عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20 Apr 2016, 01:12 PM
أبو عاصم مصطفى السُّلمي أبو عاصم مصطفى السُّلمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2016
المشاركات: 607
افتراضي صَيْدٌ جَنَاهُ إِعْمَالُ الفِكْرَةِ

بــــسم الله الرحمن الرّحيــــم

قال الله ﷻ : ﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ (21) سورة الحشر
قال أبو سليمان الداراني: إني لأخرج من منزلي فما يقع بصري على شيء إلا رأيت لله فيه نعمة ولي فيه عبرة.
ولما سئلت أم الدرداء عن أفضل عبادة أبي الدرداء قالت: التفكر والاعتبار.

و مما صادَ الخاطرُ و جناهُ إعمال الفِكرِ في أمورٍ شتى ، هذه الكلمات التي أحسَبُ أنّها تدُّل على الواقع ، و تُنبِّه على بعض الوقائع ، و قد توقظ الوسنان و ترشد الحيران . مُستضيئا بكتاب الله تعالى ، مُهتديا بسنّة نبيه ﷺ . و هي شبيهةٌ بما يُصطلَح عليه اليوم بالتّغريدات .
فإن أصبتُ فالمنة و الفضل لله وحده ، و إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان ، و رحم الله عبداً رأى خلّة فسدّها أو شاردة فردّها.

[[ مَنْ أَعْمَلَ فِكْرَهُ وَ شَحَنَ هِمّتَهُ لِيَبْنِيَ مُسْتَقْبَلَهُ فَقَدِ اتَّصَلَ حَاضِرُهُ بِمَاضِيهِ ، وَ مَا فَاتَكُمُ اليَوْمَ قَدْ تُدْرِكُونَهُ غَداً ، وَ لَيْسَ مِنَ الحَزْمِ فِي شَيْءٍ قَتْلُ الأَعْمَارِ بِالبُكَاءِ عَلَى السَّوَالَفِ ]]

[[ كُلَّمَا أَصْبَحَ المَرْءُ فَوَجَدَ قَلْبَهُ يَنْبِضُ ، وَ نَفَسَهُ يَدْخُلُ وَ يَخْرُجُ ، أَيْقَنَ أَنَّهُ لاَ يَزَالُ حَيّاً . لَكِنَّ العُقَلاَءَ لاَ يَظُنُّونَ الأمْرَ كَذَلِكَ ، إِنْ كُنْتَ تَعُدُّ نَفْسَكَ مِنْ جُمْلَتِهِمْ فَأَنْتَ تَعْرِفُ مَنْ هُوَ الحَيُّ حَقّاً ، وَ إِنْ لَمْ تَكُنْ مِنْهُمْ فَاعْلَمْ أَنَّ الحَيَّ مَن رُزِقَ الإِيمَانَ وَ التَّقْوَى وَ أَتْبَعَ ذَلِكَ بِالعَمَلِ الصَّالِحِ ]]
عدّلتُ العبارة و قرّبتُ المعنى تبعا لتوجيه شيخنا الحبيب خالد حمودة

[[ يَسْتَسِيغُ البَعْضُ أَنْ يُسَمِّيَ مَا نَحْنُ فِيهِ هَا هُنَا ( عَالَماً إِفْتِرَاضِيّاً ) ، لَكِنَّ الإِعْتِقَادَ الجَازِمَ بِأَنَّ كُلَّ مَا تَكْتُبُهُ أَوْ تَفْعَلُهُ هُنَا أَنْتَ مُحَاسَبٌ عَلَيْهِ ، إِنْ خَيْراً فَخَيْرٌ وَ إِنْ شَرّاً فَشَرٌّ ، هَذَا يُنْبِيكَ أَنَّهُ عَالَمٌ حَقِيقِيٌّ ، لاَ يَنْفَصِلُ عَمَّا نَعِيشُهُ و نَعِيشُ فِيهِ .
أَلاَ فَلْيُرَاقِبْ أَحَدٌ رَبَّهُ وَ لْيُحَاسِبْ نَفْسَهُ ، فَرُبَّ لَفْظَةٍ أَوْبَقَتْ صَاحِبَهَا أَوْ أَعْتَقَتْهُ ]]


[[ إِذَا عَلِمْنَا يَقِيناً أَنَّ السَّبِيلَ الذِّي سَلَكَهُ الأَنْبِياءُ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ ـ وَ الصَّحَابَةُ ـ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ ـ أَوْصَلَهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ ، فَرَضِيَ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ . و أَنَّ الطُّرُقَ التِّي أَحْدَثَهَا المُحْدِثُونَ ـ جَدَلاً ـ لاَ نَعْرِفُ أَأَوَصَلَتْ أَهْلَهَا أَمْ لَمْ تُوصِلْهُمْ ، أَلَيْسَ مِنَ السَّفَهِ أَنْ نَخْتَارَ الطَّرِيقَ المَشْكُوكَ فِيهِ وَ نَذَرَ المُتَيَقَّنَ كَوْنُهُ مُوصِلاً ]]
(و إن كنا نعلم علم اليقين أن السبل المحدثة حائدة عن الجادة مائلة عن الصواب ، لكنّه مثل ضربناه جدلا للألدِّ الخصِمِ)

[[ أُنْظُرْ إِلَى مَعَايِبِ النَّاسِ بِعَيْنَيْ خُفَّاشٍ ، وَ انْظُرْ إِلَى مَعَايِبِ نَفْسِكَ بِعَيْنَيْ صَقْرٍ ، وَ كُنْ فِي سَعْيِكَ إِلَى مَنَازِلِ الآثَامِ كَالأَشَلِّ المُقْعَدِ ، وَ طِرْ إِلَى مَوَاطِنِ الثَّوَابِ طَيَرَانَ البَاشِقِ وَ الشَّاهِينِ ]]

[[ كُنْ إِلَى غَسْلِ ذُنُوبِكَ أَسْرَعَ مِنْكَ إِلَى غَسْلِ أَدْرَانِ ثَوْبِكَ وَ جِلْدِكَ ، وَ كُنْ لِحَسَنَاتِكَ أَجْمَعَ مِنْكَ لٍدُرَيْهِمَاتِكَ ، وَ كُنْ أَحْرَصَ عَلَى مَرْضَاتِ مَعْبُودِكَ ـ جَلَّ وَ عَلاَ ـ مِنْكَ عَلَى مَرْضَاتِ مَحْبُوبِكَ ـ مِنَ الخَلْقِ ـ ، تَعِشْ عِيشَةَ السُّعَدَاءِ وَ تَمُتْ مِيتَةَ الشُّهَدَاءِ ]]

[[ هَبْ أَنَّ رَجُلاً يَرْجِعُ القَهْقَرَى ، زَائِغَ البَصَرِ شَارِدَ اللُّبِّ ، فِي خَطِّ سَيْرِهِ جُرْفٌ بَعِيدُ القَاعِ شَدِيدُ الغَوْرِ ، فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَيْهِ ،
أَخَذَ بِيَدِهِ آخِذٌ فَجَنَّبَهُ زَلَّةَ الرَّدَّى وَ عَثْرَةَ العَطَبِ ، فَشَكَرَ الرَّجُلَ وَ حَمِدَ ، وَ فَدَّاهُ بِالأُمِّ وَ الأَبِ وَ الوَلَدِ .
إِذَا قَيَّضَ اللهُ لَكَ امْرِءاً مِنْ أَهْلِ النَّصِيحَةِ وَ الرَّشَادِ يَدُلُّكَ عَلَى الخَيْرِ وَ يَنْهَاكَ عَنِ الشَّرِّ ، فَاستحْضِرْ أَنَّكَ الرَّاجِعُ القَهْقَرَى وَ أَنَّهُ الآخِذُ بِاليَدِ ]]


[[ أَلَا تَعْجَبُونَ مِنِ امْرِيءٍ يَعْدُو وَ يَقْفِزُ زُهَاءَ التِّسْعِينَ دَقِيقَةً أَوْ تَزِيدُ ، خَلْفَ جِلْدٍ مَنْفُوخٍ يَنِطُّ هُنَا وَ هُنَاكَ ، وَ يَعْجَزُ عَنْ أَدَاءِ السُّنَنِ أوِ الرَّوَاتِبِ . وَ مِنْ رَجُلٍ يَتَكَلَّمُ دَهْراً طَوِيلاً فِي السَّفَاسِفِ وَ السَّفَاهَاتِ وَ لَا يَعْتَرِيهِ الكَلَلُ ، وَ إِذَا أُمِرَ بِذِكْرِ اللهِ ادَّعَى السَّآمَةَ وَ المَلَلَ .
أَلَيْسَتْ قُلُوبُهُمْ بِأَحْوَجَ إِلَى إِعَادَةِ الإِعْمَارِ مِنْ طُلُولٍ عَفَتْ مِنْهَا الآثَارُـ ]]

ما صُبغ بالأحمر هنا من تعديل شيخنا الحبيب خالد حمودة

[[ يَمْتَطِي الرَّجُلُ العَظِيمُ الهَامَةِ المِيزَانَ ، فَيُنَبِّئُهُ أَنَّهُ تَخَطَّى القِنْطَارَ وَ قَارَبَ وَزْنَ الحِمَارِ ، بِمِيزَانِ الثُّومِ وَ البَصَلِ ...
... لَكِنْ كَمْ تُرَاهُ يَزِنُ إِذَا اعْتَلَى مِيزَانَ الشَّرْعِ وَ المُرُوءَةِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِﷺ قَالَ : " إِنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يَزِنُ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ " ثُمَّ قَرَأَ : (( فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا )) . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَجْنِي لَهُمْ نَخْلَةً ، فَهَبَّتِ الرِّيحُ فَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهِ . قَالَ : فَضَحِكُوا مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ : " أَتَضْحَكُونَ مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ جَبَلِ أُحُدٍ " .]]


[[ أَنَا فَرْدٌ مِنْ هَذَا العَالَمِ ، وَ أَنْتُمْ يَا إِخْوَانَ المُنْتَدَى أَعْرَفُ بِي مِنْ سَائِرِ العَالَمِ ، وَ أَهْلُ بَلَدِي أَعْرَفُ بِي مِنْكُمْ ، وَ أَصْحَابِي وَ أَقَارِبِي أَعْرَفُ بِي مِنْ أَهْلِ بَلَدِي ، وَ زَوْجِي أَعْرَفُ بِي مِنْهُمْ ، وَ أَنَا أَعْرَفُ بِنَفْسِي مِنْهَا ، وَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى أَعْلَمُ بِي مِنْ نَفْسِي وَ بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ...
وَ لَيْسَ الشَّأْنُ فِيمَا يَعْرِفُهُ النَّاسُ عَنْكَ ، بَلِ الشَّأْنُ كُلُّ الشَّأْنِ فِيمَا يَعْلَمُهُ الرَّحْمَنُ تَعَالَى مِنْكَ
فَالْمُوَفَّقُ وَ السَّعِيدُ مَنْ عَرَفَ اللهَ حَقًّا وَ عَبَدَهُ صِدْقًا ]]


[[ لَأَنْ يُطْعَنَ المَرْءُ بِرِمَاحِ النَّصِيحَةِ وَ يُجْلَدَ بِسِيَاطِ الأَمْرِ بِالمِعْرُوفِ وَ النَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُتَوَّجَ بِتَاجٍ مِنْ سَرَابٍ وَ يُرْفَعَ عَلَى عَرْشٍ صَنَعَتْهُ حَنَاجِرِ المَادِحِينَ وَ مَقَالَاتُ المُدَاهِنِينَ ]]

( جديد ) . [[ إِيتَاءُ الرَّأْيِ أَهْلَهُ ، وَ النَّحْوُ فِي مَنْحَاهُمْ ، أَوْلَى بِالظَّفَرِ غَانِماً وَ الأَوْبَةِ سَالِماً ، مِنِ امْتِطَاءِ سَجِيحَةِ الرَّأْسِ .
وَ اجْتِمَاعُ الثُّلَّةِ عَلَى رَأْيٍ ضَعِيفٍ ، خَيْرٌ مِنِ افْتِرَاقِهِمْ عَلَى رَأْيٍ رَجِيحٍ ]]


( جديد ) . [[ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَتَلَذَّذَ بِطَاعَةِ الجَبَّارِ ، فَاجْعَلْ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ المَحَارِمِ خَنَادِقَ مِنْ نَارٍ ، كَأَنَّمَا أُودِعَتِ النِّفْطَ وَ القَارَ ، وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّذَّتَانِ لَا تَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبٍ وَاحِدٍ ، كَمَا لَا يَتَّفِقُ النَّاسِكُ وَ المَارِدُ
وَ إِذَا كَانَ إِقْبَالُكَ عَلَى كَلَامِ الرَّحْمَنِ ، أَشَدَّ مِنْ إِقْبَالِ المُتَيَّمِ عَلَى المَحْبُوبِ وَ الهَيْمَانِ ، فَاعْلَمْ أَنَّكَ عَلَى المَحَجَّةِ وَ السَّبِيلِ ]]


( جديد ) . [[ أَغْلَبُنَا قَدْ أَتَتْ عَلَيْهِ سِنُونَ ، وَ هُوَ يُعْمِلُ قَلَمَهُ فِي الصَّحَائِفِ ذَاتِ البَيَاضِ ، فَهَلْ أَجَالَ نَظَرَهُ فِيمَا سَوَّدَتْ يَوْماً يَدَاهُ ، وَ صَعَّدَ الفِكْرَ فِيمَا أَرَاقَتْ مِدَادَهُ يُمْنَاهُ ،فَلْيُقلِّبْ صَفَحَاتِ مَخْطُوطَتِهِ مُدَقِّقاً وَ يُصَوِّبُ اللُّبَّ فِيهَا مُحَقِّقاً ، وَ يُنقِّحُ وَ يُرَجِّحُ ، وَ يُصَحِّحُ وَ يُلَقِّحُ
فَإِنَّ المَرْءَ قَدْ يَسْطُُرُُ اليَوْمَ مَا لَا يَرْتَضِيهِ غَداً ، وَ يَسْتَقْبِحُ اليَوْمَ مَا اسْتَحْسَنَهُ أَمْسِ
فَهَاكَ دَعْوةٌ ، لِتجْدِيدِ البِنَاءِ ، وِ اسْتِصْلَاحِ الفِنَاءِ ، فَقَدْ يَطُولُ بِكِتَابِكَ بَعْدَكَ البَقَاءُ ]]

كتبه : الفقير إلى عفو ربه و مولاه
أبو عاصم مصطفى بن محمد السُّلمي
تبلبالة زوالَ يوم الأربعاء السابع و العشرين من جمادى الثاني 1437 ه
ـ


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عاصم مصطفى السُّلمي ; 30 Aug 2016 الساعة 06:05 PM
رد مع اقتباس