عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02 May 2016, 02:10 PM
أبو الحسن نسيم أبو الحسن نسيم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 390
افتراضي من علامات قرب الساعة موت الفجأة وهو أخذة أسف للكافرين والفاجرين



من علامات قرب الساعة موت الفجأة وهو أخذة أسف للكافرين والفاجرين



الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين،وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد:
فقد روى الضياء المقدسي في المختارة2327 عن عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مِنَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ أَنْ يُرَى الْهِلالُ قَبَلا فَيُقَالُ لِلَيْلَتَيْنِ وَأَنْ تُتَّخَذَ الْمَسَاجِدُ طُرُقًا وَأَنْ يَظْهَرَ مَوْتُ الْفُجَاءَةِ صحيح الجامع 5899
قال المناوي في التيسير في شرح الجامع الصغير 2/380،من الشاملة:((من اقتراب السَّاعَة أَن يرى الْهلَال قَبلا) بِفَتْح الْقَاف وَالْمُوَحَّدَة أَي يرى سَاعَة مَا يطلع لعظمه ووضوحه من غير أَن يتطلب (فَيُقَال هُوَ لليلتين) أَي هُوَ ابْن لَيْلَتَيْنِ (وَأَن تتَّخذ الْمَسَاجِد طرقا) للمارة يدْخل الرجل من بَاب وَيخرج من آخر فَلَا يُصَلِّي فِيهِ تَحِيَّة وَلَا يعْتَكف فِيهِ لَحْظَة (وَأَن يظْهر موت الْفجأَة) فَيسْقط الانسان مَيتا وَهُوَ قَائِم يكلم صَاحبه أَو يتعاطى مَصَالِحه .
معاشر الكرام،لقد صدق رسول الله فيما أخبر،وظهرت أعلام نبوته في هذا الأمر الذي لا ينكره أحد من كثرة موت الفجأة،بأسباب مختلفة وطرق متنوعة،بينما الرجل مصبّح في أهله بين أصحابه وأحبابه،إذا به يمسي في قبره وحيدا أمام عمله.
بينما الإنسان منعم في دنياه إذ بالخبر ينزل على قرابته وخلانه أن فلان بن فلان قد مات.
هذا بحادث مرور،أو حادث عمل،أو سقوط من عمارة،وآخر بسكتة قلبية،وثالث بجلطة دماغية،ورابع بتعد عليه،وخامس سقط من غير سبب يفسره الأطباء،وسادس يتوفاه الله من حينه بسبب زلزال عنيف سقطت عليه جدران بيته،وسابع بغرق في البحر ،إلى غير ذلك من الأسباب والموت واحد.
كم فراقَنا من حبيب،كم تركَنا من صديق،كم غادرَنا من قريب،كم ودعَنا من أقارب،كثير منهم أو بعضهم كانوا في صحة وعافية فإذا بالموت يباغتهم،وإذا بملك الموت يقبض أرواحهم،وإذا بالخروج من الدنيا وترك ما خولهم ربهم وراءهم ظهريا.

معاشر الكرام:
إن كثيرا من الناس ممن فجأهم الموت لم يكونوا ينتظرون هذا الأجل المحتوم،ولم يكونوا ليعلموا بهذه النهاية،ولم يكونوا قد تأهبوا واستعدوا للقاء الله،بل كانوا في غفلة من أمرهم،قد تعلقت نفوسهم بزخارف الدنيا الفانية،وأمانيها الباطلة،حتى دهمهم الأمر المحتوم،فإذا هم مبلسون حائرون،ولا شك أن موت الغافلين والمعرضين والعاصين فجأة من غير سب مرض من أثر غضب الله تعالى عليهم
روى أبو داود في سننه،3310،عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «مَوْتُ الْفَجْأَةِ أَخْذَةُ الْأَسَفِ» ". صحيح أبي داود
قال القاري،في المرقاة 3/1162 ،من الشاملة،نقلا عن الزين:(مَوْتُ الْفُجْأَةِ أَثَرٌ مِنْ آثَارِ غَضَبِ اللَّهِ فَلَا يَتْرُكُهُ لِيَسْتَعِدَّ لِمَعَادِهِ بِالتَّوْبَةِ، وَإِعْدَادِ زَادِ الْآخِرَةِ وَلَمْ يُمْرِضْهُ لِيَكُونَ كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ.)
ما أشد حسرة هؤلاء،وما أعظم خسارتهم،أن يخرجوا من الدنيا قبل أن يستدركوا ما فاتهم في جنب الله من طاعته وعبادته.
ما أشد غبنهم،وقد خرجوا من الدنيا ولم يتوبوا من ذنوبهم ومعاصيهم وأوزارهم.
ما أقبح حالهم والملائكة تقبض أروحهم وهم مجرمون(ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون)(ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق)ما أفضع ذلك الحال حين تأتيهم الملائكة سود الوجوه على من منظر قبيح فضيع تأخذ تلك الروح الخبيثة القبيحة التي فاجأها الموت..
وأما المؤمن الذي يوفقه الله تعالى فإنه يستعد بالعمل الصالح في كل وقت ،والتوبة النصوح من كل ذنب ،فإذا نزل عليه الموت كان قد أعد للأمر عدته،وتهيأ للقاء الله،فالموت راحة له لأنه يخرجه من ضيق الدنيا إلى سعة الجنة،ورضوان الله.فيا فوز الطائعين،ويا سعادة المؤمنين،ويا نجاح المتقين،حين جعلوا الدنيا دار ممر،واتخذوا فيها صالح الأعمال طريقا لهم للوصول إلى الجنان،فاتقوا الله عباد الله،واعتبروا بمن قد مات،وتزودوا فإن خير الزاد التقوى،وتأهبوا للموت في كل الأوقات ،ولا تغتروا بالأماني الباطلة،والغرور الزائف، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور.
فائدة:
لم يثبت الحديث بلفظ:(موت الفجأة راحة للمؤمن وأخذة أسف للفاجر) وهو عند أحمد في المسند وغيره (25042)،كما أشار إليه العلامة الألباني في ضعيف الجامع برقم 5896.
وبالعموم فالموت للمؤمن راحة له كما في الصحيحن (البخاري 6512ومسلم950)عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ: «مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا المُسْتَرِيحُ وَالمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ قَالَ: «العَبْدُ المُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ، وَالعَبْدُ الفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ العِبَادُ وَالبِلاَدُ، وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ»

نسأل الله تعالى أن يرحم موتانا وموتى المسلمين،نسأله تعالى أن يوفقنا للاستعداد للقاء الله إنه بر رحيم.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحسن نسيم ; 04 May 2016 الساعة 04:15 PM
رد مع اقتباس