عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30 Mar 2010, 03:29 PM
رمزي البجاوي رمزي البجاوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 19
إرسال رسالة عبر MSN إلى رمزي البجاوي
افتراضي °° المكثرون في رواية الخبر °°

بسم الله و الصّلاة و السّلام على رسول الله، أما بعد:

قال أحدهم:

المكثرون في رواية الخبر ..... أبو هريرة يليه ابن عمر
فأنس فزوج النّبيّ فالحبر ..... فـجابـر فـخذريّ

رواية الخبر: أي الأحاديث التي نقلوها عن النّبيّ - صلى الله عليه و آله و سلّم -


:: أبو هريرة - رضي الله عنه - ::


*اسمه ونسبه :
اشتهر أبو هريرة رضي الله عنه بكنيته حتى لم يعرف اسمه على وجه الدقة ، حيث اختلف أهل العلم في اسمه ، وسبب ذلك أن كنيته غلبت على اسمه كثيراً ، والذي يهمنا هو شخص ذلك الرجل رضي الله عنه وأرضاه .
والأشهر في اسمه أنه : عبد الرحمن ، وقيل : عبد الله ، وقيل كان اسمه عبد شمس فغيره النبي صلى الله عليه وسلم إلى عبد الرحمن - لإصابة لابن حجر ( 4/202) ، والاستيعاب لابن عبد البر بهامش الإصابة (4/205 وما بعدها ) -.
وهو من قبيلة عربية معروفة ، فهو دوسي ، ودوس بطن من الأزد .
لماذا سمي بأبي هريرة ؟؟؟
قال رضي الله عنه : ( كنت أرعى غنما لأهلي، فكانت لي هريرة ألعب بها، فكنوني بها ) - سير أعلام النبلاء ( 4 / 182 ) -.

*حبّ المؤمنين لأبى هريرة:
أبو هريرة رضي الله عنه يحبه كل مسلم ومؤمن فمن وجد غير ذلك في قلبه فهذا معناه أن هناك نقص عظيم في إيمان هذا الإنسان :
فعن يزيد بن عبد الرحمن قال : حدثني أبو هريرة، قال: والله، ما خلق الله مؤمنا يسمع بي إلا أحبني.
قلت: وما علمك بذلك ؟ قال: إن أمي كانت مشركة، وكنت أدعوها إلى الاسلام، وكانت تأبى علي، فدعوتها يوما ; فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره.
فأتيت رسول الله، وأنا أبكي، فأخبرته، وسألته أن يدعو لها.
فقال : (( اللهم اهد أم أبي هريرة )).
فخرجت أعدو أبشرها، فأتيت، فإذا الباب مجاف، وسمعت خضخضة الماء، وسمعت حسي، فقالت: كما أنت، ثم فتحت، وقد لبست درعها، وعجلت من خمارها، فقالت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله.
قال: فرجعت إلى رسول الله، أبكي من الفرح كما بكيت من الحزن ;
فأخبرته، وقلت: ادع الله أن يحببني وأمي إلى عباده المؤمنين.
فقال: (( اللهم، حبب عبيدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحببهم إليهما )) - أخرجه مسلم في صحيحه ( 2491 ) -.

*عبادته و ورعه :
أبو هريرة رضي الله عنه اشتهر بالعبادة :
- فعَنْ أَبِي عُثْمَان النهدي قال : ( تَضَيَّفْتُ أَبا هريرةَ سَبْعًا فكان هو وامرأَته وخادمه يَعْتَقِبُون الليل أَثلاثاً
يُصَلِّي هذا ثم يوقظ هذا ) - أخرجه البخاري في صحيحه ( 5125 ) -.
فكل واحد له ثلث من الليل فيقوم أبو هريرة ثلث الليل الأول وامرأته الثاني والخادم الثالث ، فذكر الله تبارك الله وتعالى لا ينقطع في بيت أبي هريرة رضي الله عنه .

- وقال كذلك رضي الله عنه : ( إني لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم اثني عشر ألف مرة وذلك على قدر ديتي ) - أخرجه أحمد في الزهد ، وأبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة . انظر : المطالب العالية للحافظ ابن حجر -.

*زمن الخلفاء الراشدين والولايات التي تولاها أبو هريرة رضي الله عنه :
- في زمن عمر رضي الله عنه استعمل عمر أبا هريرة رضي الله عنهما على البحرين، فقدم بعشرة آلاف.
فقال له عمر : من أين هي لك ؟ قلت: خيل نتجت، وغلة رقيق لي، وأعطية تتابعت.
فنظروا، فوجدوه كما قال: فلما كان بعد ذلك، دعاه عمر ليوليه، فأبى.
فقال: تكره العمل وقد طلب العمل من كان خيرا منك: يوسف عليه السلام ! فقال: يوسف نبي ابن نبي ابن نبي وأنا أبو هريرة بن أميمة.
وأخشى ثلاثا واثنتين.
قال: فهلا قلت: خمسا ؟ قال: أخشى أن أقول بغير حلم، وأقضي بغير حلم، وأن يضرب ظهري، وينتزع مالي، ويشتم عرضي - أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1/380 ، وانظر : سير أعلام النبلاء للذهبي ( 2 / 612) -.

- وتولى ولاية المدينة في زمن معاوية رضي الله عنهما :
وكان يدخل السوق وهو يحمل على ظهره حزمة من الحطب وهو يومئذ أمير على المدينة : أوسعوا للأمير . ويضحك رضي الله عنه وأرضاه - أخرجه أبو نعيم في الحلية ( 1 / 384 ) ، وابن عساكر في تاريخه ( 67 / 373 ) -.

* من مواعظه وحكمه :
- عن أنس، عن أبي هريرة، قال: ألا أدلكم على غنيمة باردة ؟ قالوا: ماذا يا أبا هريرة ؟ قال: الصوم في الشتاء - أخرجه أحمد في الزهد ص 221 -.

- وكان يقول : اللهم إني أعوذ بك أن أزني ، أو أعمل بكبيرة في الإسلام .
فقيل له : كيف تدعو بذلك ! وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن على خير ؟!
فقال رضي الله عنه : ويحكم ، وما يُؤَمِّنني وإبليس حي ؟!

*مروياته ومن روى عنهم ورووا عنه :
المروي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعون ، 5374 حديثاً - جوامع السير لابن حزم ص 275 -، قلنا إن أبا هريرة أكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأكثرَ الناسُ النَّقلَ عنه حتى بلغ عدد من روى عنه 800 نفس تقريبا .
وروى هو كذلك رضي الله عنه عن بعض الصحابة كأبي بكر وعمر وعائشة والفضل بن العباس وغيرهم رضي الله عنهم .

فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:
حَفِظْتُ مِن رسول الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- وِعَاءيْنِ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ في النَّاس ، وأَمَّا الآخر فلو بثثته ، لقطع هذا البلعوم - أخرجه البخاري في صحيحه ( 120 ) -.

*وفاته:
كان أبو هريرة رضي الله عنه إذا مرت به جنازة قال : روحي فإنّا غادون ، أو اغدي فإنّا رائحون ، موعظة بليغة ، وغفلة سريعة ، يذهب الأول ، ويبقى الآخر .
وتوفي أبو هريرة رضي الله عنه على المشهور في سنة 57 هـ ، وقيل : 58 هـ ، وقيل : 59 هـ ، والله أعلم متى كانت بالضبط .
ولكن توفي أبو هريرة رضي الله عنه وبقي العلم الكثير الذي نقله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا شك بأنه أكثر من روى الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد كان ابن عمر يترحم عليه في جنازته ويقول : كان يحفظ على المسلمين حديث النبي صلى الله عليه وسلم .
ودفن في البقيع وصلى عليه الوليد بن عتبة .

رد مع اقتباس