عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 21 Mar 2018, 09:44 PM
أبو أنس عبد الحميد الليبي أبو أنس عبد الحميد الليبي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
الدولة: دولة ليبيا.
المشاركات: 61
افتراضي



حديث و تعليق
(من خاصم في باطل وهو يعلم)



جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ عَنْهُ، وَمَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ ".رواه أبو داود برقم (3597) انظر الصحيحة حديث رقم (437)
......................
تعليق
ففي هذا الحديث الصحيح وعيد شديد لمن يخاصم في الباطل وينصره على الحق ،وهو يعلم ذلك فعقوبة فعله أنه في سخط الله تعالى حتى يرجع إلى الحق ،وأي خير وأي فلاح يكون فيه العبد وربه جل وعلا ساخطاً وغاضبا عليه ، قال الله تعالى: {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللهِ كَمَنْ بَآءَ بِسَخَطٍ مِّنَ اللهِ} سورة آل عمران آية (162).،فالعبرة بالحق ومن سار عليه وثبت ،ولا تكن صاحب هوى إن وافق الأمر هواك نصرتهُ وإن خالف هواك خذلتهُ ، وتكون من الذين لسان مقالهم : إن أحسن الناس أحسنّا وإن أساؤوا أسأنا ، واحذر رعاك الله من قذف أعراض المسلمين بالباطل والكذب والبهتان عليهم لمجرد اختلافك معهم ،فقد جاءت الشريعة بحفظ أعراض المسلمين وحمايتها والوعيد الشديد في خلاف ذلك.
فال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}سورة الأحزاب آية (58) قال: الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله: والأذية: (هي أن تحاول أن تؤذي الشخص بما يتألم منه قلبياً ، أو بما يتألم منه بدنياً ؛ سواء كان ذلك بالسب ، أو بالشتم ، أو باختلاق الأشياء عليه ، أو بمحاولة حَسَدِه ، أو غير ذلك من الأشياء التي يتأذى بها المسلم ،وهذا كله حرام ؛ لأن الله سبحانه وتعالى بين أن الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإنما مبيناً).اهـ شرح رياض الصالحين باب التحذير من إيذاء الصالحين والضعفة والمساكين (م ج3 ،ص 273).،وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن من أربى الربا ،استطالة المرء في عرض أخيه)،وفي رواية (من أكبر الكبائر) انظر الصحيحة للفائدة برقم(3950).
وجاء في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم بمنى: (أيُّ يوم هذا ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال: فإن هذا يوم حرام، أفتدرون أيَّ بلد هذا ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: بلد حرام، أفتدرون أيَّ شهر هذا ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: شهر حرام، قال: فإن الله حرّم عليكم دماءكم ،وأموالكم ،وأعراضكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا، في بلدكم هذا).رواه البخاري برقم (6043)
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى (والأصل أن دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم محرمة من بعضهم على بعض لا تحل إلا بإذن الله ورسوله).اهـ مجموع الفتاوى لابن قاسم رحمه الله (م ج3 / ص 180)
وقال الليثُ بن سعد كتب رجل إلى ابن عمر رضي الله عنهما أن اكتب إليَّ بالعلم كلِّه. فكتب إليه:(إنَّ العلم كثير، ولكن إن استطعت أن تلق الله خفيف الظهر من دماء الناس، خميص البطن من أموالهم، كاف اللسان عن أعراضهم، لازماً لأمر جماعتهم، فافعل) انظر سير أعلام النبلاء للذهبي ( م ج3/ ص 222).
نسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظ دماءنا وأموالنا وأعراضنا وأن يجنبنا الفتن المظلة إن ربنا لسميع الدعاء.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كتبه
أبو أنس عبد الحميد بن علي الليبي.
19/جمادى الثاني/1438 هـ.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس عبد الحميد الليبي ; 10 Apr 2018 الساعة 01:28 PM
رد مع اقتباس