عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 23 Feb 2020, 08:28 AM
يوسف شعيبي يوسف شعيبي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2017
المشاركات: 107
افتراضي

جزاك الله خيرًا أخي جمال على هذه المقالة التي أَبَنْت بها البواطيل التي تضمَّنها كلام الدكتور فركوس، وهي كافية في رد هذا المصطلح "المطاطي" المحدَث "التهميش"؛ وقد كان السلف يتحرون الألفاظ الشرعية الواضحة وينهون عن استعمال الألفاظ المجملة المشتبهة؛ قال شيخ الإسلام رحمه الله: "الأئمة الكبار كانوا يمنعون من إطلاق الألفاظ المبتدعة المجملة المشتبهة؛ لما فيها من لبس الحق بالباطل، مع ما تُوقعه من الاشتباه والاختلاف والفتنة، بخلاف الألفاظ المأثورة، والألفاظ التي بُيِّنت معانيها؛ فإن ما كان مأثورًا حصلت به الألفة، وما كان معروفًا حصلت به المعرفة، كما يروى عن مالك -رحمه الله- أنه قال: إذا قلَّ العلمُ ظهر الجفاء، وإذا قلَّت الآثار كثرت الأهواء. فإذا لم يكن اللفظ منقولاً ولا معناه معقولاً ظهر الجفاء والأهواء، ولهذا تجد قومًا كثيرين يحبُّون قومًا ويبغضون قومًا لأجل أهواء لا يعرفون معناها ولا دليلها، بل يوالون على إطلاقها أو يعادون من غير أن تكون منقولة نقلاً صحيحًا عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلم وسلف الأمة، ومن غير أن يكونوا هم يعقلون معناها، ولا يعرفون لازمها ومقتضاها، وسبب هذا إطلاقُ أقوال ليست منصوصةً وجعلها مذاهب يُدعى إليها ويوالى ويعادى عليها، وقد ثبت في الصحيح أن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان يقول في خطبته: إنَّ أصدق الكلام كلامُ الله، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتُها، وكل بدعة ضلالة. فدينُ المسلمين مبنىٌّ على اتباع كتاب الله وسنَّة رسوله وما اتَّفقت عليه الأمَّة، فهذه الثلاثة هي أصول معصومة، وما تنازعت فيه الأمَّة ردُّوه إلى الله والرسول، وليس لأحدٍ أن ينصب للأمَّة شخصًا يدعو إلى طريقته، ويوالي عليها ويعادي غيرَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولا ينصب لهم كلامًا يوالي عليه ويعادي غير كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وما اجتمعت عليه الأمة، بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصًا أو كلامًا يفرِّقون به بين الأمَّة يوالون على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون". "درء تعارض العقل والنقل" (1/ 271 - 272).

رد مع اقتباس