عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14 May 2019, 12:14 PM
أبو عبد المحسن عبد الكريم الجزائري أبو عبد المحسن عبد الكريم الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 94
افتراضي دفاع عن إمام الجرح والتعديل لشيخنا الفاضل عمر الحاج مسعود حفظه الله

دفاع عن إمام الجرح والتعديل


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه وعلى من اتبع هداه،أما بعد،

فإن الكلام الأخير الصادر من أزهر سنيقرة هدانا الله وإياه فيه سوءُ أدب واضح وطعن صريح وانتقاص شنيع للشيخ ربيع، فالصوتية التي فيها تسع وأربعون ثانية أي أقل من دقيقة تحتوي على خمسة طعون في إمام الجرح والتعديل، وهي:

1- ليس هو في مستوى الشيخ الفوزان، حتى يتكلم في ابن هادي ويجرحه.
وهذا كلام غريب لم نعهده من قبل، وهل أنت يا أزهر في مستوى الشيخ عبد الغني عوسات مثلا حتى تجرح المشايخ والطلبه وتتعرض لهم.
والشيخان ربيع والفوزان عندنا من العلماء الكبار الذين يُرجع إليهم، ولكل واحد اختصاصُه وفنه، وجعلُ أحدهما أكبر من الآخر ليس له معنى هنا إلا الطعن والانتقاص و رفض الأحكام والتوجيهات، وهذا ما أراده أزهر في ادعائه أن ربيعا ليس في مستوى الفوزان، وكل هذا لا ينفعه لأن الفوزان لا يقبل يقينا منهجهم الجديد، وأقوالُه حفظه الله معروفة.
فالمرادُ إذن التهربُ من نصائح الشيخ ربيع والتخلصُ من أحكامه لا غير.

2- تكلم بغير حق: يعني صار يتكلم بالباطل ويتبع الهوى، وهذه فرية صلعاء، وما جرك لهذا إلا أنه نصحك وابن هادي وحذر منكما حتى ترجعا إلى الصلح والاجتماع مع إخوانكم والتعاون معهم على البر والتقوى.
ثم كيف يكون تكلم بغير حق وهو إنما تلا آيات القرآن الكريم، وبين حكم القذف وما يترتبُ عنه، قال تعالى:
(والذين يرمُون المُحصنات ثُم لم يأ تُوا بأربعة شُهداء فاجلدُوهُم ثمانين جلدة ولا تقبلُوا لهُم شهادة أبدا وأُولئك هُمُ الفاسقُون * إلا الذين تابُوا من بعد ذلك و أصلحُوا فإن الله غفُور رحيم )

3- قال في ابن هادي ما لا يقال في حق أدنى مسلم، وإنما يقال في حقّ الكافر، يعنى قول: "حاد الله ورسوله" و المعروف أن الشيخ الربيع قال "كل من يقف مع محمد بن هادي فإنه محاد لله ورسوله " [انظر شبكة سحاب السلفية]
ولزهر في كل مرة يقول: قال الشيخ ربيع في ابن هادي، فليصحح معلوماته.
ثم من أين لك أن الذي يحاد الله ورسو له هو الكافرُ فقط، هذا من جُعبتك وعدم اطلاعك على كلام أهل العلم، فهم يفرقون بين المحادة الكلية التي تستلزم الكفر والخروج من الملة والمحادة الجزئية الموجبة للبدعة والفسوق، ولا تستلزم الكفر الأكبر ، كما قرره الشيخُ النجمي رحمه الله في تعليقه على الأصول الثلاثة، وغيرُه من العلماء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الصارم المسلول ص 30: " تكون الكبائرُ من شُعب المحادة لله ورسوله، فيكونُ مرتكبُها محادا من وجه، وإن كان مواليا لله ورسوله من وجه آخر"
واستعملها الشيخ ابنُ عثيمين فيمن طلق زوجه ثلاثا لئلا يراجعها، وفيمن طرد ابنه من البيت لكونه عفا لحيته.
وقال الشيخ الفوزان -كما في موقعه الرسمي- " فأهلُ العلم الله شرفهم ومدحهم، الرسول صلى الله عليه وسلم شرفهم ومدحهم، يأتي من ينتقصهم ويزهد فيهم ويصفهم بالأوصاف الذميمة، هذا مخالف لله ولرسوله، محاد لله ولرسوله، غاش للمسلمين، فيجب التنبهُ لمثل هذه الأمور"
ولا يخفى أن قذف المسلم كبيرة، لا تقل خطورة وإثما عن بعض الذنوب السابقة.
والعجيب أن أزهر نفسه استعملها فيما هو دون القذف بكثير، فقال: "هذه المساجد التي أُمرنا ببنائها على الطريقة النبوية من غير مخالفة ومن غير زخرفة، لأن هذا فيه محادة لله ورسوله، وتبديد وإسرا ف لأموال المسلمين..."
فهل سيتوبُ ويتراجعُ عن تكفير المسلمين -على ما قرره في الصوتية- الذين يبذرون أموال المحسنين والمنفقين على بناء المساجد.

4- أتى بكبيرة، يعني مقولة عظيمة و تُهمة شديدة لا تليق بمقام المجرح، وفي هذا اتهامُه حفظه الله بالظلم وعدم العدل، مع أنه تكلم بالأدلة والبراهين.

5- عدم تراجعه عن تلك الكبيرة، يعني ظلم وعلم أنه ظلم، وأصر على ذلك ولم يتب، أهكذا يُخاطب العلماء ويُوا جه الفضلاء، هل صار العالم المجاهد الناصح المربي يظلم ويعتدي؟ هل صار لا يعرف الجرح والتعديل وهو إمامُه عندك وعند غيرك.
إن الشيخ ربيعا لم يتكلم في ابن هادي إلا بما يعتقده بالدليل والبرهان، فكيف يقال بكل وقاحة: أتى بكبيرة ولم يتراجع عنها؟
وهذه الطعونات تضاف إلى ما سبق من أزهر:"شويا ايجي ويروح، يعني كبر و تعب، وتقام له لافاج أي:غسيل الدماغ، له بطانة سيئة ، يُحيط به الأشرار، يُكذب عليه ويصدق، لو تكلم فينا سيُسقط نفسه..."
وما إخاله أنه كان يفكر في مثل هذا الكلا م لولا الهوى والانتصارُ للنفس، والعجبُ والغرور، والتعالى والاستكبار، وبهذا رُد الحق الذي نصح به الربيعُ وإخوانُه العلماء، وقد طمع لزهر أن يكون في صفهم ويؤيد مسلكهم، ولكنه جزاه الله خيرا قال بالحق ونصرالمظلومين.
وليتأمل العاقل قول الله تعالى عن اليهود: (أفكُلما جاءكُم رسُول بما لا تهوى أنفُسُكُمُ استكبرتُم ففريقا كذبتُم وفريقا تقتُلُون)
فالهوى يُعمي عن الحق ويحمل صاحبه على رفضه، قال شيخ الإسلام في منهاج السنة 6 / 302: " فإن الهوى يُعمي ويُصم، و صاحبُ الهوى يقبلُ ما وافق هواهُ بلا حُجةٍ تُوجبُ صدقه، ويرُد ما خالف هواهُ بلا حُجةٍ تُوجبُ رده"
فراجع يا أخي نفسك و تُب إلى ربك وأصلح ما بينك وبين علمائك، (إن الله يُحب التوابين ويُحب المُتطهرين)
واحذر أن تكون من الذين قلت فيهم: " الشيخ ربيع وسائر علماء السنة الصادعين بالحق محنة الناس في هذا الزمان، لا يطعن فيهم ولا يقلل الأدب معهم إلا صاحبُ هوى مفتون، أو حزبي حاقد معفون"
اللهم اغفر لنا وتب علينا إنك أنت الغفور التواب.

كتبه عمر الحاج مسعود
ليلة الثلاثاء 09 رمضان 1440 هجري
13 ماي 2019 نصراني

رد مع اقتباس