عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 10 Sep 2018, 02:49 PM
أبو معاذ محمد مرابط أبو معاذ محمد مرابط غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 350
افتراضي


الإلمام بفوائد مجالسِ ربيع الإمام

الحلقة الثانية


الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد: فقد شرعت في تقييد فوائد حوارات العلامة ربيع المدخلي -حفظه الله- مع أتباع المفرّقين، وها أنا مرّة أخرى أقيّد ما ظهر لي من فوائد حوارٍ آخر جرى بين هذا الجبل الشامخ والطود الراسخ وبين بعض المقلّدة المتعصّبة.
تنبيه مهم: رأيت استنكار السلفيين لسوء أدب المفرقين في هذه الصوتية والتي جاءت بعدها، فقلت لبعضهم: اعلم أخي أنّ ما سمعته هو في الحقيقة أدب كبير وخلق جليل مقارنة بما أحدثه الثوّار من فوضى في بيت الشيخ كجماعة الطرابلسي، وإنْ قُدّر لك سماع تلك المجالس ستعرف حينها أنّ ما سمعته الآن ليس بشيء، وأنّ هؤلاء الذين خرجت صوتيّاتهم الآن كانوا في غاية الأدب!
الفائدة الأولى: ظهر الشيخ في هذه الصوتية وهو حاضر البديهة، متوقّد الذهن، متوهّج الفهم، يجيب بكلّ أريحية وارتجال، كلامه مُسترسِل يفهمه السامع بل يستطيبه ويتلذذ بنبرتِه، أسأل الله أن يحفظه وأن يبارك في صحّته.
الفائدة الثانية: شهادة السائل أنّ المُحذّرين من الشيخ لزهر هم طلبة علم وليسوا جهّالا أو عواما، جاء في الصوتية: «السائل: بعض طلبة العلم يلقبون الشيخ لزهر بالسفيه والكذاب، ويقولون لا تحضروا له فقد حذّر منه الشيخ ربيع».
الفائدة الثالثة: فِطنة الشيخ ربيع وشدّة تَميِيزه بين السائلين، ومعرفته لمقاصدهم في طرح الأسئلة، جاء في الصوتية: «العلامة ربيع: إيش تعمل إذا أجبتك؟»
الفائدة الرابعة: من الكلام السابق كذلك، حيث ظهرت فيه قوّة الشيخ في النقاش والمناظرة! فالسائل لم يكن يتوقّع مثل هذا السؤال، وقد أراد منه الشيخ أن يُصحّح نيّته، ويصدق في سؤاله حتى يستفيد.
الفائدة الخامسة: أنّ المفرقين لم يَظهروا في هذه الصوتيات كما أظهروا أنفسهم في المنشورات التي دوّنوا فيها قصصهم في بيت الشيخ، فالسائل كما صرّح بصوته سأل الشيخ ليَبني على جوابه موقفه من الشيخ لزهر، جاء في الصوتية: «السائل: يكون موقفنا اتجاهه، فهو في بلدنا هناك»، فلا ندري ما فعل السائل بجواب العلامة ربيع بعد تلك الجلسة؟!
الفائدة السادسة: حافظة الشيخ القويّة! فلم يقل له: من الشيخ لزهر؟ ولم يقل: أنا لم أحذّر منه! أو: لا أذكر أنّني حذّرت منه! بل قال مباشرة بِلا تردّد: «نعم أنا حذّرت منه»، وعندما سئل كذلك عن الشيخ فركوس في نفس الصوتية أجاب بكل حزم، «السائل: أنتم تعرفون شيخنا فركوس وزكيتموه؟! العلامة ربيع: أعرفه أعرفه».
الفائدة السّابعة: وقوف الشيخ على الحقائق ومعرفته بأحوال المفرقين، قال –حفظه الله- عن الشيخ لزهر: «وله كلام كثير، وهو طعن فيَّ -بارك الله فيك-»، وقد صدق في هذا –حفظه الله- فِعلا قد علمَ القاصي والداني أنّ الرجل له كلام كثير، وقد طعن في الشيخ ربيع!
الفائدة الثامنة: مبالغة المفرّقين وكذب أكثرهم في منشوراتهم وكلامهم في مجالسهم أنّهم دافعوا عن شيوخهم وانتصروا لهم عند العلامة ربيع، والذي سُمع في الصوتية وفي هذه الفقرة بالذات يؤكّد ذلك، فالسائل ومن معه استمع لكلام الشيخ حين قال: له كلام كثير وقد طعن فيّ، لكنهم لم يدافعوا ولم ينكروا، لأنّ الشيخ نطق بالحق وتكلم بالصدق.
الفائدة التّاسعة: الردّ على من أنكر تحذير العلامة ربيع من الشيخ لزهر، وعلى من زعم أن الشيخ تراجع عنه، فكلام الشيخ مسموع واضح وجليّ، ومن حذّر من الناس بباطل، حذّروا منه بحق، ولله في خلقه شؤون.
الفائدة العاشرة: عطف الشيخ على السلفيين ورحمته بهم، وتنازله عن حقّه من أجلهم، فلم يشترط أن يعتذر منه أو يكتب في مناقبه، أو يأتي عنده، بل جعل الشرط متعلقا بغيره، وربط القضية بمصلحة السلفيين، بخلاف المُمتَنعين عن التصالح مع إخوانهم بحجة أنّ فلانا طعن فينا! جاء في الصوتية: «وقلت سأسامحه إذا دعا إلى التآلف والتآخي» وقال أيضا: «وإذا دعا إلى الإصلاح مع إخوانه والائتلاف أنا أسامحه حتى لو قال فيَّ ما قال أسامحه»،
الفائدة الحادية عشرة: عناية الشيخ ربيع بالجزائر وبحال الدعوة فيها، جاء في الصوتية: «فأنا همّي الأول والأخير أن يجتمع السلفيون في الجزائر كلهم -بارك الله فيك- على صعيد واحد»، وأهل الجزائر –حكومة وشعبا- بل والعالم كلّه يعرف أنّ الدعوة السلفية في الجزائر كانت صِمام أمان، ورادعة للإرهاب وللثورات التخريبية، فحرص الشيخ على الدعاة السلفيين هو حرص على أمن الجزائر وأمانها، وليس هذا بغريب عنه –حفظه الله-
الفائدة الثانية عشرة: انطلاق الشيخ في وصاياه ونصائحه من نصوص الشرع ومن آثار السلف، فقد جاء في الصوتية: «الخلاف شر، الخلاف شر، الخلاف شر، ويشوّه الدعوة السلفية، {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُم}»، وقال –حفظه الله-: «الله يقول: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}» وقال كذلك –حفظه الله-: «بمقتضى الكتاب والسنة، {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُم }، {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ }، -بارك الله فيكم-، {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا..} قتال!!، الرسول عليه الصلاة والسلام -وهو يخطب- يرى الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ»»، وقال: «يراجعون أخطاءهم ويتوبون منها، ويتقون، ويكونون «كَالجَسَدِ الوَاحِدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى»، وعلينا أن نستحضر أن هذا الاحتجاج من الشيخ بنصوص الوحيين قد حوته خمس دقائق فقط!
الفائدة الثالثة عشرة: وهي متفرّعة عن سابقتها: ومتعلّقة باستظهار الشيخ لآيات القرآن ونصوص السنة، ففضلا عن احتجاجه بالكتاب السنة، فهو يستحضر ويستظهر الحجج في مكانها المناسب وفي وقتها المناسب كذلك، فهو لا يقرأ من ورقة، ولا يدري ما هي أسئلة السائلين، وهذا ما تميّز به الأئمّة، كابن باز $ وغيره.
الفائدة الرابعة عشرة: أنّ الاهتمام بتربّص أعداء الله بالأمّة، والنظر إلى تخطيطهم وترقّبهم، وقطع الطريق عليهم حتّى لا يشمتوا بأهل السنة ولا يفرحوا بما يقع عليهم من بلاء هو من أعظم ما يهتمّ به دعاة الحق وحكماء الدعوة، جاء في الصوتية من كلام الشيخ: «الأعداء يفرحون بهذا الاختلاف»، فإهمال هذا الجانب فتح على السلفيين باب شرّ عظيم.
الفائدة الخامسة عشرة: أنّ من أعظم شواهد الصدق والإخلاص، ومن أبرز علامات المتجرّدين، الدّعوة للاجتماع، وعلى نقيض ذلك وبعكسه يُقال! فالفرقة هي عنوان الهوى، والفرار من الاجتماع هي سمة الكاذبين، وقد أرَتنا هذه الفتنة أدلّة هذه الحقيقة المرّة، جاء في الصوتية: «والمخلصون الصادقون يدعون إلى الاجتماع، وأهل الأهواء يقولون: لا تجتمعوا».
الفائدة السادسة عشرة: أنّ الدعوة إلى الفرقة هي منكر عظيم في حدّ ذاته، وصاحبها صاحب هوى مخالف يلحق بأهل البدع ولا كرامة، وقد أخطأ من قال واعتقد أن المخالفة المخرجة من السلفية لابد أن تكون متعلقة بأصول العقيدة! وهذا وهم فاحش، جاء في الصوتية: «أهل الأهواء الذين يحبون تفريق السلفيين وتشويه الدعوة السلفية يقولون: لا تجتمعوا -بارك الله فيك-، وهذه دعوة باطلة»
الفائدة السابعة عشرة: جاء في الصوتية من كلام الشيخ: «وهؤلاء كلهم إخوة إن شاء الله، يتآخون»، وجاء فيها أيضا: «الله يحفظ الجميع، والله همّي الأوّل والأخير أن يصلح الله بين إخواننا، أسأل الله أن يؤلف بين قلوبهم»، وفيه يظهر اهتمام الشيخ بقضية الدعاة في الجزائر، فهو –حفظه الله- لم يحكم بالإعدام على من حذّر منهم، ولم يطردهم من ساحة هذه الدعوة العظيمة كما فعلوا هم بغيرهم، بل حذّر من شرّهم وهو حريص إلى هذه الساعة على اجتماعهم ورجوعهم لإخوانهم، وهذا دليل إخلاص وصدق، وهذا الذي أغفله المفرقون واجتهدوا في مخالفته، وأذكر جيّدا يوم أن دافع عنّي أخي الفاضل الشيخ حسن بوقليل –وفقه الله- كيف أنكر عليه الشيخ لزهر وقال: لو سكتَّ لاستراح منه النّاس! وكأنّي الجهم بن صفوان أو الخميني! وكأنّي خرجت من الإسلام! مع أنّ خروج الرجل من الإسلام يوجب على من عرفه أن ينصحه وأن يسعى في إدخاله مرة أخرى في رحاب هذا الدين العظيم، فانظروا -رحمكم الله- إلى ربيع السنة يُحذر منهم ويرجو لهم الخير ويأمل أن يجتمعوا مرّة أخرى!
الفائدة الثامنة عشرة: جاء في الصوتية: «ويطردون الشيطان، ويطردون شياطين الجن والإنس الذين يدعون إلى التفريق»، وفيه تأييد وتأكيد لكلامي في بداية الفتنة الذي أقام جمعة ومن معه الدنيا من أجله! عندما تكلمت عن شياطين الجنّ والإنس! فهلاّ تشجّع اليوم هؤلاء المنتفخون وردّوا على الإمام ربيع السنة؟! وإنّي لا أفتخر بكلامي ولا أغترّ به وإنّما أردت التنبيه على ظلم القوم واحتقارهم لطلبة العلم إن هم أصابوا الحق، وفيه دليل أيضا أنّ الله أكرمنا بالاستفادة من أئمتنا فانتفعنا بأقوالهم في الفتن وقلنا بها، ولو كنّا كما يحاول المفرقون وصفنا به من أننا أخذنا العلم عنهم وتعلمنا السلفية منهم، لَكُناّ على رأس المفرقين، ولكُنَّا قائلين بأقوالهم، متبعين آثارهم، فلك الحمد ربّي أن جنّبتنا قدوة السوء.
الفائدة التاسعة عشرة: جاء في الصوتية: «لأن هذا يشوّه الدعوة السلفية»، وجاء فيها كذلك: «لأن هذا يضرّ بهم ويضر بدعوتهم ويشوهها ويشوه دعوتهم»، ونستفيد من هذا الكلام: أنّ أقلّ ما ينظر فيه السلفي في الفتن وفي الخلافات مع إخوانه هو صورة الدعوة السلفية من الخارج، فالأمّة فيها الجهلة وفيها العوام وفيها المنحرف المبتدع، وفي الدنيا كفار ويهود ونصارى، فجمال هذه الدعوة هو خطّ أحمر لابد من التركيز عليه، وهذا رسول الله ﷺ يُعمل هذا الأصل الأصيل في سيرته ومن ذلك امتناعه عن قتل المنافقين، وذكر العلّة فقال ﷺ كما في «صحيح البخاري 4905»: «لا يتحدّث الناس أنّ محمّدا يقتل أصحابه»، وليس القصد من ذلك النفور عن مجرد كلام الناس وإنما المقصود فرار الناس من هذه الدعوة والإعراض عنهما بحجة أن أهلها غير متآلفين بينهم فكيف ندخل بينهم ونعيش فيهم!
الفائدة العشرين: جاء في الصوتية: «السائل: جزاك الله خيرا وحفظك، شيخنا»، وجاء فيها أيضا: «السائل: نحن أبناؤك وأنتم آباؤنا في الدين، نسأل الله أن يحفظكم»، فهؤلاء المساكين يقرّون بأنّ الشيخ ربيعا هو شيخهم، وكما ظهر في الصوتية فقد شكروا الشيخ على أجوبته وأظهروا التجاوب، لكن للأسف لم نسمع عنهم بعد هذه المجالس إلا العناد، بل أظهروا للناس أنهم دخلوا لإقامة الحجة على الشيخ.
الفائدة الواحدة والعشرون: أنّ السلفي ولو كان عاميا له أن يدعوا مشايخه وإخوانه للتآلف، وليس هذا من التدخل فيما بينهم، ولا من الخوض في المسائل الكبيرة، جاء في الصوتية: «العلامة ربيع: وأنتم ادعوا إلى التآلف»، فقد طلب منهم الشيخ الإمام وقد رأى حالهم ومستواهم، وعرف توجههم أن يدعوا إلى الصلح ولم يلزمهم بالسكوت كما فعل المفرقون مع من أراد الإصلاح! وهذا هو الفرق بين الأئمة وبين غيرهم.
الفائدة الثانية والعشرون: أهميّة الاستفادة من أخبار الصحابة وسيرتهم، وضرورة الأخذ بما فهمه السلف من القضايا التي وقعت بين الصحابة، وأخذ العبرة من مواقفهم النبيلة، قال الشيخ كما في الصوتية: «فمنهج السلف إذا حصل خلاف بين السلفيين يؤلفون بينهم -بارك الله فيكم- فأصلح الله به بين أهل العراق وأهل الشام، شوف قتال».
الفائدة الثالثة والعشرون: أنّ رواية الأخبار التي فيها حكم رسول الله ﷺ في بعض المسائل التي اختلف فيها الصحابة ﭫ، والمرويات التي تضمّنت فصله ﷺ في تلك القضايا، ليس هو من الخوض فيما شجر بين الصحابة ﭫ، جاء في الصوتية: «والرسول عليه الصلاة والسلام قد أطلعه الله على ما سيحدث من القتال والخلاف والبلاء، ومع هذا مدح هذا الذي أصلح بينهما، وصلحه بالتنازل عن حقه الأكبر، هو أولى بالخلافة وتنازل لمعاوية وإن كان هو أحق بالخلافة، ليه؟ لأجل الصلح -بارك الله فيكم-، والرسول أثنى عليه بهذا العمل».
الفائدة الرابعة والعشرون: جاء في الصوتية من كلام الشيخ: «لا تتعصبوا لطرف»، وجاء فيها كذلك: «يا إخوان، إياكم والتعصّب، فليس -والله- من منهج السلف ولا من دين الإسلام التعصب الأعمى، أبدا ما فيش تعصب كلٌّ عنده خطأ من الطرفين، أنا أعرف، الخطأ موجود عند الطرفين، الطرفين عندهم أخطاء»، فالشيخ –حفظه الله- نهى عن الداء العضال الذي فتك بالكثير من المسلمين، وكان هو –وفقه الله- أوّل من عمل بهذا الوصيّة، فأثبت الأخطاء للطرفين ولم يُجامل أحدا على الحق، كلّ ذلك حرصا منه لكي لا يظهر وكأنّه منحاز لطرف على طرف، فهو أب الجميع وشيخهم، بيّن لهم أن الأخطاء لا يسلم منها أحد، مع أن المفرقين أظهروا ضعفهم وفراغ جعبتهم من الحجج، ومع ذلك سهّل الشيخ في القضية ونسب الأخطاء للطرفين، ولكنّه ركّز على من رفض التراجع وحرص على تفريق السلفيين وشدّد عليه لأنّ خطأه أعظم بكثير.
الفائدة الخامسة والعشرون: جاء في الصوتية: «السائل: أنتم تعرفون شيخنا فركوس وزكيتموه»، وكلام السائل المسكين دليل على قلّة فهمه، وضعف إدراكه وإنصافه، فتزكية الشيخ ومعرفتُه لا يُلتفت إليها إلا إذا كان الحديث عن شيوخهم، لأنّ السائل على يقين أنّ الشيخ كذلك يعرف مثلا الشيخ عبد الغنيّ ويزكّيه! فلماذا تطيش هذه الموازين عندما نعكس القضية؟! إنّه الهوى المُتلف للعقول.
الفائدة السادسة والعشرون: كذب المفرقين في نقاشهم مع الشيخ وقد ثبت في عدّة مناسبات يصعب حصرها، ومنها ما جاء في هذه الصوتية: «السائل: قد دعاهم لمجالس الصلح ولم يستجيبوا»، وهي كذبة من شقين: الأول: دعوة الشيخ فركوس للصلح! والثاني: رفضهم للصلح! والمنصفون يدركون الحقيقة.
الفائدة السابعة والعشرون: معرفة الشيخ التامة بحقيقة الخلاف وبما وقع بين المشايخ وجوابه السريع الاستنكاري أفضل برهان، جاء في الصوتية: «العلامة ربيع: ما هو صحيح، هم الذين يدعون إلى الصلح قَبل فركوس، الطرف الثاني جماعة الإصلاح هم الذين يدعون إلى الصلح، ولهم كتابات ودعايات كثيرة بارك الله فيك، فلا تصدق هذا الكلام»
الفائدة الثامنة والعشرون: ثبات الشيخ على مبادئه التي استلهمها من شريعة الإسلام ومنها المطالبة بالأدلّة، وثبات المفرقين على مبادئهم المستمدّة من وحي الشيطان في إهمال الأدلّة، جاء في الصوتية: «السائل: سمعنا الكلام من عند الشيخ فركوس أنّه دعاهم للصلح ولكنّهم أبوا، العلامة ربيع: فين دعوته؟ هاتها»
الفائدة التاسعة والعشرون: أدب العلامة ربيع الذي ضيّعه المفرّقون في هذه الفتنة! فالشيخ لم يُكذّب السائل ولم يرد خبره، فقال –حفظه الله-: «وأنا أشكره إذا دعاهم وأقول صمّم على هذا وادعهم وكرّر هذا بارك الله فيه، وأنا أعتقد أنهم لن يرفضوا أبدا»، وقد رأينا اليوم كيف يُكذّب الصادق في خبره حتى لو أقسم بالأيمان المغلظة، ودعا إلى المباهلة، ودعا على المُكذِّب.
الفائدة الثلاثين: شهادة عزيزة أدلى بها حامل لواء الجرح والتعديل الإمام ربيع المدخلي في حقّ مشايخ الإصلاح وأنّهم يحرصون على الصلح! جاء من كلامه في الصوتية: «لأنّهم حريصون جدّا على الصلح، وقد كتبوا كتابات في هذا، ولهم مقالات وتوقيعات ثمانية منهم على مقال واحد يدعون فيه إلى التآلف والاجتماع»، فهل نترك مثل هذه الشهادات الجليلة ونأخذ بشهادات الجهلة من المَفتُونين النمّامين؟! والحمد لله رب العالمين.

رابط التعليق pdf
http://docdro.id/xCIgcKa
كتبه: أبو معاذ محمد مرابط
الأحد 29 ذو الحجة 1439 هـ الموافق لـ 09 / 09 / 2018 م


التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 10 Sep 2018 الساعة 03:01 PM
رد مع اقتباس