفي بُعْدِ الشّرور، وفي جلب الخيرات إلاّ في الله جلّ وعلا. فإنّه هو الذي تتعلّق القلوب به جلّ وعلا خضوعًا وإنابةً ورغبًا ورهبًا وإقبالاً عليه وإعراضًا عمّا سواه." انتهـ.

للاستماع: من الدّقيقة 11:02

https://ia803006.us.archive.org/32/i...06-02/018_.mp3


الصور المرفقة
 
رد مع اقتباس