[عبد العزيز بوفلجة]

بارك الله في علم شيخنا العلامة عبد المحسن العباد البدر, وأطال عمره في خدمة الإسلام وأهله, وجزاه عن الجميع خير الجزاء, إنه جواد كريم.

توضيح بالنسبة لرسالة أبي محمد الجويني المتوفى سنة(438ه):

قال شيخنا العلامة المحدث عبد المحسن البدر حفظه الله ورعاه: (انتهى أمر أبي محمد الجويني والد إمام الحرمين إلى الرجوع إلى اعتقاد أهل السنة والجماعة كما هو مثبت في رسالة له في ذلك ضمن مجموعة الرسائل المنيرية، وهي الرسالة الثامنة من الجزء الأول من هذا المجموع). انتهى كلامه وفقه الله.

هذه الرسالة هي الموسومة بـ: (رسالة في إثبات الاستواء والفوقية), وقد اُختلف في تحقيق نسبة هذه الرسالة, والمشهور عند طوائف من أهل العلم المعاصرين أنها لأبي محمد عبد الله بن يوسف الجويني المتوفي سنة(438ﻫ), كما هو مثبت في مجموعة الرسائل المنيرية (1/174), لكن طبعت هذه الرسالة مستقلة بتحقيق: عدنان بن حمود أبو زيد, ورجح أن هذه الرسالة ليست للجويني الأب, بل هي: لعماد الدين أحمد بن إبراهيم الواسطي المعروف بابن شيخ الحزاميين المتوفي سنة(711ﻫ), وجعل نقله عن عبد الغني من ((عقيدته)) -كما أطلق ذلك صاحب الرسالة (ص 34)-, وهو ابن عبد الواحد المقدسي المتوفي سنة(600ﻫ), هو الحاسم في إثبات الرسالة لهذا الأخير.

وهو كما قال, فما نقله صاحب هذه الرسالة عن عبد الغني المقدسي موجود في ((عقيدة عبد الغني)) وقد سقط هذا النقل من طبعة المكتب الإسلامي التي اعتنى بها زهير شاويش, وكذا من ((أربح البضاعة في معتقد أهل السنة والجماعة)), وقد أثبت النقل عن الحافظ عبد الغني في ((مجموعة الرسائل المنيريَّة)).

قال ابن الحزاميين (ص 34): «قال الإمام الحافظ عبد الغني في عقيدته لما ذكر حديث «الأوعال» قال: رواه أبو داود, والترمذي وابن ماجة, وقال حديث الروح: رواه أحمد والدارقطني».
انظر ما ذكره عن حديث الأوعال: تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر (ص 79), وأما ما ذكره عن حديث الروح فانظر: (ص 91).



ولعله والله أعلى وأعلم أن ابن شيخ الحزاميين هذا هو الذي ناظره شيخ الإسلام ابن تيمية كما في الرسالة المدنية, وكما هو في جامع الرسائل(5/63), وكان يقول شيخ الإسلام عنه: قال الفاضل الباحث.

والله الموفق والهادي لسواء السبيل.