عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03 Dec 2014, 01:48 PM
مراد قرازة مراد قرازة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: الجزائر ولاية أم البواقي
المشاركات: 438
افتراضي فصل الخطاب في بيان فضائل الأصحاب والرّد على سلايمية الكذّاب - قصيدة -

بسم الله الرحمان الرحيم

فصل الخطاب
في بيان فضائل الأصحاب

والرّد على سلايمية الكذّاب



يَا زَائِرًا لِلحَيِّ بَلِّغْ قَوْلَتِي ---- سَمْعَ اللَّئِيمِ الفَاجِرِ الكَذَّابِ
رَامَ الظُّهُورَ فَلَمْ يَجِدْ غَيْرَ الّذِي ---- لَبِسَ المَعَالِيَ سَابِغَ الجِلْبَابِ
فَأمدّ فِي طَعْنِ الصَّحَابَةِ خِسَّةً ---- وَرَمَى شُيُوخَهُ مُعْدَمُ الآدَابِ
أَفْشَى الخَبِيثُ سُمُومَهُ حَسَدًا بِلاَ ---- حُكْمٍ وَجِيهٍ ظَاهِرِ الأَسْبَابِ
حَزَّ الكَمَالُ بِقَلْبِهِ لَمَّا رَأَى ---- صَفْوَ السَّرَائِرِ وَارِثَ الأَحْبَابِ
فَسَعَى لِسُوءِ القَوْلِ حَتَّى أَنَّهُ ---- بِالنَّفْسِ يَفْدِي مَسَبَّةَ الأَصْحَابِ
وَمَشَى بِنَهْجِ الهَالِكِينَ وَقَبْلَهُ ---- سَارَ الخَوَارِجُ عُمَّهًا بِضَبَابِ
وَأَتَى بِنُسْكِ الرَّافِضِيِّ وَإِنَّهُ ---- شَرُّ العِبَادِ مَعَرَّةُ الأَحْزَابِ
لَوْ كَانَ يَوْمًا لِلنَّصِيحَةِ مُضْمِرًا --- مَا سَارَ يَبْغِي شِرْعَةَ المُغْتَابِ
أَوْ قَدْ تَبَصَّرَ مَنْ رَمَى لَبَدَا لَهُ ---- مِنْهُمْ عُلُوَّ القَدْرِ بِالإِطْنَابِ
أَهْلُ الفَضَائِلِ لاَ يُرَامُ جَنَابُهُمْ ---- أَنْسَابُ دِينٍ خَيْرَةُ الأَحْسَابِ
قَامَتْ لَهُمْ بِالنَّفْسِ كُلُّ فَضِيلَةٍ ---- وَبَقَتْ مَآثِرُهُمْ مَدَى الأَحْقَابِ
بِالصِّدْقِ قَدْ لَزِمُوا مَجَالِسَ أَحْمَدٍ ---- فَعَلَتْ مَنَازِلُهُمْ عَنِ الأَتْرَابِ
حَمَلُوا العُلُومَ وَبَلّغُوا مَا حُمِّلُوا ---- مِنْ شِرْعَةِ التَّرْغِيبِ وَالإرْهَابِ
وَالُوا الأَمِينَ وَقَاتَلُوا فِي صَفِّهِ ---- آبَاءَهُمْ وَالأَهْلَ بِالنّشَّابِ
نَصَرُوا مَوَالِيهِمْ لِدِينِ نَبِيِّهِمْ ---- وَسَبَوْا كِرَامَ الآلِ فِي الأَسْلاَبِ
قَامُوا لِقَيْصَرَ وَالمَقُوقَسَ وَالّذِي ---- حَكَمَ المَجُوسَ بِهَيْأَةِ الأَرْبابِ
لاَقُوا العَدُوَّ فَأَشْهَرُوا أَسْيَافَهُمْ ---- سَامُوا فَوَارِسَهُمْ بِكُلِّ عَذَابِ
وَإِذَا تُصُبِّحَتِ الدِّيَارُ بِخَيْلِهِمْ ---- سِيئَتْ صَبِيحَتُهَا بِكُلِّ خَرَابِ
هَجَرُوا لِذَاتِ اللهِ أَكْرَمَ قَرْيَةٍ ---- وَغَدَوْا بِطَيْبَةَ قَارِعِي الأَبْوَابِ
فَأَجَابَهُمْ بِالنَّصْرِ أَنْصَارُ الهُدَى ---- سُكَّانُ يَثْرِبَ صَفْوَةُ الصُّيَّابِ
تَرَكُوا لِوَجْهِ اللهِ كُلَّ تِجَارَةٍ ---- وَجِنَانِ نَخْلٍ حُفَّ بِالأَعْنَابِ
وَرَضَوْا بِضِيقِ القُوتِ حَتَّى أَنَّهُمْ ---- رَمَقُوا رَدِيءَ الأَكْلِ بِالإِعْجَابِ
شَهِدَتْ لَهُمْ بِالفَضْلِ تَوْرَاةٌ كَذَا ---- إِنْجِيلُهُمْ وَنُصُوصُ خَيْرِ كِتَابِ
أَعْلاَهُمُ صِدِّيقُهُمْ فَوَزِيرُهُ ---- أَعْنِي المُفَرِّقَ نِسْمَةَ الخَطَّابِ
عُثْمَانُهُمْ صِهْرُ الرَسُولِ وَبَعْدَهُ ---- فَانْظُرْ عَلِيَّ مُشَارِكَ الأَنْسَابِ
سَعْدٌ سَعِيدٌ وَابْنُ عَوْفٍ طَلْحَةٌ ---- وَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَالزُّبَيْرُ الحَابِي
قُلْ بَعْدَهُمْ أَصْحَابُ بَدْرٍ إِنَّهُمْ ---- نَصَرُوا الرَّسُولَ بِقِلَّةِ الأَضْرَابِ
وَيَلِيهِمُ فِي الفَضْلِ قَوْمٌ بَايَعُوا ---- لِلمُصْطَفَي فِي سِدْرَةٍ وَشِعَابِ
وَخِتَامُهُمْ قَوْمٌ أَنَابُوا وَأَسْلَمُوا ---- أَعْقَابَ فَتْحِ البَيْتِ بِالإِطْنَابِ
جُمِعَ الخَلاَقُ بِكَفِّهِمْ فَتَخَيَّرُوا ---- مِنْ كُلِّ حُسْنٍ مُذهِبِ الأَلْبَابِ
وَبَدَتْ سَجَايَا الأَوَّلِينَ كَأَنَّهُمْ ---- لَبِسُوا ثِيَابَ العِزِّ فِي الأَعْرَابِ
كَمْ يَسْتَنِيرُ النَّاسُ مِنْ أَنْوَارِهِمْ ---- وَجَنَابُ تَابِعِهِمْ فَخَيْرُ جَنَابِ
نَارٌ تُضِيءُ وَقَدْ أُمِيتَ لَهِيبُهَا ---- بِعَظِيمِ فَضْلِ الخَالِقِ الوَهَّابِ
لَوْ زُرْتَهُمْ بِاللَّيْلِ خِلْتَ خَيَالَهُمْ --- قِسٌّ تَآلَفَ ظُلْمَةَ المِحْرَابِ
سَتَرُوا العِبَادَةَ بِالجِدَارِ وَظُلْمَةٍ ---- تُخْفِي الجَمَالَ كَسُتْرَةِ الجِلْبَابِ
وَلَهُمْ نَهَارٌ فِي الجِهاَدِ كَأَنَّمَا ---- أَلِفُوا حُصُوَل العَيِّ وَالأَتْعَابِ
شَدُّوا زِمَامَ النَّفْسِ عَنْ شَهَوَاتِهَا ---- فَأَثَابَهُمْ رَبِّي بِحُسْنِ ثَوَابِ
وَإِذَا تَذَاكَرَهَا الزَّمَانُ بِفِتْنَةٍ ---- عَضُّوا عَلَى المَعْرُوفِ بِالأَنْيَابِ
صَانُوا النُّفُوسَ فَمَا أَعَزَّ مَكَانَهُمْ ---- حَتَّى لَدَى الأَهْلِينَ وَالحُجَّابِ
أَلِفُوا السَّكِينَةَ لاَ تُخَايِلُ ظِلَّهُمْ ---- إِلاَّ كَطَيْفٍ مَرَّ أَوْ كَسَحَابِ
حِينَ الجِدَالِ فَمَا تَسَمَّعُ صَوْتَهُمْ ---- وَيُرَدُّ عَائِبُهُمْ بِغَيْرِ جَوَابِ
لَيْسُوا إِذَا غَضِبُوا بِأَهْلِ تَسَلُّطٍ ---- رَغِبُوا السِّجَالَ وَلاَ سَعَوْا لِعِقابِ
مَا ذَاكَ مِنْ نَقْصٍ تَعَرَّاهُمْ فَقَدْ ---- نَظَرُوا السِّفَالَ بِمُطْبَقِ الأَهْدَابِ
رُبُّوا عَلَى الصَّبْرِ الجَمِيلِ وَإِنَّهُمْ ---- عِنْدَ الشَّدَائِدِ مِثْلُ طَيْرِ عُقَابِ
مَنْ ذَمَّ فِي الصُّحْبِ الأَئِمَةِ خِلْقَةً ---- فَلَقَدْ يُذَمُّ بِرَأْيِهِ المُتَغَابِي
أَنَّى وَقَدْ غَفَرَ الكَرِيمُ بِسَبْقِهِمْ ---- آثَامَهُمْ فِي القِدْمِ وَالأَعْقَابِ
يَامَنْ خَبِرْتَ تُرَابَهُمْ أَعَجِبْتَ فِي ---- خَلْقِ ابْنِ آدَمَ مِنْ صَعِيدِ تُرَابِ؟
لَكَأَنَّمَا الطِّينُ اسْتَحَالَتْ عَنْبَرًا ---- بِمِزَاجِ وَحْيٍ ذَاكَ خَيْرُ خِضَابِ
هَذَا وَلَسْتُ اليَوْمَ أَزْعُمُ أَنَّهُمْ ---- لَمْ يَنْطِقُوا أَبَدًا بِغَيْرِ صَوَابِ
لَكِنَّهُمْ لِلحَقِّ كَانُوا مَضِنَّةً ---- مِثْلُ الزَّوَاجِ مَضِنَّةُ الإِنْجَابِ
أَمَّا الّذِي رَامَ الكَمَالَ وَلَمْ يَكُنْ ---- رَكِبَ الصِّعَابَ فَذَاكَ بَحْرُ سَرَابِ
بَادِرْ هَدَاكَ اللهُ لِلأِعْذَارِ مِنْ ---- أَهْلِ السَّمَاحِ وَمُحْسِنِي الإِعْتَابِ
وَاصْدَعْ بِقَوْلِ الحَقِّ قَبْلَ لِقَائِهِمْ ---- وَاضْفَرْ بِأَجْرِ الخَاطِئِ التَّوَّابِ


التعديل الأخير تم بواسطة مراد قرازة ; 08 Dec 2014 الساعة 07:37 PM
رد مع اقتباس