عرض مشاركة واحدة
  #36  
قديم 31 Dec 2007, 11:57 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

ومنها: الكبر



وقد فسره النبي -صلى الله عليه وسلم- بأجمع التفسير وأبينه وأوضحه فقال :(( الكبرُ بَطرُ الحق وغَمْطُ الناس )) (1)

وبطر الحق هو : رد الحق
وغمط الناس يعني: احتقارهمومن الكبرياء ردك على معلمك ، والتطاول عليه وسوء الأدب معه ؛ وأيضا استنكافك عمن يفيدك ممن هو دونك كبرياء ؛ وهذا يقع لبعض الطلبة إذا أخبره أحد بشيء وهو دونه في العلم استنكف ولم يقبل ؛ وتقصيرك عن العمل بالعلم عنوان حرمان – نسأل الله العافية - وفي هذا يقول القائل:

العلــم حــربٌ للفتى المتعالي. . . . . . . . . .. كالسيل حربٌ للمكــان العــالي

ومعنى البيت:

أن الفتى المتعالي لا يمكن أن يدرك العلم؛ لأن العلم حرب له كالسيل حرب للمكان العالي ؛ لأن المكان العالي ينفض عنه السيل يميناً وشمالاً ولا يستقر عليه ؛ كذلك العلم لا يستقر مع الكبر والعلو ؛ وربما يُسلب العلمَ بسبب ذلك.




و منها : التعصب للمذاهب والآراء

فيجب على طالب العلم أن يتخلى عن:

الطائفية والحزبية ، بحيث يعقد الولاء والبراء على طائفة معينة أو على حزب معين ؛ فهذا لا شك خلاف منهج السلف ؛ فالسلف الصالح ليسوا أحزاباً بل هم حزب واحد ، ينضوون تحت قول الله – عز وجل -: (( هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ)) (الحج: الآية78) .



فلا حزبية ولا تعدد، ولا موالاة ، ولا معاداة ، إلا على حسب ما جاء في الكتاب والسنة ؛ فمن الناس –مثلاً- من يتحزب إلى طائفة معينة، يقرر منهجها ويستدل عليه بالأدلة التي قد تكون دليلاً عليه ؛ ويحامي دونها ؛ ويضلل من سواه حتى وإن كانوا أقرب إلى الحق منها ؛ ويأخذ مبدأ: "من ليس معي فهو علي" وهذا مبدأ خبيث؛ لأن هناك وسطاً بين أن يكون لك أو عليك ؛ وإذا كان عليك بالحق، فليكن عليك وهو في الحقيقة معك ؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)) (2) ونصر الظالم أن تمنعه من الظلم ؛ فلا حزبية في الإسلام ؛ ولهذا لما ظهرت الأحزاب في المسلمين، وتنوعت الطرق، وتفرقت الأمة، وصار بعضهم يضلل بعضاً، ويأكل لحم أخيه ميتاً، لحقهم الفشل كما قال الله –تعالى-: (( وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ )) (الأنفال: الآية46) ؛ لذلك نجد بعض طلاب العلم يكون عند شيخ من المشايخ، ينتصر لهذا الشيخ بالحق والباطل ويعادي من سواه، ويضلله ويبدعه ؛ ويرى أن شيخه هو العالم المصلح، ومن سواه إما جاهل أو مفسد ؛ وهذا غلط كبير؛ بل يجب أخذ قول من وافق قوله الكتاب والسنة وقول أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .



ومنها: التصدر قبل التأهل



مما يجب الحذر منه: أن يتصدر طالب العلم قبل أن يكون أهلاً للتصدر ؛ لأنه إذا فعل ذلك كان هذا دليلاً على أمور:


الأمر الأول : إعجابه بنفسه ؛ حيث تصدر ، فهو يرى نفسه عَلَم الأعلام.

الأمر الثاني : أن ذلك يدل على عدم فقهه ومعرفته للأمور؛ لأنه إذا تصدر، ربما يقع في أمر لا يستطيع الخلاص منه؛ إذ أن الناس إذا رأوه متصدراً أَوْرَدوا عليه من المسائل ما يبين عواره.

الأمر الثالث: أنه إذا تصدر قبل أن يتأهل ، لزمه أن يقول على الله ما لا يعلم؛ لأن الغالب أن من كان هذا قصده، أنه لا يبالي ويجيب على كل ما سُئِلَ ؛ و يُخاطر بدينه وبقوله على الله – عز وجل – بلا علم.

الأمر الرابع: أن الإنسان إذا تصدر فإنه في الغالب لا يقبل الحق ؛ لأنه يظن بسفهه أنه إذا خضع لغيره -ولو كان معه الحق- كان هذا دليلاً على أنه ليس بعالم.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو نعيم إحسان ; 01 Jan 2008 الساعة 12:01 AM
رد مع اقتباس