عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 10 Dec 2016, 10:30 PM
أبو أنس يعقوب الجزائري أبو أنس يعقوب الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 382
افتراضي

قال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة –شفاه الله-:
فضيلة الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله ورعاه – مكة المكرمة-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد فقد نظرت في نصائحكم الغالية، والنصح أغلى ما يباع ويوهب وأكبرت فيكم الروح الإسلامية العالية والرغبة الصادقة في أن يتحلى الشباب الإسلامي بالخلق القرآني فلا يرى خيره إلا في خير مجتمعه وأن يكون للصالح العام عمله.
أنتم تعلمون فضيلة الشيخ أن الشعب الجزائري منذ أن أنعم الله عليه بالإسلام لم يتحول عنه ولم يعرف دينا غيره، ورغم محاولات الاستعمار التي استعمل فيها كل الوسائل لسلخه عن دينه وتحويله عن لغته وطمس كل مقومات هويته فإنه لم يفلح لأنّ تمسكه بدينه صحيحا وسليما وناصعا كما تلقاه من الفاتحين الأوائل حماه من الذوبان، بل كان الدافع الرئيس لمقاومة المحتل وطرده من البلاد، غير أن الاستعمار لم ينته بخروجه ولم يستسغ هزيمته وقدَّر أن ما لم يقدر عليه بالحكم المباشر قد يحققه بالخديعة والدسائس والمؤامرات، ومن المؤسف أن البعض لم يتفطن لأهدافه الرامية إلى إبقاء هيمنته على الشعوب المستقلة بإثارة الفتن وبث الفرقة تحت ستار الدين مرة وباسم الديمقراطية مرة أخرى، وانغمس في أعمال إجرامية وتمادى في الضلال فارتكب المجازر المروعة ضد الأبرياء من شعبه واستحدث أمورا لا تقرها شريعة ولا قانون صدّت الشعوب عن متابعة مسيرتها نحو الرخاء والازدهار، بل دفعت بها إلى التخلف سنين وسنين.
وبعد أن ضعفت شوكة العرب والمسلمين، ودبّ فيهم الوهن، لم يعد الطامعون يتسترون على أهدافهم أو يخفون مطامعهم في وطن العرب والمسلمين، وأنتم ترون ما يجري في أفغانستان وفي فلسطين، وما جرى في أندونسيا وما هو واقع في الشيشان والفلبين، وتلمسون بأنفسكم تلك الحملة الإعلامية المسعورة التي تعرّضت لها المملكة، لا لشيء إلاّ لأنّها تعمل لخير العرب والمسلمين.
إنّ أمام علماء المسلمين مهمة مقدّسة تدعوهم إلى هبة قوية لتعميق الإيمان في قلوب الشباب، وتعريفه بدوره الحقيقي تجاه دينه ووطنه وتصحيح انحراف البعض حتى لا تُتخذ أعمالهم ذريعة لشن حملة صريحة ظالمة ضد الإسلام والمسلمين.
إننا نعوّل عليكم فضيلة الشيخ في نجاح هذه المهمّة فما من أحد أقدر منكم أنتم الذين تشبعتم بمكارم الأخلاق واقتبستم من هدي الرسول نورا تضيئون به الطريق للأجيال الحائرة التي بدونكم قد تضل سواء السبيل.
وإذ أشكركم على ما قدمتموه لنا من نصائح سوف نهتدي بها في أعمالنا إن شاء الله أتمنى لكم موفور الصحة ودوام السعادة في جوار الكعبة الشريفة.
والسلام عليكم تحية ملؤها الإخلاص والوفاء من أخيكم في الله عبد العزيز بوتفليقة
حرّر بالجزائر في يوم 15 ربيع الأوّل 1423 هـ الموافق لـ 28 مايو 2002

منقول من مقال بعنوان : {ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله}: رسالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة –شفاه الله- إلى سماحة الشيخ ربيع المدخلي –حفظه الله-

لأخينا الفاضل أبو معاذ مرابط وفقه الله

رد مع اقتباس