عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22 Jul 2017, 02:35 PM
أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي حَسْمُ السِّجَال وَقَطْعُ الجِدَال!

حَسْمُ السِّجَال وَقَطْعُ الجِدَال!


بِسْمِ اللهِ وَالحَمْدُ لله وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَالَاه، أَمَّا بَعْد:
فَقَدْ كَتَبَ أَخِي أَبُو مُعَاذ نَصِيحَةً سَمَّاهَا (وَقْفَةُ اعْتِبَار لِتَصْحِيحِ المَسَار) وَيَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِ القَارِئ لِلعُنْوَانِ أَنَّ المَضْمُونَ يَدُورُ عَلَى (العِبْرَةِ) وَ (التَّصْحِيح) وَكِلَاهُمَا مَطْلَبٌ شَرْعِيٌّ، قَالَ الله تَعَالَى: ﴿فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾ [الحشر:٢]، وَعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قُلْنَا لِمَنْ؟، قَالَ: « لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» رَوَاهُ مُسْلِم.

وَسَأَضْرِبُ لَكُمْ مِثَالًا حَيًّا -كَمَا يُقَالُ- بِهَذِهِ المُنْتَدَيَاتِ السَّلَفِيَّةِ الَّتِي شَرَّفَتْ دَعْوَتَنَا فِي كَثِيرٍ مِنْ المَوَاقِفِ..
إِنَّ التَّسْمِيَةَ الأُولَى لِهَذَا المُنْتَدَى كَانَتْ (مُنْتَدَيَاتُ الجَزَائِرِ السَّلَفِيَّة) قَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ عَشْرِ سَنَوَاتٍ، وَقَدْ هَمَّ صَاحِبُهَا أَخُونَا يُوسُف الخميسي -فِي ذَلِكَ الوَقْتِ- بِإِعْطَاءِ الإِشْرَافِ لِـ (عَبْد الحَمِيد العَرْبِي) فَقُمْتُ أَنَا وَأَخِي أَبُو نَعِيمِ إِحْسَان -كَانَ اللهُ لَهُ- بِنُصْحِهِ وَبَيَانِ حَالِ (العَرْبِي) فَاسْتَجَابَ وَللهِ الحَمْدُ وَالمِنَّةُ، وَسَلَّمَنَا المُنْتَدَى لِنُشْرِفَ عَلَيْهِ، وَطَلَبْنَا مِنْ أَخِينَا أَبِي مُعَاذ المُشَارَكَةَ فِي الإِشْرَافِ، فَاسْتَجَابَ دُونَ تَرَدُّدٍ وَقَامَ بِمَهَامِّهِ عَلَى أَحْسَنَ وَجْهٍ جَزَاهُ اللهُ خَيْرًا..

وَالشَّاهِدُ مِنَ الأَمْرِ: أَنَّ الدُّكْتُور ( رِضَا بُوشَامَة ) كَانَ يُرَاقِبُ المُنْتَدَيَاتِ أَحْيَانًا، فَأَبْدَى مُلَاحَظَتَيْنِ:
الأُولَى: تَسْمِيَةُ المُنْتَدَى بِـ ( مُنْتَدَيَات الجَزَائِرِ السَّلَفِيَّة )، فَقَالَ: قَدْ يَفْهَمُ المُتَرَدِّدُ عَلَى مُنْتَدَيَاتِكُمْ أَنَّهَا النَّاطِقُ بِاسْمِ الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّةِ فِي الجَزَائِرِ، وَقَدْ تَنْقُلُونَ مَوَاضِيعَ فِي قَضَايَا وَمَسَائِلَ تُخْطِئُونَ فِيهَا فَيَعُودُ اللَّوْمُ عَلَى مَشَايِخِ البَلَدِ وَدَعْوَتِهِمْ..
وَالثَّانِيَةُ: أَنَّنَا كُنَّا نَضَعُ إِشْهَارًا لِمَوْقِعِ ( رَايَة الإِصْلَاحِ ) خَلْفَ الصَّفْحَةِ الأُولَى لِلمُنْتَدَى، فَقَالَ: يَنْبَغِي عَلَيْكُمْ حَذَفُ الإِشْهَارِ لِأَنَّهُ قَدْ يُفْهَمُ أَنَّ مُنْتَدَيَاتِكُمْ تَابِعَةٌ لِمَوْقِعِ رَايَةِ الإِصْلَاحِ..

فَمَا كَانَ مِنَّا إِلَّا أَنِ اِسْتَجَبْنَا لِنَصِيحَتِهِ وَقُمْنَا بِتَغْيِيرِ التَّسْمِيَةِ إِلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ اليَوْمَ: ( مُنْتَدَيَاتُ التَّصْفِيَةِ وَالتَّرْبِيَةِ السَّلَفِيَّة )، وَحَذَفْنَا الإِشْهَارَ لِمَوْقِعِ رَايَةِ الإِصْلَاحِ..
وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَقُولَ: إِنَّ كَلَامَ الدُّكْتُورِ رِضَا بُوشَامَة لَيْسَ وَحْيًا يُقْبَلُ بِلَا مُنَاقَشَةٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُ قَدَّرَ المَصْلَحَةَ وَالمَفْسَدَةَ فَلَزِمَ أَلَّا نَرْجِعَ إِلَى رَأْيِنَا.

وَعَوْدًا إِلَى مَوْضُوعِ أَخِي مُحَمَّد ( وَقْفَةُ اِعْتِبَار ) فَإِنَّهُ لَمْ يَأْتِ مِنْ فَرَاغٍ وَلَا تَخْمِينٍ وَلَا خَيَال، وَإِنَّمَا مَوْضُوعُهُ كَانَ بَعْدَ عِدَّةِ تَرَاكُمَاتٍ وَتَسَاهُلَاتٍ -فِي بَعْضِ الأَحْيَانِ- أَدَّتْ إِلَى وُقُوعِ الطَّعْنِ فِي الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّةِ وَعُلَمَائِهَا بِسَبَبِ:
- جَهَلَةٍ يَتَكَلَّمُونَ بِاِسْمِ الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّةِ!
- أَوْ مُنْدَسِّينَ يَظْهَرُونَ -حَالًا وَمَقَالًا- عَلَى المَنْهَجِ السَّلَفِيِّ، وَيَخْلِطُونَ السُّمَّ بِالعَسَلِ!..

فَكَانَ مِنَ المَعْقُولِ جِدًّا -وَالمَقْبُولِ فِعْلًا- مَا قَامَ بِهِ أَخُونَا أَبُو مُعَاذ، وَذَلِكَ مِنْ أَجْلِ التَّضْيِيقِ عَلَى الجَهَلَةِ وُالمُنْدَسِّينَ، وَتَجْفِيفِ مَنَابِعِ الشَّرِّ وَالمُفْسِدِين، وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ أَنَّ أَبَا مُعَاذ تَكَلَّمَ عَنْ أَصَلٍ مِنْ أُصُولِ المَنْهَجِ، فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونَ أَصَّلَ مَا لَيْسَ مِنْهُ، وَمَنْ قَالَ ذَلِكَ -أَوْ أَشَارَ إِلَيْهِ- فَإِنَّهُ قَدْ ضَمَّنَ كَلَامَهُ الطَّعْنَ فِي أَحَدِ مَشَايِخِ البَلَدِ الَّذِي أَثْنَى عَلَى مَقَالِ مرَابط، وَهُوَ الشَّيْخُ لَزْهَر حَفِظَهُ الله، نَاهِيكَ عَنْ بَاقِي المَشَايِخِ وَالطَّلَبَةِ الَّذِينَ وَافَقُوهُ عَلَى المَوْضُوعِ.

وَكَانَ حَرِيًّا بِكُلِّ سَلَفِيٍّ غَيُورٍ عَلَى الدَّعْوَةِ وَطَرِيقَةِ سَيْرِهَا أَنْ يَشُدَّ عَلَى يَدِهِ وَيُؤَازِرَهُ..

وَالحَقُّ يَقُومُ بِالدَّلِيلِ لَا بِالقَائِل، وَذَلِكَ أَنَّ العَبَثَ الإِلِكْتْرُونِيّ وَالعَشْوَائِيَّةَ فِي الدَّعْوَةِ وَالفَوْضَى العِلْمِيَّةَ قَدْ أَضَرَّتْ كَثِيرًا بِدَعْوَتِنَا، فَكَانَ لِزَامًا عَلَيْنَا أَنْ نَعْرِفَ مَكْمَنَ الدَّاءِ وَنُحَاصِرَهُ وَنُضَيِّقَ عَلَيْهِ بِالدَّوَاءِ، وَأَلَّا نُشْغِلَ القَائِمِينَ عَلَى الثُّغُورِ -فِي دَفْعِ البَاطِلِ وَأَهْلِه- بِمَا يَصْرِفُهُمْ عَنْ الأَهَمِّ، بَلْ لَا نَكُونُ إِلَّا سَوَاعِدَ عَوْنٍ لِإِخْوَانِنَا..

وَعَلَيْهِ فَإِنَّ الاِجْتِمَاعَ فِي هَذِهِ الحَالِ هُوَ الوَاجِبُ، وَأُذَكِّرُ هَاهُنَا بِمَا قَالَهُ أَحَدُ العُلَماءِ نَاصِحًا لِلْحَلَبِي حَوْلَ كِتَابِهِ (( المَنْهَجُ )) فِي تَرْكِهِ وَعَدَمِ إِخْرَاجِهِ، وَذَلِكَ أَنَّ السَّلَفِيِّينَ لَنْ يَجْتَمِعُوا عَلَيْهِ بَلْ سَيَكُونُ سَبَبًا فِي الفُرْقَةِ وَالاِخْتِلَافِ، فَتَحَجَّجَ الحَلَبِي بِأَنَّهُ ضَمَّنَ كِتَابَهُ مَا يَرَاهُ الحَقَّ، فَنَصَحَهُ ذَاكَ العَالِمُ المُشْفِقُ: بِأَنَّ: جَمْعَ الكَلِمَةِ مُقَدَّمٌ عَلَى تَصْوِيبِ الرَّأْيِ الشَّخْصِيِّ، وَلَكِنَّ الحَلَبِي أَبَى إِلَّا شَقَّ العَصَا، فَانْظُر إِلَى مَا صَارَ إِلَيْهِ.

وَفِي الأَخِيرِ نَدْعُو -مَرَّةً أُخْرَى- جَمِيعَ الشَّبَابِ الحَرِيصِينَ عَلَى سَلَامَةِ سَيْرِ الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّةِ إِلَى تَغْيِيرِ تَسْمِيَةِ المَجْمُوعَاتِ العَامَّةِ المُنْتَسِبَةِ لِشَيْخٍ مِنَ المَشَايِخِ أَوْ مَدِينَةٍ مِنَ المُدُنِ، فَضْلًا عَنْ التَّسَمِّي بِاسْمِ الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّةِ فِي البَلَدِ، وَذَلِكَ تَمَاشِيًا مَعَ دَرْءِ المَفْسَدَةِ المُتَحَقِّقَةِ فِي تَشْوِيهِ صُورَةِ الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّةِ..

ثُمَّ مَنْ أَبَى -بَعْدَ ذَلِكَ- فَلَا يُلَومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ إِذَا رَأَى السَّلَفِيِّينَ يَكْتُبُونَ فِي التَّحْذِيرِ وَالبَرَاءَةِ مِنْهُ.

وَالله يَتَوَلَّانَا فِي الظَّاهِرِ وَالبَاطِنِ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ..

وَكَتَبَ
أَبُو حَـــاتِم البُلَيْـــدِي
٢٨ شَوَّال ١٤٣٨ هـ
البُلَيْـــدَة


التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 22 Jul 2017 الساعة 03:32 PM
رد مع اقتباس